- قيادة مجلس التعبئة والاسناد تعايد أبطال الجيش والمقاومة المرابطين في جبهات مأرب

حافظ الهياجم
فتشوا عن مفاتيح الحل!
كتابنا| 24 مارس, 2025 - 8:25 ص
امتعض الكثير من اليمنيين إزاء تصريح وزير الدفاع الأمريكي بشأن أهداف الهجمات التي تنفذها بلاده، وتأكيده على أنها لا تتعلق بالحرب الداخلية اليمنية، فيما كان ينبغي أن يمثل هذا التصريح تفكيكًا للسردية الحوثية التي تصر على توصيف أي حراك ميداني يمني ضدها بأنه جزء من التكتيكات الأمريكية ضد الحوثيين بسبب موقفهم من غزة.
هي دعايات سخيفة، حيث وأن القتال الرسمي والشعبي ضد الجماعة له تاريخ طويل، أقلهُ هو مع ابتداء حربهم على الدولة في سبتمبر ٢٠١٤م، ومع ذلك يجب أن لا يُترك له فرصة الاستفادة من الأحداث الجارية في غزة وتوظيفها في صناعة أدوار بطولية، وهذا من ناحية الدعاية، ولكن ثمة امر آخر يجب الإشارة إليه في إطار ردود الأفعال حول تصريحات وزير الدفاع الأمريكي، ويتمثل في أهمية تصحيح النظر للعوامل الخارجية.
الأمريكي يخوض حرب عنيفة ضد الحوثيين لأهداف تتعلق بمصالحه، والمشكلة الحقيقية أن الكثير كان ينتظر أن تعلن أمريكا أنها ستخوض الحرب بالنيابة عن الشرعية اليمنية أيضًا؟ لماذا عليها أن تفعل ذلك؟
من ناحية نستطيع أن نقول أن دعم الجيش اليمني والحكومة الشرعية هو خيار مطروح أمام واشنطن حال أنها تملك الإرادة الحقيقية للقضاء على الحوثيين تماماً بحكم أن العمليات البرية ومع حليف داخلي هي وسيلة مضمونة النتائج بعكس الضربات الجوية التي لا تحسم معركة. ولكنه يبقى خيارًا يعود للإدارة الأمريكية حرية العمل به من عدمها، والأهم من هذا كله وهو ما يجب التنبيه إليه هو أن التفكير الاستراتيجي للدول والحكومات التي تتحرك وفق مصالحها ليس انتظار الدعم الدولي، بقدر ماهو استثمار التقاطعات بالمصالح، وهذه واحدة من التقاطعات التي يجب على الشرعية الاستفادة منها.
إذًا المسألة تتعلق بضرورة التحرك على ضوء هذه التقاطعات، وليس انتظار اللاعب الدولي لحسم معركة وطنية لا تعنيه، وهنا فقط يجب أن يتركز الاهتمام حول جالكيفية التي يمكن من خلالها استثمار هذا الظرف الدقيق. وهو البحث عن مفاتيح الحل..!
من الواضح أن لدى مجلس القيادة الرئاسي عدد من المسارات الواجب توافرها لبدء معركة شاملة ضد الحوثي، وأن هناك أكثر من ڤيتو موضوع أمامه لاعتبارات كثيرة، وهو ڤيتو التحالف، ثم الخلافات بين تكتلات المجلس، وأمور أخرى، ولكن هذه الخلافات ليست قدر يجب التسليم به، ولكنها محاذير تتلاشى لمجرد وجود آلية تفاهمات جادة تحسم نقاط الخلاف الممكن حسمها بشكل مباشر، وتؤجل ما لا يمكن البت فيه الآن، ببناء جسور ثقة بين الأطراف.
وكما أسلفنا فإن التحالف الداعم للشرعية هو الآخر بذل جهود كبيرة في هذه المعركة، وانخرط فيها بشكل مباشر، بين قتال ميداني، وغطاء جوي، وتحمل نفقات باهظة، وهذا الجهد نابع من إيمان حقيقي بأهمية استعادة استقرار اليمن وتخليصها من الذراع الإيرانية الخبيثة، ومن يبذل هذا الدعم يستحيل أن يضع أي عراقيل أمام مجلس القيادة الرئاسي لحسم الصراع إلا لوجود أسباب موضوعية، وهذه الأسباب تضع الحكومة اليمنية أمام مهمة تاريخية في إقناع الشريك العربي بقدرتها على الحسم، ومنحه الضمانات الكافية لتبديد مخاوفه.
من الذي بيده إعطاء هذه الضمانات ؟ أعتقد أن الذي يملك زمام المبادرة في الميدان، ولديه الخطط، والتصورات الدقيقة للمعركة، هو وحده القادر على الدفع بأعضاء مجلس القيادة الرئاسي لتبني خيار المواجهة، ولإقناع الحليف العربي بجدوى التحرك العسكري، بموازاة الجهود المبذولة سياسيًا لتطمين جميع الدول المتأثرة بهذا الملف إقليميًا أو دوليًا.
على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية في اليمن أن تبني سردية موحدة، لأهداف المعركة، ولخطط اليوم التالي، والاستعداد للإجابة على كافة التساؤلات المتعلقة بالجوانب الأمنية، أو الإنسانية، بالإضافة إلى التأكيد الدائم على ضرورة إنجاز هذه الأهداف دون التوقف عند محطات تفاوضية على أهداف لا تمت للهدف الرئيسي المتمثل باستعادة الدولة بأي صلة، حيث وأن الميوعة في التعامل مع أهداف المعركة، لا تورث سوى ميوعة في التفاعل الإقليمي والدولي مع القضية ذات الأولوية.
ولهذا فإن أي جهد أو مسعى نحو حسم المعركة يجب أن يبدأ بالبحث عن مفاتيح الحل، والتعامل مع هذه المفاتيح وتهيئتها بالشكل الذي يضمن احتياجات المرحلة، ويخفف من تكاليفها.
مقالات ذات صلة