













أراء

لم يكنِ الشرقُ الأوسطُ في تاريخه بخيلاً في إنجاب القساة. لكنَّه ارتكبَ هذه المرة ما لا يطاق. هذا الرجلُ أخطرُ من كلّ الذين عرفناهم أو قلَّبنا صفحات ارتكاباتهم. هذا الرجلُ يفوق القدرةَ على الاحتمال.

شكلت جدلية: "أيهما أولا التنمية أم الديمقراطية؟" سؤالا مشروعا ومهما وواقعيا على مدى نصف قرن مضى، شغل العديد من الكتّاب والمفكرين والباحثين والقادة والزعماء. وهو سؤال لا يزال قائما، وله شواهد عديدة تؤكد صوابيته وأهميته.

تضرب إسرائيل غزة فتخرج أمم العالم للتنديد بالعدوان والتضامن مع غزة، ناهيك عن التنديد الدولي والأممي، على المستويات الرسمية. والتنديد والتضامن هو أضعف الإيمان، لكن اليمن ليس له نصيب من "أضعف الإيمان" هذا!

صحيحٌ كلّ الصحّة قول أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، إن الاعتداء "الآثم والغادر" الذي ارتكبتْه إسرائيل لم يكن على دولة قطر وحدَها، بل مسّ كل دول المجلس، فأمنُ الخليج "كلٌّ لا يتجزّأ".

تعدّ القرارات التي أصدرها عيدروس الزبيدي من حيث الشكل والقانون بلا قيمة، لكنها من حيث البعد السياسي والواقع العسكري تمثل انقلابًا على مجلس القيادة بقوة الأمر الواقع.

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه الهمجي على مدينة غزّة، بقصف الأبراج السكنية وإزالتها من الوجود في مشهدٍ يذكّرنا بما جرى لبرجي التجارة العالمية في نيويورك في 11 سبتمبر (2001)، في ما تحوّل إلى مبرّر شن الولايات المتحدة حروباً متتالية، واحتلال بلدان، وقتل ملايين، وتحطيم أنظمة الاقتصاد العالمي وإعادة هيكلتها.

ماذا عن مصطلح «الصهاينة العرب»؟ ماذا عن توظيفاته السياسية المختلفة؟ ومن هم هؤلاء الذين يطلق عليهم هذا المصطلح؟

أميركا لم تستوعب حتى الآنَ أنَّ المشهدَ الدولي قد تغيّر بعد الجرائم الإسرائيلية في غزة، من قتل للأطفال إلى التجويعِ الممنهج، وهو ما حرَّك الرأي العامَّ العالميَّ وغيَّر مواقفَ بعض القوى الدولية. كذلك أحدثت المبادرة السعودية - الفرنسية في نيويورك زخماً دولياً لدعم الاعتراف بدولة فلسطين كخطوةٍ أولى نحو حل الدولتين.

ذهابهم بقصف إسرائيلي لا يغيّر من موقفنا تجاههم على الإطلاق. نحن مقصوفون منهم وبهم. هم من وضعوا أنفسهم أهدافًا باختيارهم.