













أراء

إسرائيل دولة غير طبيعية من وجوه شتى: فهي علمانية و«يهودية»، وهي ديمقراطية تنتمي لـ«العالم الحر»، واحتلال من بقايا عصور الاستعمار، وهي «تحترم حقوق الإنسان»، وتدمر غزة، وهي «واحة السلام» في المنطقة، والدولة الأكثر إثارة للحروب في العالم، وهي دولة «هجوم» واسم جيشها «جيش الدفاع»، وهي كذلك «حامية الغرب» ومحميته في الوقت ذاته.

وفي حين يمضي بعضُ أطراف الشرعية في الهدم العبثي لقدرات وسلطات ونفوذ هذه السلطة، والاستمرار في فرض جريمة الانفصال، التي يجري التطبيع معها بشكل صريح وواضح على المستوى الإقليمي، كما يجري التطبيع مع "السلطات" في صنعاء، ينحشر المشروع الوطني ضمن خيار واحد لا ثالث له، وهو القتال حتى استعادة نفوذ الدولة..

وقد عمل كرب إل وتر على توحيد البلاد تحت سلطة واحدة وإنهاء عصر الدويلات المستقلة من خلال نهج يجمع بين السلمي والعسكري، ففي الأول أقام تحالفا مع اتحاد قبائل سمعي في شمال الرحبة، وفي الثاني أخضع مملكة أوسان، التي كانت تشكل منافسا سياسيا، بالقوة وضم أراضيها.

طغيان الذاكرة لا يترك مناسبة مثل ٢٢ مايو ١٩٩٠ تمر دون أن تخبِّط على الوجدان لتوقظ تلك اللحظة المهيبة والجميلة التي استقرت فيه، على الرغم من تقلبات الزمن وضغوطه وأوجاعه، مع كل ما أحدثته من تصدعات في جدار ذلك الوجدان.

انعقد لقاء تنسيقي أول بين إعلاميين من المجلس الانتقالي الجنوبي وآخرين من "حراس الجمهورية"، ممثلين لكتلتين سياسيتين وعسكريّتين، وعاصمتين مسلحتين. جاء هذا اللقاء قبل أيام قليلة من ذكرى إعلان الوحدة اليمنية.

في الرابع من فبراير/ شباط الماضي زار نتنياهو البيت الأبيض، والتقى بالرئيس ترامب. تجوّل الرجلان في أرجاء المكان الأكثر أهمية وخطورة في العالم، وصعدا معًا إلى الطابق الثاني. واصلا المشي، وتبادلا المجاملات إلى أن بلغا غرفة نوم لينكولن، وهو المكان الذي اتّخذه الأخير مكتبًا له، وهناك وقّع على قرار تحرير العبيد في العام 1863.

تعود الساحة اليمنية إلى واجهة الصراع الإقليمي مجدّداً، وهذه المرّة من حيث خفض التصعيد، إذ شكل اتفاق الهدنة بين الإدارة الأميركية وجماعة الحوثي القاضي بوقف الأعمال العدائية المتبادلة تحوّلاً في نهجهما التصعيدي، إلا أن اتفاق الهدنة فرضته حسابات الطرفين وتشابكات مصالح الشركاء والحلفاء في هذه المرحلة،

مضى أسبوع منذ أن أصبح الأستاذ سالم بن بريك رئيسًا للوزراء، وبدأت عدن تغلي بتظاهرات مطلبية تقودها النساء هذه المرة، في مشهد يعكس حجم السخط الشعبي على تردي الخدمات العامة والانهيار الاقتصادي. صيف ساخن يلوح في الأفق، والبلاد على أعتاب أزمة معقدة لم تشهدها من قبل.

في البداية، ليس في وسع قارئ منصف للتاريخ اليمني الحديث إلّا أن يضع نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض في مكانة متقدّمة بين زعماء اليمن المعاصرين، فهو الصانع الأبرز للوحدة اليمنية، والرجل الذي شكّلت اندفاعته الوحدوية العصا السحرية لتحقيق هذا الحلم. قدّم البيض تنازلاتٍ كبيرةً للوصول إلى إعلان الوحدة في 22 مايو/ أيار 1990، أبرزها تنازله عن مكانة الرجل الأوّل في دولة الوحدة، متجاوزاً الحسابات الشخصية بحماسة وطنية نادرة.