













أراء

يرتفع صوت تيار يروّج لفكرة أن إنهاء إيران على يد الكيان الإسرائيلي يمثل "فرصة تاريخية". هذا الطرح يكشف قراءة ساذجة وخطيرة للواقع الجيوسياسي، ويؤسس لتسليم كامل بموازين الهيمنة الصهيونية، في لحظة تفتقر فيها الأمة إلى مشروع تحرري فعّال.

تشكّل مأزق نتنياهو الأول، وتفاقم، في مدى عشرين شهرًا، في قطاع غزة. وذلك في الردّ على عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بشنّ حربَين في آن واحد: حرب بريّة خاضها الجيش الصهيوني، بهدف القضاء على المقاومة، وإحكام السيطرة العسكرية على القطاع.

هل تكون حرب إسرائيل وإيران حرب أطراف المستعمرات، التي تستمر 7 سنوات، ثم تدخل بعدها الصين في مواجهتها مع أميركا؟ أم أن هذه الحرب ستبقى داخل النظام الإقليمي، وتنتج قوى بازغة تنافس إسرائيل في الهيمنة على الإقليم؟ تلك هي أسئلة المرحلة.

تواصل إسرائيل، وحكومتها بقيادة نتنياهو، التصرّف كأنها الحاكم الإمبريالي لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، وتستند في ذلك إلى دعم وتواطؤ أميركيين مطلقين، وإلى دعم واسع من دولٍ غربية عديدة، وصمت كثيرين على جرائمها.

في العام ٢٠٠٦ هلل العرب لنصر الله، ورفعت صوره، وقدم بحسبانه بطل الحرب الوجودية مع العدو. غير أن الحرب السورية عرضت وجهاً فاشياً لبطل الإسلام، ولحية لا تعرف للرحمة سبيلاً.

وحاجة اليمن، وهي في وضعها الحالي، ماسة وملحة، إلى استلهام إرث العمالقة الكبار الأحرار من أبنائها مثل الهمداني، وماضي حضارتها التليد، للذود عن حماها، وكيانها ومكانتها، وكرامتها، حتى تكون عصية على التذويب والتحلل والتمزق والضياع والهوان.

نقولها بوضوح: نحن لا ننتقد شأنكم الداخلي... بل ندافع عن شأننا، عن أرضنا، عن دمنا، عن مستقبلنا، عن حقنا في التحرر من الاحتلال الإيراني ومليشياته. نحن نرفض أن تتحول الشراكة إلى وصاية، والدعم إلى ابتزاز، والتحالف إلى أداة لإعادة إنتاج أدوات الاحتلال والقتل باسم التسوية.

أزمة المياه في تعز موجعة، لم يعد الأمر مجرد أزمة! فقد تتحول إلى نكبة، وأي تساهل جريمة مضاعفة.

مكاشفة الشعوب التي لم تتعود على المكاشفة من قبل قياداتها تُعد عملية صعبة البداية، وغالباً ما تصاحبها صدمات وأسئلة وردود أفعال متفاوتة طابعها العام الاستنكار والتردد في استيعاب الحقيقة، أو فهمها بمنطق عدم الثقة الذي تكرسه عهود من المراوغات التي تحلق حول الحقيقة ولا تكشفها للناس وهو ما يمكن تعريفه بالاستجابة.