













أراء

حتى الآن لا تزال الأهداف الإستراتيجية لحرب ترامب في اليمن غامضة. في المحادثة الشهيرة على تطبيق سيغنال كتب وزير الدفاع الأميركي قائلًا إن الأمر لا يتعلق بالحوثيين، بل باستعادة قدرة الردع، ومن أجل فتح الممرات المائية. حتى نائب الرئيس جيه دي فانس لم يصدّق حكاية الممرات المائية تلك، وكتب محذرًا – في المكان نفسه – من إنقاذ الأوروبيين مرّة أخرى.

تشهد محافظة حضرموت اليمنية تصعيداً سياسيّاً متزايداً، في ظل تنافس محموم بين قوى متعدّدة تسعى إلى فرض رؤاها وإعادة تموضعها ضمن خريطة السلطة، وسط سياقٍ محليٍّ بالغ التعقيد.

لا يمكن للمكونات السياسية والعسكرية والادارية التي تنتمي للدولة الشرعية، وتشكل الهيكل الخارجي لها، أن تحمي نفسها وكل ما هو تحت يدها من مقدرات، إلا بأدوات الدولة ومؤسساتها، وعلى الجميع أن يدرك هذه الحقيقة الآن قبل فوات الأوان، فقد لا تكون هناك فرصة أخرى لتداركها.

في عقيدة القوة الأميركية، يصبح الإرهاب، على اختلاف تعييناته، أداةً بديلة عن الدبلوماسية، وأداةً لفرض استحقاقات الهيمنة وتثبيت معادلة الردع، وإن عكس اضطرابات القوة وعنفها المنفلت، وهو ما يتجلّى في حربها الدائرة في اليمن، إذ لا خطوط حمراء هنا، لا اعتبارات لحقوق الإنسان ولا القانون الدولي، ولا تفاوض مع إيقاف القتل وغايات العقاب، مقابل استمرار نفي السياق المدني والإنساني لكلفة حربها المروّعة على اليمنيين.

يتحدَّث معلقون إيرانيون بارتياح على الشَّاشات عن آفاق المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة. بينهم من يلمح إلى أنَّ شهر العسل مع «الشيطان الأكبر» ممكن ووارد إذا صدقت نياته. يلفتون إلى ما يعتبرونه حاجة متبادلة. حاجة إيران إلى اتفاق يُخرجها من دائرة العقوبات والاتهامات، وحاجة الإدارة الأميركية إلى إنجاز بحجم اتفاق مع إيران في ملفها النووي. يقولون إنَّ لدى واشنطن ما تقدمه لطهران، وإنَّ العكسَ صحيحٌ أيضاً. ويشيرون إلى أنَّ العالم يعيش اليوم بلغة المصالح لا بلغة التعابير الحماسية التي تسود في مواسم التوتر.

تعتزم الحكومة الصومالية الفيدرالية المضي نحو تنظيم عملية انتخابية شاملة ومتتالية تشمل الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها. ويُعد هذا التوجه جديداً بالنسبة لهذه الحكومة التي تواجه تحدّيات أمنية وسياسية واقتصادية متداخلة ومعقّدة، أبرزها التهديد الأمني المتمثل في حركة الشباب المجاهدين، إلى جانب تصاعد الخلافات السياسية مع إقليمَي بونتلاند وجوبلاند، ونزاعها مع صوماليلاند الانفصالية شمالاً، فضلاً عن ملفّات التنمية المحلية المتنوعة.

يوم إثر يوم تشتد الضربات الأمريكية على أهداف شاملة تقريبا في الجغرافيات التي يسيطر عليها الحوثيون من شمال اليمن، لتشمل أهدافا عسكرية ومراكز قيادة وقيادات وشبكة اتصالات ومنشآت اقتصادية تدخل في صميم الخدمة الأساسية للناس..

لحظة الإبادة واستباحة دم الانسان في حالة من تواطؤ القريب قبل الغريب، لحظتها فحسب يلهج الرجل من صميم روحه: "ليتني كنت معهم".

خفت حدة المظاهرات المنددة بالجريمة الإسرائيلية في غزة إذن، لم تعد المظاهرات بذلك الزخم، لأسباب عدة، من أهمها «تطبيع الجريمة»، هذا التطبيع الناشئ عن تكرار المشاهد الإجرامية، بشكل مستمر، الأمر الذي سوغ التعايش معها، إذ لم يعد الإحساس بها بالقدر ذاته من التوهج.