













كتابنا

لطالما كان الحج لبيت الله الحرام أمنيتي ومطلبي، لكنني اليوم أتساءل: لو قدر لي أن اختار أي من هذين المقامين العظيمين: جبل عرفة الآمن ببياض زواره وطهارة أيدٍ وجباه خاشعة مرفوعة لله، أو سفينة في عرض البحر الأزرق تمتد يد أصحابها بلهفة لنصرة المستضعفين، لاخترت بلا تردد أن أكون ضمن من يسعون لغوث إخوتهم في محاولة ربما تفشل، لكنها تحمل على الأقل لافتة: "معذرةً إليك يا رب، هذا جهد المُقِل!".

كان صالح يخشى من أن ينقلب محسن عليه، وحاول مراراً سحب الفرقة الأولى مدرع، أو حتى جزء من صلاحيتها المالية والإدارية إلى إمرة الحرس الجمهوري.

مدينة كتعز ظلت واقفة في حنجرة الكهنوت، عصية على الانحناء، صامدة في ردع كل الدسائس والأحقاد طيلة عقد، لن تجهل مؤامرة إضعافها من الداخل، وتآكلها ذاتياً، وإغراقها بمظاهر التشوه وانحراف بوصلتها الوطنية

عندما تُصبح الوظائف مقاعدَ تُوزع بالولاء لا بالكفاءة، يزدهر الفساد وتنتشر المحسوبية كانتشار النار في الهشيم. يتحول المال العام والموارد إلى أداة لتحقيق المصالح الخاصة والفئوية..

عصابة الطغيان الحوثية حظرت التصوير مؤخرا في صنعاء ومناطق سيطرتها بالجوالات وكل وسائل التصوير، في أحدث جريمة حوثية بحق الشعب اليمني.

العشر الأوائل من ذي الحجة، أيام عظيمة الشأن، جليلة واستثنائية، ذات مهابة في النفوس ومكانة في القلوب، غير أنها في كثير من أريافنا تُنتهك وتُهدر وتُشوّه، ويجري تحويلها إلى أيام ضجّة وصخب وإزعاج..!

أنا مفجوع من أزمة المياه اللي نعيشها في تعز.. لا يوجد ماء للشرب في البقالات.. ولا يوجد مياه مالحة للمطبخ.. أزمة كارثية الآن وتنذر بمخاطر كبيرة على الأمد المتوسط والبعيد.

في زمن باتت فيه الحقيقة تُجلد، والكلمة تُقيد، والقلم يُحاصر؛ يظهر الصحفي "محمد المياحي" كصوتٍ نقي يُعانق الضمير الوطني، ويرفض أن يتحول إلى بوق للذل، أو شاهد زور على وطنٍ يُغتال كل يوم.

ظلت اليمن حبيسة الماضي وغارقة في قعره بكل مساوئه وجموده، ولم تخط نحو المستقبل إلا ثلاث مرات في 26سبتمبر و14أكتوبر و22مايو، خطوات صنعت وجوده ورسمت ملامحه الحقيقية في خارطة العالم، فأصبحت هي حقائقه الوطنية المثبتة لحيويته وديمومة حضوره..