













كتابنا

مرّ عيد الأضحى، وارتسمت على وجوه الأطفال البسمات، وعلت أصوات الفرح في كل بيتٍ يمني رغم الأوجاع . لكن في زاويةٍ قصيّة من هذا الوطن المثخن بالجراح، كان العيد يمرّ محملاً بغيابٍ موجع. غيابٌ ليس كأي غياب، بل هو غياب الكاتب محمد دبوان المياحي، الذي قضى أكثر من تسعة أشهرٍ قسرًا خلف قضبان سجون مليشيا الحوثي.

إطلاق الرصاص في الأعراس، وسائر المناسبات، ظاهرة خطيرة، بل جريمة. وهناك العشرات، بل أحيانا المئات من الضحايا سنويًا في اليمن. وهذه نتيجة طبيعية ومتوقعة، في ظل الاستخدام الكثيف لإطلاق النار الحي في الهواء، تعبيرا عن الفرحة، التي قد تتحول إلى حزن مع عودة الرصاص (الراجع) على رؤوس الأشهاد. ومؤخرا، مع الأسف الشديد؛ هناك من لا يسعه استخدام البندقية العادية للتعبير عن فرحته، بل أسلحة ثقيلة، كـ "المعدّلات"، والقنابل، وغيرها...

منذ 2017 تحديداً، شرع الحوثيون والأجهزة التابعة لهم في الحديدة، بتضييق الخناق على أبناء تهامة وملاحقة الناشطين. اعتقل من اعتقل وبقي من بقي وفر من فر إلى مناطق الشرعية ليستأنفوا عملهم الصحفي. لم يكن أبناء الحديدة يبالغون بحجم التهديدات التي يتعرضون لها.

من المثالب المأخوذة على العهد الجمهوري طيلة عقوده إهماله للتراث اليمني وإغفاله للتاريخ، وتجاهله لأغلب المخطوطات، والكتب النفيسة التي تمثل كنزًا حضاريًا وقيمة فكرية عظيمة قادرة على تأسيس هوية حقيقية ووعي وطني مستنير،

لطالما كان الحج لبيت الله الحرام أمنيتي ومطلبي، لكنني اليوم أتساءل: لو قدر لي أن اختار أي من هذين المقامين العظيمين: جبل عرفة الآمن ببياض زواره وطهارة أيدٍ وجباه خاشعة مرفوعة لله، أو سفينة في عرض البحر الأزرق تمتد يد أصحابها بلهفة لنصرة المستضعفين، لاخترت بلا تردد أن أكون ضمن من يسعون لغوث إخوتهم في محاولة ربما تفشل، لكنها تحمل على الأقل لافتة: "معذرةً إليك يا رب، هذا جهد المُقِل!".

كان صالح يخشى من أن ينقلب محسن عليه، وحاول مراراً سحب الفرقة الأولى مدرع، أو حتى جزء من صلاحيتها المالية والإدارية إلى إمرة الحرس الجمهوري.

مدينة كتعز ظلت واقفة في حنجرة الكهنوت، عصية على الانحناء، صامدة في ردع كل الدسائس والأحقاد طيلة عقد، لن تجهل مؤامرة إضعافها من الداخل، وتآكلها ذاتياً، وإغراقها بمظاهر التشوه وانحراف بوصلتها الوطنية

عندما تُصبح الوظائف مقاعدَ تُوزع بالولاء لا بالكفاءة، يزدهر الفساد وتنتشر المحسوبية كانتشار النار في الهشيم. يتحول المال العام والموارد إلى أداة لتحقيق المصالح الخاصة والفئوية..

عصابة الطغيان الحوثية حظرت التصوير مؤخرا في صنعاء ومناطق سيطرتها بالجوالات وكل وسائل التصوير، في أحدث جريمة حوثية بحق الشعب اليمني.