













كتابنا

في منعطف جديد من مسيرة اليمن الجريح، سؤال يدور في خلد كل مواطن مثقل بالهموم، هو: ماذا بعد أن صعد سالم بن بريك سدة رئاسة الوزراء..

في الجوف تتبدى بطولات المقاومة الشعبية فرادى وجماعات، قتلت مليشيا الحوثي مطلع الأسبوع الماضي شخصا من قبيلة الشولان، فردت عليه القبيلة خلال ساعات، وتحشد مليشيا الحوثي عشرات المدرعات للانتقام من القبيلة، وتستعد الشولان وكل دهم للمقاومة.

ذوبت المواقف المخاتلة اليمن كجليد في محيط متلاطم الأمواج، وعجلت مناياها بلا أقدار، حيث لم يبن الصراع فيها وبشأنها على حقائق، ولم تكن المواقف المتعلقة بها في الداخل ومن الخارج قائمة على منطق وتجليات صريحة وانحيازات ثابتة تسند الحق وتناطح الباطل..

سنة 2020غادرت البلاد التي سيطر عليها الحوثيون، كان عمار الجلال قد عاد إلى المدينة، كانت ما تسمى بحكومة الشباب والأطفال قد أصدرت بتعيين عمار الجلال مديراً لأمن محافظة تعز،

ظل مصطفى نعمان يكتب نقدا وسبا وشتما للحكومة اليمنية طوال سنوات، وازداد نقده حدة مع تولي رشاد العليمي منصب رئيس مجلس القيادة، واصفا إياه بأبشع الألفاظ حتى رضخ العليمي له وعينه في منصب نائب وزير الخارجية.

يمكن لأي قائد عسكري وطني، ومحارب جمهوري شجاع، أن يُبعد أولاده عن الجبهات وخطوط التماس. أن يحتفظ بهم في الظل، وأن يكتفي بما يقدّمه هو من تضحيات، دون أن يُقحم فلذات كبده في لهيب المعارك. غير أن ثمّة قادة عسكريين، ورموزًا في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، لا يكتفون بأدوارهم العظيمة تلك، ولا تُغريهم سيرتهم المُشرّفة، أو عطاءاتهم الكبيرة، بالاكتفاء..

عداء الحوثي للصحافة ليس طارئًا، إنه امتداد لسلسلة طويلة من الكراهية المتأصلة ضد الكلمة الحرة. الإمامة القديمة كانت تقف على نفس الضفة؛ تجرّم التفكير، وتخشى الحرف، وتخنق كل صوت يخرج عن السطر.

تتجلى أسمى معاني التضحية في كل بيت من بيوت تعز، تجد البيت الواحد منها الشهيد والجريح والأسير، وهي حقيقة تختزل وجعًا عميقًا وفخرًا عظيمًا.

الجغرافيا في اليمن ليست تضاريساً وطقوساً بل هي نظرية وجودية شمولية تشكل مظاهر الحياة، وتفرض حضورها في التركيبة البنيوية العميقة للمجتمع، تركيبة الوعي والسلوك والثقافة والمعتقد