













كتابنا

إن ما يحدث في مدارس اليمن، سواء في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي أم في مناطق الحكومة الشرعية، لا يمثل مجرد تدهور، بل هو انهيار بطيء وممنهج يهدد بضياع جيل كامل، وتحويل اليمن إلى بؤرة أمية غير مسبوقة.

قدم رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، عرضًا مُتفائلًا، في مقابلته الأخيرة مع قناة "صدى البلد"، مع الإعلامي المصري مصطفى بكري، معلنًا أن لدى الشرعية "خطة شاملة لليوم التالي بعد هزيمة الحوثيين"، تشمل نزع السلاح، ومصالحة عادلة، ومرحلة انتقالية، وهو حديث يبدو في ظاهره جميلاً ومرتبًا، في حين أن ثمّة فجوة هائلة بين الكلام عن اليوم التالي والوضع الحالي.

في فبراير 2013، حضرت أول مؤتمر صحفي لجهة يمنية رسمية هي وزارة الداخلية. المؤتمر الصحفي كان حول السفينة التي ضبطتها الأجهزة الأمنية، وتُدعى "جيهان 1"، تحركت من الموانئ الإيرانية وأبحرت في مسارات التهريب في طريقها إلى الحوثة.

من الغباء بمكان الاعتقاد بأن طهران هي الداعم الوحيد للحوثي في هذا المجال، لكنها قد تكون نقطة التجميع الأهم في شبكة شراء الأسلحة وتسهيل وصولها.

لقد عانى اليمن، ولا يزال، من غياب تشريعي ورقابي مهول منذ اندلاع الحرب. فالبرلمان، الذي يُفترض أن يكون صوت الشعب ودرعه الرقابي، لم يجتمع بشكل منتظم واقتصرت جلساته على مناسبات معدودة ومحدودة للغاية.

ما أن اعتقلت القوات الحكومية القيادي الحوثي "محمد أحمد الزايدي" في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة، في الثامن من يوليو الجاري، أثناء محاولته التسلل إلى سلطنة عُمان، ثم توقيف وزير الخارجية السابق للمليشيا "هشام شرف" في اليوم التالي بمطار عدن، حتى انفجرت الماكينة الإعلامية للمليشيا الحوثية بالعويل والإدانة والاستنكار، وبدَت أشبه بـ "لصّ" شهير يُلقي درسًا في الأخلاق، وجلّاد وقح يتحدث عن الإنسانية...!

على مدى عقود تزداد احتياجات تعز للمياه، تضعف الموارد المائية، تقل نسبة الأمطار يتقلص مخزون المحافظة من المياه الجوفية، وتزداد الكثافة السكانية، تتقلص المساحة الزراعية. لا ماء ولا اقتصاد ولا من يفكر بمشكلة المياه تفكيراً جدياً..

كثيرون هم الطامحون والمتهافتون إلى تولي أعلى المناصب في البلاد، ولكن لا أحد منهم حتى الآن لديه طموح حقيقي بالإنجاز الذي يحقق المجد، وينفع نفسه ومجتمعه من خلال تولي السلطة.

من الخطأ تصوير القبيلة كأنها نقيض للجمهورية فالمجتمع اليمني بطبيعته قبلي في بنيته الاجتماعية وإن اختلفت درجة تماسك هذه الروابط من منطقة إلى أخرى..