الأخبار

موقع استرالي: عواقب حملة الحوثيين في البحر الأحمر تمتد لما هو أبعد من الصراع المباشر

ترجمات| 5 فبراير, 2025 - 7:24 م

يمن شباب نت- ترجمة خاصة

image

قال موقع عسكري استرالي إنه في حين يبدو أن الأمور قد استقرت في البحر الأحمر، فإن الحملة غير المتكافئة التي شنها الحوثيون ضد الشحن التجاري الدولي كانت ناجحة للغاية في استهداف التجارة البحرية وإبطائها، وتسلط الضوء على ما قد تبدو عليه الصراعات المماثلة مع منافس آخر. 

وأوضح موقع defence connect العسكري الأسترالي في تقرير له أعده ستيفن كوبر و"ترجمه "يمن شباب نت"، أن البحر الأحمر والمياه المحيطة بالقرن الأفريقي يعد من بين أهم طرق التجارة البحرية في العالم، حيث يربط بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا عبر قناة السويس.

وفي الأشهر الأخيرة، أصبح هذا الممر الاستراتيجي خطيرًا بشكل متزايد بسبب الحملة المستمرة التي شنها المتمردون الحوثيون في اليمن الذين استهدفوا الشحن الدولي بهجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ.

يزعم الحوثيون، وهم جماعة مسلحة مدعومة من إيران تسيطر على مساحات كبيرة من اليمن، أن أفعالهم تأتي دعماً للقضية الفلسطينية، وخاصة رداً على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. ومع ذلك، فإن عواقب حملتهم تمتد إلى ما هو أبعد من الصراع المباشر، حيث تهدد التجارة العالمية والاستقرار الإقليمي وأمن الطرق البحرية الدولية.

لقد أجبر الاضطراب في البحر الأحمر شركات الشحن الكبرى على إعادة توجيه السفن حول رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى زيادة كبيرة في أوقات العبور والتكاليف. كما ارتفعت أقساط التأمين على السفن المارة عبر المنطقة، مما أضاف المزيد من الضغوط على سلاسل التوريد العالمية.

ووفق التقرير فقد أثارت هذه التطورات مخاوف بين الحكومات والصناعات في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أوروبا وآسيا، والتي تعتمد بشكل كبير على قناة السويس لنقل الطاقة والبضائع. وردت الولايات المتحدة وحلفاؤها بإطلاق عملية حارس الرخاء، وهي جهد متعدد الجنسيات لحماية الشحن التجاري وردع المزيد من العدوان الحوثي والحفاظ على تدفق التجارة العالمية.

ورغم كونها دولة تجارية رئيسية، لم تلعب أستراليا سوى دور محدود في الاستجابة الدولية. وفي حين أدانت الحكومة الأسترالية هجمات الحوثيين ودعمت الجهود الدبلوماسية لتخفيف التوترات، إلا أنها امتنعت حتى الآن عن تقديم أصول عسكرية للتحالف لحماية الشحن في البحر الأحمر.

ولقد بذلت الحكومة الأسترالية جهوداً كبيرة للتأكيد على أن هذا النهج الحذر يتماشى مع الأولويات الاستراتيجية الأوسع لأستراليا، مع التركيز على أمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ بدلاً من الصراعات في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، وباعتبارها مصدراً رئيسياً للموارد والمنتجات الزراعية التي تعتمد على طرق التجارة العالمية المستقرة، تظل أستراليا عُرضة للتداعيات الاقتصادية الناجمة عن الاضطرابات المطولة والسابقة التي أرستها حملة الحوثيين الناجحة نسبياً من حيث التكلفة.

إن تصعيد هجمات الحوثيين يؤكد هشاشة الأمن البحري الدولي ويسلط الضوء على تحديات الحفاظ على الممرات البحرية المفتوحة في المناطق المعرضة للصراع. ومع تزايد الضغوط على الحلفاء الغربيين لاتخاذ موقف أقوى، ستستمر استجابة أستراليا في تشكيلها من خلال الاعتبارات الجيوسياسية والاقتصادية والاستراتيجية المتنافسة.

وسوف تثبت الآثار والدروس المستفادة من العمليات الأمنية الجارية في البحر الأحمر وحول القرن الأفريقي أنها لا تقدر بثمن، وخاصة في عصر المنافسة المتزايدة بين القوى العظمى والصراع المحتمل مع منافس ند أو قريب من الند.

وعلى وجه الخصوص، تثير الأزمة الحالية تساؤلات مهمة حول فعالية القدرات الدفاعية الحالية، ومع استمرار أستراليا في خفض جهودها لتحديث وإعادة تمويل قوات الدفاع الأسترالية والتي تبلغ 330 مليار دولار أسترالي، ومدى ملاءمة "القوة المركزة" وقدرتها على البقاء على النحو المخطط له عند تقييمها في ضوء آثار الصراعات المعقدة ومتعددة الجبهات على نحو متزايد.

 ويسلط المحلل جيف زيزوليويتش الضوء على هذا الأمر عندما أجرى بعض التحليلات الموضوعية المطلوبة بشدة والتي لها آثار واسعة النطاق على التخطيط للدفاع والاستحواذ في أستراليا في مقال لموقع The War Zone الأمريكي بعنوان "ما تعلمته البحرية من معارك البحر الأحمر عن معركة الصين المستقبلية".

حيث شرح بالتفصيل الدروس الحاسمة التي تعلمتها البحرية الأمريكية على وجه الخصوص ومنها اختبار الإجهاد في العالم الحقيقي.

وليس من المبالغة القول إن الحوثيين أثبتوا بلا شك كفاءتهم ومرونتهم ونجاحهم في تقييد قوة النظام العالمي الغربي بقيادة الولايات المتحدة بتكلفة منخفضة نسبيا مقارنة بتكاليف المواد والأفراد التي حشدتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا والنرويج وسنغافورة لتنفيذ عملية حارس الرخاء بشكل فعال.

وإدراكا منه لهذا، سارع زيزوليفيتش إلى وصف العملية الجارية في البحر الأحمر بدقة باعتبارها "اختبار إجهاد حقيقي في العالم الحقيقي" للأنظمة والمنصات والأفراد المنخرطين حاليا في "أشد المعارك المستمرة كثافة التي شهدتها سفن الخدمة البحرية منذ الحرب العالمية الثانية" في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها بيئة عالمية متنازع عليها بشكل متزايد.

لا شك أن هناك حجة يمكن طرحها حول "طرق الحديد بالحديد" في هذه الحالة. ولا يسع المرء إلا أن يفسر الموقف المحفوف بالمخاطر المتزايدة الذي تجد الولايات المتحدة وحلفاؤها أنفسهم فيه عندما يواجهون قوة غير متكافئة مجهزة تجهيزا جيدا، ناهيك عن منافس قوي أو قريب من النظير يتمتع بالموارد الكافية والالتزام، كما قد يحدث في أوروبا أو منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وسلط زيزوليفيتش الضوء على هذا الأمر، نقلاً عن ضابط حربي في البحرية الأميركية في الخدمة الفعلية، طلب عدم الكشف عن هويته، والذي قال: "الكثير من هذه الدروس وكل ما نتعلمه من البحر الأحمر يشكل تدريباً قيماً للغاية بالنسبة لنا في القتال على مستوى عال".

ومن الجدير بالذكر بشكل منفصل أنه بغض النظر عن عدد الجلسات الإيجازية الآمنة أو شرائح العرض التقديمي أو جلسات التخطيط التعاوني، فإن أستراليا لا تستطيع أن تتعلم هذه الدروس بالتناضح، بل نحن بحاجة إلى تعلم هذه الدروس في العالم الحقيقي، ولكن الأهم من ذلك أن الدروس لا تتوقف هنا.

وأضاف زيزوليفيتش: "ستكون الصين خصمًا مختلفًا تمامًا مقارنة بالحوثيين، وستكون الحرب مع بكين أكثر رعبًا وشدة من حملة الحوثيين. ولكن في حين أن المسرح والجغرافيا وقدرات الخصم ستختلف، إلا أن البحر الأحمر كان مع ذلك مولدًا رئيسيًا للخبرة وأرض اختبار على عدة جبهات".

 وتابع: "لم تُضرب أي سفينة حربية أمريكية، وتصدت الطواقم لهجمات الحوثيين التي اقتربت في بعض الأحيان بشكل خطير من إحداث ثقب في هيكل رمادي".

ويقول كبار قادة البحرية إنهم قادرون الآن على ضبط رادارات السفن وتقديم الملاحظات وتحديث التكتيكات بسرعة أكبر بكثير مما كانت عليه عندما بدأت الأعمال العدائية. لقد انتقل تحليل بيانات الاشتباك من 40 يومًا أو أكثر إلى يوم أو يومين فقط، وهو مكسب هائل قد يكون حاسمًا في معركة المحيط الهادئ".

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024