الأخبار

دعا للامتناع عن التصعيد.. "غروندبرغ": 3 تحديات أمام تسوية الصراع في اليمن

سياسة| 6 مارس, 2025 - 7:53 م

نيويورك: يمن شباب نت

image

حذر هانس غروندبرغ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن من أن تزايد حدة الخطاب الصادر عن أطراف النزاع، يمكن أن يكون لها عواقب حقيقية، وتعميق انعدام الثقة وتأجيج التوترات فيما يكون خفض التصعيد أمراً بالغ الأهمية.

وجدد غروندبرغ في إحاطته أمام محلس الأمن الدولي، إن دعوته للأطراف بالامتناع عن التلويح بالقوة العسكرية واتخاذ تدابير انتقامية قد تعيد اليمن إلى دوامة صراع واسع النطاق، يدفع المدنيون مرة أخرى ثمنه الباهظ.

وقال إنه على الرغم من أن "العمليات البرية واسعة النطاق لم تستأنف في اليمن منذ الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في إبريل/نيسان 2022، لكن النشاط العسكري مستمر".

وعبّر عن قلقه "إزاء التقارير الأخيرة عن القصف وهجمات بطائرات دون طيار ومحاولات التسلل وحملات التعبئة، التي شهدتها مأرب ومناطق أخرى مثل الجوف وشبوة وتعز".

وجدد المبعوث الأممي تأكيده على أن إنهاء الصراع في اليمن يستوجب التعامل مع ثلاثة تحديات رئيسية: أولا يجب على الأطراف الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار على مستوى البلاد، إلى جانب وضع آلية واضحة لتنفيذه.

وثانيا، يتعين عليهم اتخاذ قرارات صعبة ولكن ضرورية، والقبول بتسويات، لا سيما فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد.

وأخيرا، التأكيد بوضوح على أهمية وجود عملية سياسية جامعة تشمل طيفا واسعا من اليمنيين، لضمان وضع حد نهائي لهذا النزاع وتمكين اليمنيين من العيش بسلام.

إحاطة المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة:

السيدة الرئيسة، اسمحي لي أن أبدأ بتقديم أطيب التمنيات لجميع اليمنيين والمسلمين حول أرجاء العالم بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، راجياً أن يكون هذا الشهر الفضيل فترة للتأمل وتعزيز روح الوحدة والتآخي.

بينما يستقبل المسلمون حول العالم شهر رمضان المبارك بالاحتفال، للأسف لن تكتمل هذه المناسبة بالنسبة لعائلات العديد من زملائنا الذين مازالوا رهن الاحتجاز التعسفي لدى أنصار الله. إن غياب أحبائهم سيكون له وقعٌ شديد خلال هذا الشهر، الذي يُفترض أن يكون شهراً للاجتماع والتواصل مع العائلة. بل إن بعض العائلات ستقضي هذا الشهر مثقلة بالحزن، كما هو حال أسرة زميلنا أحمد من برنامج الأغذية العالمي.

كما أن بعض زملائنا فقدوا آباءهم أثناء وجودهم قيد الاحتجاز، دون أن تتاح للآباء فرصة معرفة مصير أبنائهم. أجدد دعوتي للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، وأعرب عن امتناني للدعم المستمر الذي يقدمه المجلس بشأن هذه المسألة.

السيدة الرئيسة، لقد مر أكثر من عشر سنوات على هذا الصراع والذي لا يزال دون حل، مما فاقم من المعاناة القاسية التي يواجهها اليمنيون. فمنذ بداية النزاع، انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من النصف.

كما لم يتلقَ موظفو الخدمة المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرة أنصار الله رواتبهم بانتظام أو بالكامل منذ عام 2018، في حين يواجه زملائهم في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية تأخيرات أيضاً في صرف الرواتب. علاوة على ذلك، فقد تراجعت قيمة الريال اليمني في المناطق الخاضعة للحكومة بنسبة وصلت 50% خلال العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وساهم في ازدياد معدلات الفقر في جميع أنحاء البلاد.

السيدة الرئيسة، خلال الأشهر الماضية، كررت تحذيراتي بشأن مخاطر تصعيد الأعمال العدائية. ومؤخراً، لاحظنا تزايد حدة الخطاب الصادر عن أطراف النزاع، حيث تبدو محاولة تمركزهم علناً كخطوة تُذّكر بالاستعداد لمواجهه عسكرية. لا ينبغي السماح بحدوث ذلك، فالكلمات تؤثر، والنوايا لها أهمية، والإشارات تحمل دلالات عميقة. إن الخطاب التصعيدي والرسائل المتضاربة قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة، مما يزيد من انعدام الثقة ويؤجج التوترات في وقت نحن بأمسّ الحاجة فيه إلى التهدئة.

على الرغم من أن العمليات العسكرية واسعة النطاق لم تُستأنف في اليمن منذ الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في أبريل عام 2022، إلا أن الأنشطة العسكرية مستمرة. ولا تزال التقارير الأخيرة عن القصف والهجمات بالطائرات المُسيّرة ومحاولات التسلل وحملات التعبئة تبعث على القلق، إذ تم رصد هذه الأنشطة مؤخراً في مأرب، وفي مناطق أخرى مثل الجوف وشبوة وتعز. و

لذلك، أكرر دعوتي للأطراف بالامتناع عن التلويح بالقوة العسكرية واتخاذ تدابير انتقامية قد تعيد اليمن إلى دوامة صراع واسع النطاق، يدفع المدنيون مرة أخرى ثمنه الباهظ.

كما تعلمون، يظل فريقي وأنا عازمين على مواجهة التحديات التي تعترض طريقنا.  فنحن نواصل دون كلل انخراطنا الصريح والفاعل مع أصحاب المصلحة اليمنيين والدوليين، ونعمل بشكل مستمر على استكشاف الرؤى والأفكار حول المسار المستقبلي، رغم العقبات الكبيرة. ففي الأسبوع المنصرم، أجريت محادثات مع كبار المسؤولين في حكومة اليمن والجهات الفاعلة الإقليمية، لحثهم على تقديم دعم مشترك ومنسق لعملية سلام شاملة يقودها اليمنيون أنفسهم.

أكرر تأكيدي على أن إنهاء الصراع في اليمن يستوجب التعامل مع ثلاثة تحديات رئيسية: يجب على الأطراف الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار على مستوى البلاد، إلى جانب وضع آلية واضحة لتنفيذه. كما يتعين عليهم اتخاذ قرارات صعبة ولكن ضرورية، والقبول بتسويات، لا سيما فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد. وأخيراً، أود أن أؤكد بوضوح على أهمية وجود عملية سياسية جامعة تشمل طيفاً واسعاً من اليمنيين، لضمان وضع حد نهائي لهذا النزاع وتمكين اليمنيين من العيش بسلام.

رغم أن إمكانية تحقيق هذا الهدف ممكنة، إلا أنه تستلزم وجود بيئة مواتية لتحقيق ذلك. فخلال الشهر الماضي، شهدنا استمراراً لتوقف الهجمات التي تشنها أنصار الله على السفن في البحر الأحمر وعلى أهداف داخل إسرائيل، وهو تطور إيجابي. ومع ذلك، كما يدرك هذا المجلس جيداً، فإن الأجواء المواتية للسلام تظل هشة وعرضة للتغير. لذلك، يجب تعزيز التطورات الإيجابية وترسيخها على أسس أكثر استدامة. يتعين على المجتمع الدولي عدم تفويت أي فرصة للمضي قدماً، مع اعتماد نهج مرن لدعم الجهود التي يقودها اليمنيون.

السيدة الرئيسة، دخل قرار الولايات المتحدة بتصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية حيز التنفيذ. وبينما لا تزال تداعياته الكاملة غير واضحة، أؤكد مجدداً على أهمية حماية جهودنا الهادفة إلى تحقيق تسوية سلمية في اليمن.

ولتحقيق سلام عادل وشامل، من الضروري الحفاظ على مساحة الوساطة متاحة أمام اليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة. وأؤكد التزامي بمواصلة أداء مهامي وفقاً للتفويض الممنوح للأمين العام من قبل هذا المجلس، بما يشمل عقد اجتماعات لمناقشة القضايا الملحة، وعلى رأسها تبادل المحتجزين المرتبطين بالنزاع.

أرى وأشعر بالإحباط العميق الذي يشعر به الشعب اليمني، الذي لا يزال يتحمل تبعات عقد كامل من الصراع.، وأظل متمسكًا بقناعتي بأن الحل القائم على المبادئ والحياد هو السبيل الوحيد للمضي قدماً. لهذا السبب، تبقى عناصر خارطة الطريق مساراً قابلاً للتطبيق. وفي هذا السياق، أعبر عن امتناني العميق لهذا المجلس على وحدته ودعمه المستمر لعمل الأمم المتحدة في اليمن خلال هذه المرحلة الحرجة.

السيدة الرئيسة، بعد يومين يحل اليوم الدولي للمرأة، وخلال هذا الشهر، كما هو الحال في كل شهر، نرى كيف يُلقي الصراع بآثاره غير المتكافئة على النساء في اليمن. لذا، نواصل العمل لضمان مشاركتهن الكاملة والمتساوية والفاعلة في عملية السلام.

مؤخراً، التقى مكتبي بمجموعة من النساء القياديات وممثلات المنظمات النسوية من مختلف أنحاء اليمن، حيث شاركن تجاربهن الملهمة، ورؤاهن، والتزامهن الثابت بالدفاع عن حقوق المرأة. فالدور الحيوي الذي تلعبه هؤلاء النساء – سواء في تعزيز تمكين المرأة، أو دعم مجتمعاتهن، أو ضمان إدماج المرأة في صنع القرار – يعد أمراً جوهرياً وبالغ الأهمية.

تمثل هؤلاء النساء جزءاً من العديد من اليمنيات اللواتي يواصلن العمل بلا كلل من أجل تحقيق السلام. جهودهن تعزز التزامنا بمواصلة العمل ودعم صانعات السلام والمدافعات عن حقوق الإنسان على المستوى المحلي. وفي هذا السياق، أتطلع إلى الاستماع إلى مداخلة السيدة نسمة علي منصور من مبادرة مسار السلام، حيث ستسلط الضوء على التقاطع بين أزمة المناخ، والنزاع، وتدهور أوضاع حقوق الإنسان في اليمن.

السيدة الرئيسة، في الختام أود أن أؤكد بوضوح، بإن المسار الحالي لليمن يبعث على قلق عميق. نحن في مرحلة تتزايد فيها المخاوف من العودة إلى نزاع شامل. بغض النظر عن كيفية تطور الأوضاع في الأسابيع والأشهر القادمة، يظل مكتبي عازماً على اغتنام أي فرصة لجمع الأطراف معاً لإنهاء هذا الصراع الذي استمر لعقد من الزمن. نحن مدينون لملايين اليمنيين بعدم التراجع أو التهاون في التزامنا بهذا الهدف. شكراً جزيلاً.

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024