الأخبار

مركز أميركي: التقارب بين روسيا والحوثيين يشكل انحرافا عن الحياد الأولي الذي تبنته موسكو في حرب اليمن

ترجمات| 2 ديسمبر, 2024 - 7:33 م

يمن شباب نت- ترجمة خاصة

image

 

مع توسع علاقات روسيا مع إيران على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبحت موسكو مرتبطة بشكل متزايد بـ "محور المقاومة"، وهي شبكة مترامية الأطراف من الميليشيات المدعومة من الجمهورية الإسلامية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وفق مركز ستمبسون الأميركي.

وقال المركز الأميركي في تقرير ترجمه "يمن شباب نت"، إن من الأمثلة على ذلك التعاون المتزايد بين روسيا والحوثيين، حيث استضافت روسيا منذ أكتوبر الماضي عدة وفود حوثية، ووفرت غطاء دبلوماسيا للجماعة في الأمم المتحدة، ويقال إنها قدمت بيانات التتبع للحوثيين للسماح لهم باستهداف الشحن التجاري بشكل أفضل في البحر الأحمر.

وتشير التقارير أيضًا إلى أن روسيا تخطط لتزويد الميليشيات اليمنية بإمدادات من الأسلحة مثل بنادق AK-74 وصواريخ ياخونت المضادة للسفن. وعلاوة على ذلك، وردت تقارير عن تواجد مستشارين عسكريين من وكالة الاستخبارات العسكرية الخارجية الروسية في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.

وعلى المستوى السياسي، عقد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عدة لقاءات مع ممثلي الحوثيين. ورد الحوثيون بالتأكيد على إعلان "استقلال" منطقتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين المحتلتين من قبل روسيا في 21 فبراير/شباط 2022 - وهو الإعلان الذي صدر قبل الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا.

بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مزاعم حديثة تفيد بأن الحوثيين قد تم دفعهم للقتال في أوكرانيا كجزء من عملية تهريب اجتذبت المقاتلين اليمنيين بوعود بوظائف ذات رواتب جيدة والجنسية الروسية.

وأضاف التقرير، إن التقارب بين روسيا والحوثيين يشكل انحرافا عن الحياد الأولي الذي تبنته موسكو في الحرب الأهلية في اليمن التي اندلعت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ولا تزال روسيا تعترف من الناحية الفنية بالحكومة اليمنية المقبولة دوليا، ومقرها مدينة عدن الجنوبية.

ولكن هذا النهج التحوطي أفسح المجال لانخراط أكثر نشاطا مع الحوثيين حيث ترى موسكو فرصا جديدة في شبه الجزيرة العربية للتنافس مع الغرب وتحويل الانتباه عن أوكرانيا. ويشير الكرملين إلى أنه يمكنه الوصول إلى أي مكان جغرافي لإيذاء الغرب ومعاقبته على معارضة طموحات روسيا الإقليمية في أوكرانيا.

وبعيدا عن البعد المناهض للغرب، يبدو أن موسكو قد تدخلت في اليمن كوسيلة لكسب النفوذ على المملكة العربية السعودية وسط مفاوضاتها مع الولايات المتحدة بشأن معاهدة دفاعية محتملة. وهذا التفكير ذو أهمية خاصة في التوقعات الخاصة بإدارة ترامب الثانية بحيث ربما تختار الرياض موقفا أكثر تأييدا لأميركا في إدارة أسعار النفط. وفي المقابل، قد يسعى ترامب إلى الحد من العلاقات السعودية المتنامية مع روسيا.

ولكن موسكو تدرك الجوانب السلبية المحتملة للتعاون المتزايد مع الجهات الفاعلة غير الحكومية كالحوثيين. ولا تريد روسيا عزل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتين انخرطتا في صراع دموي مع الحوثيين في اليمن من عام 2016 إلى عام 2022.

وقد أصبحت موسكو أقرب بشكل متزايد إلى الرياض وأبو ظبي في أعقاب غزو أوكرانيا. وترى الدولتان العربيتان، في المقابل، أن تحول روسيا بعيدا عن الاتحاد الأوروبي نحو آسيا والشرق الأوسط مفيد للغاية لرؤيتهما الاستراتيجية لتنويع السياسة الخارجية.

ونظراً للطبيعة التبادلية للسياسة الروسية تجاه الشرق الأوسط، فمن غير المرجح أن تخاطر قيادتها بتوسيع علاقاتها مع دول الخليج الغنية. وربما يفسر هذا لماذا لم ترسل موسكو حتى الآن سوى دفعة صغيرة من الأسلحة إلى الحوثيين.

وفي الوقت نفسه، إذا رأت روسيا أن ميليشيا الحوثي تشكل قيمة مضافة باعتبارها أداة لتعطيل النفوذ الغربي في الشرق الأوسط، والأهم من ذلك تحويل المساعدات العسكرية الغربية من أوكرانيا، فقد يحسب البعض في الكرملين أن الأمر يستحق إثارة استياء المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وقد تقوم روسيا أيضا بتزويد الحوثيين بالأسلحة بشكل غير مباشر عبر إيران أو تسعى للحصول على ضمانات منهم بأنهم لن يستخدموا الأسلحة الروسية ضد جيرانهم العرب.

كما أن روسيا ليست مستعدة لخفض مستوى علاقاتها مع إسرائيل بشكل كامل. فقد كانت موسكو وتل أبيب تتمتعان منذ فترة طويلة بعلاقات خاصة، وإن كانت غير تحالفية، سمحت لإسرائيل بحرية التصرف في مهاجمة أهداف إيرانية وتابعة لحزب الله في سوريا. وفي المقابل، كان موقف إسرائيل صامتا بشأن الحرب في أوكرانيا.

وبشكل عام، يتسم موقف روسيا في الشرق الأوسط بالانتهازية. ففي حين تتجنب روسيا الانخراط العسكري العميق، فإنها تسهل جهود الحوثيين للعب دور في الصراع المحوري في المنطقة وتعزز طموحات روسيا الإقليمية.

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024