الأخبار

"انهيار مريع".. المجلس الانتقالي يعترف بفشل وعجز حكومته عن إنقاذ عدن من "كارثة إنسانية" ويستنفر قواته

تقارير | 5 فبراير, 2025 - 5:00 م

يمن شباب نت- خاص

image

اعترف المجلس الانتقالي الجنوبي، الأربعاء، بفشل وعجز حكومته عن انقاذ عدن من كارثة إنسانية، في وقت استنفر فيه قواته في شوارع المدينة تحسبا لخروج مظاهرات شعبية احتجاجية على انهيار الخدمات بعد توقف منظومة الكهرباء بشكل كلي.

وللمرة الأولى في تاريخها، دخلت المدينة الساحلية جنوبي اليمن، في ظلام دامس نتيجة لانقطاع كامل للتيار الكهربائي في الساعة 12 منتصف الليل بالتوقيت المحلي بسبب نفاد آخر كمية من الوقود لتشغيل محطة توليد الطاقة الرئيسية.

وكانت مؤسسة الكهرباء بعدن قد حذرت الثلاثاء، من أن ذلك "سيؤثر على كافة القطاعات الحيوية حيث ستتعطل المستشفيات والمرافق الصحية وتتوقف حقول المياه وتتعطل الأنشطة التجارية ما سيضاعف من معاناة المواطنين، الذين يتحملون أعباء هذه الأزمة وسط ظروف معيشية صعبة".

اعتراف بانهيار الأوضاع

وأقر المجلس الانتقالي الجنوبي بسوء الأوضاع، حيث ذكرت الهيئة الإدارية لما يسمى الجمعية الوطنية إلى أنها وقفت في اجتماع لها، أمام "الانهيار المريع" في الخدمات بالعاصمة عدن الناجمة عن توقف محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بشكل كامل وأصدرت بيانا بشأن ذلك.

وقال البيان، إن "العاصمة عدن أصبحت تواجه وضعاً كارثياً في ظل الغياب الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وفشلهما التام في القيام بمسؤولياتهم".

 وأضاف، "أصبحت العاصمة محرومة من أبسط الخدمات، نتيجة العجز الحكومي عن القيام والاضطلاع بالمسئوليات تجاه الشعب في محافظات الجنوب والمناطق المحررة".

ورغم سيطرة المجلس الانتقالي، على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، فقد عبرت هيئته الإدارية عن رفضها الكامل لما وصفته بـ"استغلال هذه المعاناة وتوجيهها لتمرير أهداف وأجندات سياسية مكشوفة تستهدف شعب الجنوب وقضيته، لا تخدم سوى المليشيات الحوثية والجماعات الارهابية"، على حد تعبير البيان.

وأشار البيان إلى التدهور المتزايد للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وما رافقه من ارتفاع لأسعار المواد الغذائية والإستهلاكية وغلاء معيشي متزايد، ناهيك عن توقف خدمة التيار الكهربائي بشكل كامل في العاصمة عدن وهو أمر غير مسبوق منذ إدخال الكهرباء لها قبل زهاء قرن من الزمن.

وأكد أن ذلك "أصبح يهدد بتوقف المستشفيات عن العمل وانقطاع إمدادات المياه لكل مديريات العاصمة وهي حالة تعكس عجز الحكومة ومجلس القيادة عن توفير شحنات كافية من المازوت والديزل لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، وعجزها تأمين وصول شحنات النفط الخام من محافظة حضرموت للعاصمة عدن".

وناشد بيان الانتقالي "دول التحالف العربي وفي مقدمتها الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، التدخل العاجل لإيقاف التدهور المُتفاقم والكارثي للوضع الخدماتي والمعيشي والاقتصادي وإنقاذ العاصمة عدن، وبقية محافظات الجنوب من كارثة إنسانية".

استنفار عسكري

بالتوازي مع ذلك، نشر المجلس الانتقالي الجنوبي عربات عسكرية في ساحة العروض بمديرية خور مكسر تحسبا لخروج مظاهرات منددة بانهيار الخدمات، بعد ساعات من  اقتحام ساحة الشهداء في مديرية المنصورة.

وأفاد ناشطون ومصادر محلية، بأن الاستنفار الأمني والعسكري لقوات المجلس الانتقالي في عدن جاء بعد يوم واحد من خروج مظاهرة سلمية نظمها مواطنون عبروا خلالها عن استيائهم الشديد من الأوضاع المأساوية التي تشهدها محافظة عدن، وسط تردٍ غير مسبوق في الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية والأمنية.

غضب شعبي

يأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي ضد المجلس الانتقالي المسيطر على عدن والمتحكم بقرار مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة التي ينتمي أغلب أعضائها إلى المجلس الانفصالي المدعومة من دولة الإمارات، والذي بات الآن يواجه تهم الفساد والفشل.

وفي هذا السياق كتبت الناشطة سارة عبدالله حسن منتقدة المجلس الانتقالي: "تريدون من شراكتكم مع الشرعية المغانم والمناصب وتتهربون من تحمل المسؤولية، وتجدون المبررات تلو المبررات لفشلكم بينما في الواقع صرتم شريكاً في الفساد والمحسوبية و القمع و تمارسون كل ما ثار شعبنا العظيم ضده".

وأضافت سارة -التي كانت تعد من أشد المتحمسين لمشروع الانتقالي الانفصالي-: التعذر بالدولة العميقة (التي أصبح الجميع شريك فيها) فهذا دليل أن مشروعك سلطة وليس دولة سلطة تتقاسمها انت ومواليك وعشيرتك، تفضحها ملايين الدولارات التي جنيتوها من بعد الحرب بينما شعبكم يموت جوعاً".

وتابعت:"لم تستطع كشريك في السلطة (وافق على تولي وزاره الكهرباء) وبيدك موارد عدن و دعم التحالف، لم تستطع حتى توفير الكهرباء للشعب، بل كنت أول عصا تضرب الشعب اذا فكر بالتظاهر لتحسين معيشته، في حين يضربه إعلامكم بعصا التخوين و تشويه مطالبه المشروعة...".

وواصلت سارة هجومها على الانتقالي: "لا تتفاخرون بجيش من المغلوبين على أمرهم وأحلامهم، فهذا الجيش لم يعمل حتى اللحظة لاستعادة دولة بل لحماية الفاسدين ولحماية عروشكم، وليكون ورقتكم التي تبتزون بها الاخرين للحصول على مزيد من المناصب والمصالح الخاصة التي تعزز سلطتكم ".

واختتمت:"نسيتم أن السلطة زائلة والوطن باق وأنكم لو استعدتم الوطن لكسبتم بعدها السلطة، لكن لو بقيتم هكذا تلهثون وراء السلطة فستخسرون كل شيء و هذا مصيركم قريبا، لأنكم في مقام  لستم أهله".

وفي وقت سابق اليوم حذّرت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في عدن من توقف خدمات المياه والصرف الصحي بشكل كلي نتيجة قرب نفاد الكمية المتبقية من الوقود الاحتياطي. وقالت في بيان، إن" كميات الوقود التي تحصلت عليها مؤخرًا من محافظ عدن والبنك الدولي ستنفد تمامًا خلال الـ 24 ساعة القادمة".

وأوضح البيان أن الانطفاء الكلي لمنظومة كهرباء عدن، وعدم توفير الوقود المشغل لمولدات الطاقة الكهربائية التي تعمل عليها حقول آبار المياه ومضخات الصرف الصحي والبرزخ والتي تغطي فترات انقطاع الكهرباء في هذه المواقع، سيؤدي إلى توقف خدمة المياه والصرف الصحي بشكل نهائي.

ونقلت وكالة "رويترز" عن سالم الوليدي مدير مؤسسة كهرباء عدن إن انقطاع الكهرباء جاء "نتيجة توقف الإمداد بالنفط الخام المشغل للمحطة القادم من محافظة حضرموت النفطية بسبب رفض حلف القبائل المسلحة خروج أي قواطر محملة بالنفط من المحافظة، رغم مناشدة الأهالي ومؤسسة كهرباء عدن".

وكان رحلف قبائل حضرموت قد أعلن الأحد الماضي منع خروج النفط الخام من المحافظة في خطوة، قال إنها جاءت "للحفاظً على ثروات حضرموت وبعد أن أعطى أهل حضرموت مجلس القيادة الرئاسي الوقت الكافي للبت في تنفيذ استحقاقات حضرموت المشروعة".

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024