الأخبار

إدعاءات كاذبة.. قادة في حماس يظهرون أحياء بعد إعلان الاحتلال اغتيالهم

‫غزة‬| 5 فبراير, 2025 - 8:16 م

يمن شباب- متابعات

image

كثيراً ما كذب جيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات في إعلان "تصفية" قادة في حركة حماس، ليتبيّن لاحقاً، خاصة منذ خروج الصفقة إلى حيز التنفيذ، أنهم على قيد الحياة، ما وضع الاحتلال في موقف محرج يؤكد أن الكثير مما روّجه كان مجرد ادعاءات لا تستند إلى حقائق.

واستعرضت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، في عددها اليوم الأربعاء، بعض الحالات، منها إعلان الجيش في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2023 قتل قائد كتيبة الشاطئ في كتائب القسّام هيثم الحواجري، لكن الحواجري ظهر السبت الماضي في مراسم تسليم المحتجز الإسرائيلي كيت سيغال، والتقط صوراً مع قواته، وتجوّل بحرية من دون إخفاء وجهه. 

وكانت هذه هي المرة الثالثة على الأقل التي يظهر فيها قائد كبير في حماس بعد أن زعم الاحتلال قتله. واعترف مسؤولون في جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام (الشاباك) بالخطأ "المحرج"، وادّعوا أن البيان الذي صدر قبل بضعة أشهر استند إلى معلومات استخبارية تبين الآن أنها كانت خاطئة.

وسبق ذلك توثيق من الشهر الماضي لقائد كتيبة بيت حانون في حماس حسين فياض، في جنازة بشمال قطاع غزة، بعد أن زعم جيش الاحتلال قتله في مايو/ أيار الماضي في جباليا. وفي ذلك الوقت، أعلن المتحدث باسم الجيش أن فياض كان مسؤولاً عن تخطيطات عديدة لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه إسرائيل خلال الحرب، وكذلك عن إطلاق قذائف هاون نحو مستوطنات شمال الغلاف. 

وتحدّث فياض في الجنازة عن "انتصار غزة على الجيش الإسرائيلي في الحرب". وتشير كلماته، وفقاً للصحيفة العبرية، إلى أن الفيديو حديث وصُور بعد وقف إطلاق النار. وفي ما يخص عودة قائد كتيبة بيت حانون، اعترف جيش الاحتلال و"الشاباك" أيضاً أن المعلومات الاستخبارية حول مقتله نتيجة هجوم جوي كانت خاطئة.

وحدث موقف مشابه مع قائد كتيبة حي تل السلطان في رفح، محمود حمدان، الذي كان أيضاً حارساً شخصياً ليحيى السنوار، إذ استشهد حمدان في مواجهة مع القوات الإسرائيلية على بُعد حوالي 200 متر من مكان استشهاد قائد حماس نفسه في سبتمبر/أيلول 2024، فيما كان المتحدث باسم جيش الاحتلال قد أعلن قبل ذلك أن حمدان وبقية قيادة كتيبة تل السلطان قُتلوا في غارة جوية. ومع استشهاد السنوار، تبين أن المعلومات الاستخبارية لم تكن دقيقة، وبقي حمدان على قيد الحياة حتى استشهد في حادثة أخرى.

ونقلت الصحيفة عن جهات في جيش الاحتلال قولها: "من الممكن أن نرى في المستقبل المزيد من القادة في حماس الذين اعتقدنا أننا قتلناهم يظهرون فجأة"، مضيفة: "أحياناً، حتى في حماس، لا يعرفون ما حدث في نتائج غارة على قائدهم، وليس دائماً تكون عملية فحص نتائج الغارة دقيقة بنسبة 100%. بعضهم تعرّضوا للهجوم داخل الأنفاق أو في منازل تم تدميرها على ساكنيها". وخلال الحرب، أعلن جيش الاحتلال رسمياً مقتل أكثر من 100 قائد كبير في حماس، من مستوى قادة الفصائل والكتائب والألوية، وكذلك من كبار القادة، مثل محمد الضيف، ومروان عيسى، ويحيى السنوار.

ومع ذلك، تقول الصحيفة، وبغض النظر عن الأخطاء الاستخبارية المحرجة التي تم اكتشافها في الشهر الماضي، لا يزال لدى حماس قادة كبار في أنحاء القطاع يشكّلون جزءاً مركزياً في إعادة بناء الحركة التي لا تزال تسيطر على غزة في غياب بديل. بالإضافة إلى محمد السنوار الذي يبدو أنه خلف شقيقه في قيادة القسام، لا يزال هناك قادة ميدانيون كبار على قيد الحياة، بينهم على الأقل اثنان من قادة الألوية، هما محمد شبانة في رفح، وعز الدين حداد في مدينة غزة.

ووفقاً للصحيفة، يمكن الافتراض أنه كلما ارتفعت رتبة القائد، زادت كمية القنابل التي تُلقى على موقعه لضمان قتله، ومن ثم زادت الموارد الاستخبارية للتحقيق في نتيجة الغارة. ومن هذا المنطلق، لم يتعجل الاحتلال في إعلان نتائج محاولات اغتيال كبار قادة حماس وحتى حزب الله، وعادة ما كانت تستغرق أياماً طويلة، بل أسابيع، لإكمال عملية الفحص، حيث لم تعلن أيضاً فصائل المقاومة بشكل سريع ما إذا كان هؤلاء القادة قد استشهدوا.

وبالإضافة إلى ذلك، انتقد العديد من قادة جيش الاحتلال خلال الحرب الأعداد "الفلكية" تقريباً من المقاومين، بمن فيهم قادة ميدانيون، التي زعمت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنهم قتلوا كل يوم. وذكرت جهات في الجيش للصحيفة: "أعلنوا للجمهور أن فريقاً قتالياً لوائياً قتل حوالي 60 مخرباً (في إشارة إلى المقاومين) في بيت لاهيا في أسبوع، أو 150 في الشجاعية، من دون تحقق كامل. وعند الحديث إلى مقدّمين (في الجيش) وقادة ألوية، يقولون كذا (منهم) رأينا جثثهم بأعيننا، والباقي هو من تقديرات مدروسة".

وأضافت تلك الجهات: "هناك أيضاً بعض الغزيين، بمن فيهم غير مسلحين، الذين كانوا يركضون في الشارع أو في منطقة قتال حيث لا يفترض أن يكون هناك مدنيون، ثم أطلقنا النار عليهم وأصبناهم ورأيناهم يسقطون من بعيد على افتراض أنهم مخربون، وأضفناهم تحت بند القتلى من دون أن يتحقق أحد من هويتهم أو حتى ما إذا كانوا ماتوا بالفعل أو أصيبوا فقط". في غضون ذلك، يعتقد مسؤولون إسرائيليون أنه عشية وقف إطلاق النار، بقي لدى حركة حماس حوالي عشرة آلاف مقاوم مسلح ومسجّل على الأقل، من بين حوالي 30 ألفاً كانوا لديها حتى السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعضهم قادة، بالإضافة إلى مئات من المقاومين الجدد الذين تم تجنيدهم وتدريبهم على عجل في الآونة الأخيرة.

العربي الجديد

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024