الأخبار

عزمي بشارة: الردّ على ترامب يكون بجعل غزة صالحة للعيش والقمة العربية قد تكون فرصة تأريخية

عربي| 10 فبراير, 2025 - 12:11 ص

يمن شباب نت

image

حذّر المفكر العربي عزمي بشارة، من أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين قد تصبح واقعية مع أنها ليست قدراً محتوماً، وأن الرد عليها يكون بجعل قطاع غزة صالحاً للعيش. ورأى أن القمة العربية المقبلة، قد تكون فرصة تاريخية لتغيير نظرة الرأي العام العربي للقمم العربية بوصفها بلا جدوى.

وقال المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إن ما يجعل كلام ترامب جدياً هو ضعف الأمة العربية، فقد نبّه من أن الرئيس الأميركي لن يتوقف إلى أن يصدر ردّ عربي عملي، معرباً عن ثقته بأن الاستقواء الأميركي ــ الإسرائيلي على العرب اليوم هو نتيجة موقفهم من حرب غزة.

وفي مقابلة مع تلفزيون "العربي"، عبر بشارة عن أسفه بالقول "إننا مضطرون إلى التعاطي مع طروحات ترامب بجدية بما أنه رئيس للولايات المتحدة الأميركية، بغض النظر عن مستواه الفكري والمعلومات التي يمتلكها ومصالحه ونزواته وشخصيته".

أفكار ترامب

ووصف أفكار ترامب فيما يتعلق بتهجير الفلسطينيين بأنها استفزازية وسيئة جداً. ومع أنها ليست برنامجاً للتطبيق حتى الآن، بدليل أنه لم تكن لدى صاحبها إجابات عن الأسئلة حول مشروعه.

وحذّر بشارة من أن مجموعة الأفكار هذه قد تتحول إلى خطة مثلما يفعل الإسرائيليون حالياً، هم الذين أيقظ تصريح ترامب ذاكرتهم مع الترانسفير الذي مارسوه مرتين بحق الفلسطينيين، في عامي 1948 و1967، مذكراً بأن 72% من الإسرائيليين أيدوا فكرة ترامب الخاصة بالفلسطينيين في غزة.

ووفق ما يراه بشارة، فإنّ البحث عن مكان يستقبل الفلسطينيين قد يتحول إلى تشجيع لهجرتهم مجموعاتٍ وأفراداً لا كشعب. وفي هذا السياق، شدد على أن الرد المبدئي على ترامب ومشاريعه يكون بجعل هجرة أهل غزة غير حتمية ولا ضرورية من خلال إعادة الإعمار التي تساوي كلفتها جزءاً صغيراً من الاستثمارات العسكرية التي يطلبها ترامب من العرب على شكل ابتزاز لم يعد له مبرر في ظل الضعف الذي يضرب إيران حالياً.

وما يجعل بشارة مقتنعاً بأن خطة ترامب ليست قدراً حتمياً، تأكيده أن الرئيس الأميركي، بوصفه رجل صفقات تجارية، قد يقتنع بفشل مشروعه الخاص بغزة، شرط أن يحصل فعل عربيّ لا مجرد قول وبيانات.

خطة مارشال عربية لغزة

وعن هذا الموضوع، ذكّر صاحب كتاب "صفقة ترامب – نتنياهو": الطريق إلى النص، ومنه إلى الإجابة عن سؤال: ما العمل؟، بأنه عند وضع هذه الميزانيات، يجب ألا ننسى تشجيع الفلسطينيين على رفع دعاوى ضد إسرائيل للتعويض عن الحرب.

ورأى بشارة، أن الموقف العربي المتفرج على حرب غزة أو المتواطئ معها في انتظار أن تقضي إسرائيل على المقاومة الفلسطينية، كان البنية التحتية التي على أساسها صدر تصريح ترامب"، الذي يكتسب جديته من حالة الهوان التي تعاني منها الأمة العربية. 

وعن ذلك قال بشارة إنه ما كان لمثل هذا التصريح (فكرة ترامب لتهجير الفلسطينيين) أن يصدر لولا مراقبة المسؤولين الأميركيين لسلوكنا العربي في الحرب على غزة، وقد تحول مسؤولو البلدان العربية إلى ما يشبه المراقبين لما يحصل في القطاع.

وخلص المفكر العربي، إلى أن ترامب لن يتوقف حتى يصدر رد عربي عملي يتمثل في إعادة إعمار غزة وتعزيز صمود الفلسطينيين عبر فتح حدود القطاع مع مصر لا للهجرة بل لإدخال ما يلزم للعيش بلا انتظار إذن إسرائيل، ومصر الدولة الكبرى "لا تحتاج إذناً لإدخال كرفانات وخيام إلى غزة" -بحسب بشارة- الذي جزم بأن إسرائيل لن تعلن حرباً عليها لهذا السبب.

القمة العربية المرتقبة

وعن القمة العربية المقررة في 27 فبراير/ شباط الحالي في القاهرة، قال عزمي بشارة "قد تكون فرصة تاريخية لتغيير نظرة الرأي العام العربي للقمم العربية بوصفها بلا جدوى".

وتوجه بشارة، إلى المسؤولين العرب بالقول إن الرد في القمة العربية التي قد تصبح لاحقاً قمة مشتركة عربية إسلامية، لا بد أن يكون بقرارات تجعل قطاع غزة صالحاً للعيش، ووضع خطة مارشال عربية لغزة وتنفيذها.

وبدا المفكر العربي حاسماً، بأن القمة العربية والإسلامية قادرة على إجبار الفلسطينيين على الوحدة وإعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية، لا إجراء وساطات بين الطرفين الفلسطينيين الأساسيين.

وختم فكرته حول هذا الأمر بالتنبيه من أنه في ظل هذه الظروف، إن لم تتوحد القوى الفلسطينية، فهذا يعني أن لا ضوء في آخر النفق.

عدم التنازل عن المبادرة العربية

ورداً على سؤال حول كلام وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو والذي يطلب فيه من الرافضين لفكرة ترامب أن يقدموا بدائلهم، أجاب بشارة بأن العرب قدموا مشروعهم منذ عام 2002 من خلال مبادرة السلام العربية في بيروت (دولة فلسطينية على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل)، وراحوا يتخلون عنها بالتطبيع المجاني مع إسرائيل.

وأشار إلى أن الحل لا يكمن بالتنازل عن المبادرة العربية، بل بوقف التنازل عنها من خلال التطبيع المجاني. أما عن احتمال أن تؤدي أفكار ترامب عن تهجير الفلسطينيين إلى عودة الحرب الإسرائيلية على غزة، فقد استبعد بشارة ذلك، ولفت إلى أن ترامب لا يريد العودة إلى الحرب لأنه يعرف أن أهدافها العسكرية استنفدت.

أما عن المخاوف من وصول قطار التهجير من غزة إلى الضفة الغربية، فقد أوضح كاتب "من يهودية الدولة حتى شارون" أنه منذ عام 1967 والهجرة تتسارع في الضفة، لكن الصمود موجود هناك. واستدرك بأنه بالنسبة إلى الأردن، هذا موضوع استراتيجي وقد تغلق المملكة الحدود بسببه. 

ووصف أسوأ ما يحصل في الضفة بأنه جعْل الدولة الفلسطينية مستحيلة عبر الانتقال من كون المستوطنات كانتونات في الضفة، إلى جعل أماكن سكن الفلسطينيين كانتونات في أرضهم وتحويل حياتهم إلى جحيم بواسطة التضييق والتهجير والحواجز.

المصدر: العربي الجديد

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024