- قضية الشيخ أبو شعر.. قبائل إب تدعو لاجتماع عاجل لاتخاذ موقف إزاء مماطلة الحوثيين تسليم ملف القضية إلى النيابة "مخططات سيتم إحباطها".. حماس تندد بتصريح ترامب بشأن السيطرة على غزة بعد الكهرباء..مؤسسة مياه عدن تُحذّر من توقف خدماتها جراء نفاد الوقود وتناشد الرئاسة والحكومة بالتدخل العاجل "مؤتمر سقطرى الوطني" يعلن رفضه للزيادة التي فرضتها شركة "أدنوك" الإماراتية على أسعار الوقود إب..مقتل وإصابة ثلاثة مدنيين أثناء اشتباكات بين مسلحين في نزاع على قطعة أرض بيريم الحكومة اليمنية تدعو إلى مواقف دولية جادة لوقف الانتهاكات الحوثية بحق الأطفال مليشيا الحوثي تحتجز محامياً بصنعاء أثناء مرافعته والنقابة تستنكر الحادثة وتطالب بمحاسبة المسؤولين عنها
جمال أنعم
يمانيون في موكب الثورة
أراء| 3 سبتمبر, 2024 - 6:46 م
متعباً، كنت مرهقاً يائساً مني ومن كل شيء، آوي وجعاً لا ينام، وأصحو على صباحات ليست لي، أكابد غربة قاتلة، لا أكاد أجد ما أتشبث به، ضائعا تتسع داخلي المتاهة ويتعاظم الخواء، كنت مختنقاً بإخفاقات كثر، إلى ذاك الحد «الذي لا يجد فيه يقينك هواءً يتنفسه».
ربما اختبرنا جميعا هذا التوتر، هذا الشعور العاصف بالألم والوحشة إذ تجد نفسك تائها، لا مكان، ولا كيان، لا وطن غير الندم، يوهي واقعك الشائه علاقتك بذاتك، بحاضرك، بماضيك، بمستقبلك، لتعيش القطيعة ليل نهار منكسرا تهزمك ضرورات اليوم والليلة، تتلوى كمحارب مخذول لا يدري لم خسر معركته ولا كيف أسلم نفسه للهزيمة قبل الأوان ؟
كنت أغرق في الكآبة والضجر يتآكلني العجز في محيط من مبكيات غير أن يمناً آخر كان في انتظاري، وكذا فتىً آخر غير الذي كنته، فتىً بزغ فجأة من وهج العصور:
«وبدأت أحس بزوغ فتى
غيري من مزقي يتكون»
بحسب البردوني.
عدت من الهيئة العامة للكتاب بـ «تاريخ اليمن في مقدمة ابن خلدون» الذي حققه الراحل محمد حسين الفرح.
قرون من العنفوان والمجد، يومها كتبت منتشياً كمن وجد نفسه: انظر ابن من أنت؟ وعلى أي أرض تقف؟ومن أي سماوات تتحدر وخجلت من ضعفي المهان».
هو من تلك الكتب التي تعيد بناء الذاكرة الوطنية، تعيد تشييد الوجدان الذي خربه الواقع ، تصلنا بامتدادنا الأصيل، بالجذور لنرى أنفسنا أكثر رسوخاً وثباتاً، أكثر شموخاً ورفعة. عصيين على الاقتلاع.
كان الفرح أحد عشاق اليمن الكبار، في إنتاجه شغف هاوٍ، مولع بتسلق القمم، بمتابعة الروح المتدفقة من نهر المهد، عوالم وفضاءات رحبة وخصبة.
يمثل كتابه الآخر «يمانيون في موكب الرسول» توقيعاً على ذات الولع.
كانوا معي قبل شهور عديدة، ندى يسبق الخطو، عبقاً يملأ الأرجاء ما بين مكة والمدينة، كانوا معي رفاق درب، ينيرون الطريق يدلونني علي، يتلامعون بروقاً في كل أفق، سحائب خير، قادة أفذاذا، أبطالا كبارا، أسهموا في إدارة عجلة التاريخ، تعرفهم كل أرض، وتشير إليهم كل سماء.
أتذكر بحب ذلك الصباح الفرح، في دار الكتب، حيث أقامت وزارة الثقافة أيام خالد الرويشان فعالية تكريم للفرح قبيل وفاته بشهو، قدمته يومها ببعض شغفه، حييت روحه العاشقة لليمن واليمانيين، سألته بدهشة وارتعاش: تُرى كيف تنام وفي قلبك تصحو كل هذه الأزمنة؟.
هم اليمنيون، على مر العصور أحرار ثوار لا يقيمون على ضيم، لم يعيشوا نكرات، استلفتوا انتباه الحقب برجولتهم وشجاعتهم وحضورهم وشمائلهم الكريمة. خطاهم على جسد الأرض عزف الروح الأبية، ونشرهم طيب الأرض أم كل الطيوب والمكرمات.
الفضاءات عشقهم المتوارث، هم الناس ،"وما الناسُ في الباسِ إلا اليمَن".
(من صفحة الكاتب)
مقالات ذات صلة
كتابنا | 2 فبراير, 2025
11 فبراير استلهام الذكرى لكسر تحديات اللحظة
كتابنا | 30 ديسمبر, 2024
خطورة التوافق
كتابنا | 16 ديسمبر, 2024
ثلاثة مشاهد من سوريا
أراء | 9 ديسمبر, 2024
السوريون يُنقذوننا من اليأس
أراء | 8 ديسمبر, 2024
عن نظافة الثورة وإرادة الشعب
كتابنا | 6 ديسمبر, 2024
دروس سوريا وفرصة اليمن