الأخبار
Image Description

رامز الشارحي

دروس سوريا وفرصة اليمن

‫كتابنا‬| 6 ديسمبر, 2024 - 5:31 م

الوضع في سوريا لا يختلف عن وضعنا في اليمن، لقد قاموا بثورة شعبية وكاد النظام أن يسقط فتحالف مع الميليشيا الإيرانية ليسلم لها البلاد على طبق من ذهب نكاية بالثورة وهذا ما حدث في بلدنا أيضا، قاد الحوثيون بدعم من إيران ثورة مضادة وتمكنت من تحويل اليمن الى ساحة صراع إقليمية وحرب أهلية.

استمر الفعل الثوري في سوريا بصمود شبابها ومواكبة القوى السياسية لمسار الثورة رغم الصعوبات ورغم محاولات النظام حرف الصراع طائفيا وعرقيا وإغراق سوريا بالدماء وتشريد ملايين المواطنين في وضع مأساوي تفوق على مآسي اليمن وهي كثيرة وكارثية في البلدين.

اللافت في المشهد السوري أنه وبالرغم من تحولها إلى ساحة صراع دولي وإقليمي، ثم هدنة تكرس التقسيم وتثبيت الوضع المتردي؛ إلا أن السوريين وبمجرد عودة المواجهات المسلحة بهذا الحجم، قد أعادوا عنوان الثورة ليعطي الصراع شرعية ثورية حاول الجميع استلابها أو القفز عليها.

من الصعب أن ننكر أهم محرك للمشهد السوري اليوم وهو الفعل الثوري ضد ما تبقى من النظام مع محاولات جادة لاستمالة أركان ومكونات من داخل النظام ضد مليشيات إيران وهذا هو الهدف الأول من الحرب القائمة هناك؛ إن هذه الواجهة بالذات تتطابق إلى حد كبير مع شكل الصراع في اليمن لكن الفارق للأسف غياب الفعل الثوري لدينا في اليمن وتسليم الأمر للقوى نفسها التي أفسدت فرص كثيرة بل باتت تعلن ارتدادها عن الثورة وكأنها كانت في نزهة.

يجب أن تدرك الأحزاب والقوى السياسية اليمنية بمن فيها تلك التي قامت ضدها الثورة وصارت اليوم بكل اعتزاز وشجاعة جزء منا في معركتنا الوطنية الكبرى؛ إن لم تدرك أن الأحداث في اليمن قامت نتيجة فعل ثوري بدأ في ٢٠١١ وأي محاولة لتجاوز هذا الفعل بإخفاقاته وأهدافه وتطلعات الشعب الذي خرج بالملايين في الساحات ما هي إلا مرحلة من مراحل محاولة إعاقة الولادة واضاعة فرص التغيير والتحول للأفضل.

نتفق مع تلك القوى على أهمية تجاوز الماضي وتوحيد الصفوف وترشيد الخطاب وتخفيف التراشق العبثي الذي يفيد الخصم.. لكن هذا التوافق المأمول على أية أسس وقواعد يقوم؟! فتوحيد الصف بشكل سطحي هو تمهيد لانشقاقات أعمق وأكثر كارثية، لذلك علينا إدراك أهمية توحيد الصف على قاعدة احترام التطلعات الشعبية والوفاء للتضحيات والتغيير في حياة المواطن للأفضل من خلال ايجاد بنية سياسية واقتصادية واجتماعية قوية، وما دون ذلك  لن يتحقق أي توافق وسيظل الماضي يعشعش ويخرب الحاضر ويجعل المستقبل أكثر بعدًا.

لدى القوى السياسية تجارب فشل كثيرة لكنها لم تتعلم للأسف، كما أنها تقف دائما أمام حركة التقدم بتذبذب وارتعاش وتنازلات مجانية وأخطاء في بنود التسويات كلفت البلاد الكثير.

للخروج من الوضع الراهن وانتاج صيغة سياسية جديدة يبني عليها لا نحتاج إلى مزيد من النفاق السياسي والتكتلات بقدر حاجتنا لروح الإرادة الشعبية والتغيير وعنفوان الشباب وروح الثورة تحت أي مسمى يلبي الطموحات ويسمح بانخراط كافة القوى الشعبية وتحفيز الانشقاق في تركيبة الميليشيات وحلفائها من القوى القبلية والاجتماعية بل والتنظيمية والاقتراب من الناس في مناطق سيطرة الحوثيين، هذا ما سيجعلنا قادرين على التوحد وطي صفحة الماضي.

تقدم لنا الثورة في سوريا دروسًا كثيرة وفرصة ذهبية إذا لم تستغل وفق رؤية جديدة تستفيد من الطاقات الثورية والفكر المتجدد وعنفوان المغامرين قد نحتاج إلى عقود أخرى من الصراع لكي نصل إلى قناعة بأهمية هذا المسار.

"والشعب مثل القدر

من ينتخي ماين

والشعب مثل القدر

والأمل باين”.

 

| كلمات مفتاحية: الثورة|سوريا|إيران

مقالات ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024