الأخبار
Image Description

عزمي بشارة

التوحش الإسرائيلي والرد العربي

‫أراء‬| 27 فبراير, 2025 - 1:34 ص

 

انتقل التوحش الإسرائيلي الذي يشهده الإقليم من غزة إلى لبنان، ثم الضفة الغربية، ومنهما إلى السياسة بالتلويح الواضح بالبقاء في لبنان، وبدء العمل على تقسيم سورية بمنع الجيش السوري من التواجد جنوب دمشق، والتبني غير المرحب به لحماية جماعات سكانية سورية.

كما يبدو أن درجة التوحش الجديدة تجاوزت الاتفاقيات الموقعة بشأن صفقة التبادل في غزة، فجهر مجرمو الحرب بالتحلل من المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق من خلال طرح تمديد المرحلة الأولى... هذا في ظل تركيبة ترامب-نتنياهو.

وبعد تبني أفكار ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، تلمح إسرائيل والولايات المتحدة إلى إمكانية "التنازل" عن ذلك و"السماح" بإعادة الإعمار بوجود الفلسطينيين شرط نزع سلاح المقاومة وخروج قياداتها من القطاع.

لا تنازل هنا ولا سماح، بل استضعاف للعرب الذين لم يمنعوا إسرائيل من مواصلة حرب الإبادة، وتصرفوا تصرف المراقبين ولم يردوا على خطة ترامب بخطة بديلة، بحيث لا تطلب الإذن لإعادة الإعمار ممن يقوم بالتدمير ويهدد التهجير، ولا ردوا بفرض قيادة فلسطينية توافقية في قطاع غزة. إنهم قادرون، ولكنهم ليسوا راغبين.

إن أي تجاوب عربي مع هذه الأفكار "الجديدة" (نزع السلاح وخروج قيادات المقاومة من غزة) يعني مواصلة الحرب الإسرائيلية بوسائل أخرى، أي تطبيق ما لم تحققه إسرائيل من خلال حرب الإبادة بقبول ما يُعَد شروطًا أميركية-إسرائيلية لإعادة الإعمار.

إنها مواصلة نهج الهوان وإلغاء الذات الذي أوصل ترامب ونتنياهو إلى المجاهرة بفكرة تهجير الفلسطينيين وكأنها برنامجٌ للتطبيق، والتجاوب مع شروطهما سوف يشجعهما لطلب المزيد.

ولا تحقق إسرائيل إنجازات عسكرية لصالح العرب، بل لصالحها هي. وهي لا تحترم من يسترضيها على حساب حقوق الفلسطينيين وضد رأيه العام ذاته، ولا يحترم ترامب الذين لا يهمهم سوى إرضائه، ولا يقدر حلفاء أميركا الضعفاء، بل يبتزهم.

*من صفحة الكاتب على "فيسبوك"

مقالات ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024