













فلسطين

الإسرائيليون مسكونون بهاجس اللعنة.. لعنة الاندثار في العقد الثامن. فعلى مر تاريخ اليهودية، لم يدم أي كيان يمثل اليهود، أكثر من 80 سنة.

في العام ٢٠٠٦ هلل العرب لنصر الله، ورفعت صوره، وقدم بحسبانه بطل الحرب الوجودية مع العدو. غير أن الحرب السورية عرضت وجهاً فاشياً لبطل الإسلام، ولحية لا تعرف للرحمة سبيلاً.

لحظة الإبادة واستباحة دم الانسان في حالة من تواطؤ القريب قبل الغريب، لحظتها فحسب يلهج الرجل من صميم روحه: "ليتني كنت معهم".

عام 1948 قامت عصابات الهاغاناه والإرغون الصهيونية بمهاجمة قرى العرب الفلسطينيين، وحرق وقتل وطرد سكانها، الأمر الذي عده كثير من المؤرخين – فيهم إسرائيليون – «تطهيراً عرقياً»، ظلت حكومات إسرائيل المتعاقبة تنكره، وظل أكاديميون وكتاب في إسرائيل يجحدونه، ويقدمون تفسيرات مختلفة وروايات ركيكة حول حقيقة ما جرى.

الحرب التي تشنّها إسرائيل على الشعب الفلسطيني وجودية فعلاً، بدأت قبل 7 أكتوبر (2023) بسنوات طويلة، منذ جاء نتنياهو إلى الحكم، ودمّر كلّ فرصة للسلام وقيام دولة فلسطينية، بل عمل على تبديد وهم الحلّ الوسط مع الحركة الصهيونية.

لا يرى دان دينر في المأساة الفلسطينية، بما في ذلك جريمة الإبادة البشرية في غزة، انهيارًا في القيم الحضارية، ناهيك عن إمكانية مقارنتها بالهولوكوست. بالنسبة له فالصراع في الشرق الأوسط لا بدَّ من فهمه في سياق قومي وجيوبولتيكي.