













إسرائيل

إسرائيل دولة غير طبيعية من وجوه شتى: فهي علمانية و«يهودية»، وهي ديمقراطية تنتمي لـ«العالم الحر»، واحتلال من بقايا عصور الاستعمار، وهي «تحترم حقوق الإنسان»، وتدمر غزة، وهي «واحة السلام» في المنطقة، والدولة الأكثر إثارة للحروب في العالم، وهي دولة «هجوم» واسم جيشها «جيش الدفاع»، وهي كذلك «حامية الغرب» ومحميته في الوقت ذاته.

في الرابع من فبراير/ شباط الماضي زار نتنياهو البيت الأبيض، والتقى بالرئيس ترامب. تجوّل الرجلان في أرجاء المكان الأكثر أهمية وخطورة في العالم، وصعدا معًا إلى الطابق الثاني. واصلا المشي، وتبادلا المجاملات إلى أن بلغا غرفة نوم لينكولن، وهو المكان الذي اتّخذه الأخير مكتبًا له، وهناك وقّع على قرار تحرير العبيد في العام 1863.

الحقيقة فهي أن الحوثي استسلم للأمريكان، والتزم بعدم التعرض للسفن، وغداً تمرّ السفن، وتذهب إلى جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دولة الاحتلال

الحقيقة التي يعلمها الجميع أن الضربات الأمريكية في اليمن لن تسقط الحوثيين، ولن تؤثر عليهم إلا بالقدر الذي يجعلهم يبتعدون عن ممرات الملاحة الدولية، إذا تم التفاهم على ذلك.

انتقل التوحش الإسرائيلي الذي يشهده الإقليم من غزة إلى لبنان، ثم الضفة الغربية، ومنهما إلى السياسة بالتلويح الواضح بالبقاء في لبنان، وبدء العمل على تقسيم سورية بمنع الجيش السوري من التواجد جنوب دمشق، والتبني غير المرحب به لحماية جماعات سكانية سورية.

أخيرًا تحققت صفقة وقف إطلاق النار، بعد خمسة عشر شهرًا، أو بعد 464 يومًا من حرب العدوان التي شنها الكيان الصهيوني، بقيادة نتنياهو، ودعم الدول الغربية عمومًا، ولا سيما الرئيس الأميركي جو بايدن، على المقاومة: (كتائب عزالدين القسّام وسرايا القدس)، ولا سيما على الشعب الفلسطيني، وتدمير البيوت والمؤسسات والمشافي في قطاع غزة.