













غزة

تتكشّف سياسات الكيان الإسرائيلي في إدارة القطاع بالإبقاء على خيار التصعيد العسكري متاحاً، ومن ثمّ بقاء حالة الحرب في مقابل تثبيت استراتيجية شاملة تهدف على المدى البعيد إلى فرض أمر واقع جديد في القطاع.

منذ نشأ الكيان الصهيوني على أرض فلسطين عمل على ترويج وهمين كبيرين، الأول أن إسرائيل هي الضحية، المعرّضة دوماً لمخاطر أمنية، وهي على استعداد دائم لحلول وسط مع العرب الذين يرفضون وجودها. والثاني، أنه لا وجود فعليا للشعب الفلسطيني، فالفلسطينيون هم مجرّد عرب، وليسوا قوماً لهم مقوّمات الشعوب.

أحدهم سأل: ماذا لو كنت إلهاً، ماذا كنت لأفعل لغزة؟ سؤال خيالي يتجاوز قدرة البشر. لكن لنسأل ما هو أقرب وأكثر جدوى: ماذا لو كنت قائداً عربياً له قرارًا ومقدرات؟ أليس هذا أكثر واقعية وفاعلية؟

الجوع يجتاح المكان والزمان والناس والعدسات والحكايات والتفاصيل، والجوع هو الفصل الرئيسي في السرد، وهو البلاء الذي تضاءل أمامه وباء الخوف من القصف، في أرض لا يملك أهلها رفاهية الخيارات المتعددة، بعد أن حصرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بين خياري: الموت قصفاً أو الموت جوعا.

لم يكن التجويع الذي يعاني منه الغزيون في هذه اللحظة من عمر الإبادة الجماعية المفروضة عليهم عرضيًّا، بل هو جزء من سياسة الإبادة؛ الهادفة إلى الإخضاع وتمهيد الطريق نحو تهجير الغزيين من أرضهم.

على مدى عقود تزداد احتياجات تعز للمياه، تضعف الموارد المائية، تقل نسبة الأمطار يتقلص مخزون المحافظة من المياه الجوفية، وتزداد الكثافة السكانية، تتقلص المساحة الزراعية. لا ماء ولا اقتصاد ولا من يفكر بمشكلة المياه تفكيراً جدياً..