













غزة

لحظة الإبادة واستباحة دم الانسان في حالة من تواطؤ القريب قبل الغريب، لحظتها فحسب يلهج الرجل من صميم روحه: "ليتني كنت معهم".

خفت حدة المظاهرات المنددة بالجريمة الإسرائيلية في غزة إذن، لم تعد المظاهرات بذلك الزخم، لأسباب عدة، من أهمها «تطبيع الجريمة»، هذا التطبيع الناشئ عن تكرار المشاهد الإجرامية، بشكل مستمر، الأمر الذي سوغ التعايش معها، إذ لم يعد الإحساس بها بالقدر ذاته من التوهج.

عام 1948 قامت عصابات الهاغاناه والإرغون الصهيونية بمهاجمة قرى العرب الفلسطينيين، وحرق وقتل وطرد سكانها، الأمر الذي عده كثير من المؤرخين – فيهم إسرائيليون – «تطهيراً عرقياً»، ظلت حكومات إسرائيل المتعاقبة تنكره، وظل أكاديميون وكتاب في إسرائيل يجحدونه، ويقدمون تفسيرات مختلفة وروايات ركيكة حول حقيقة ما جرى.

الحرب التي تشنّها إسرائيل على الشعب الفلسطيني وجودية فعلاً، بدأت قبل 7 أكتوبر (2023) بسنوات طويلة، منذ جاء نتنياهو إلى الحكم، ودمّر كلّ فرصة للسلام وقيام دولة فلسطينية، بل عمل على تبديد وهم الحلّ الوسط مع الحركة الصهيونية.

لا يرى دان دينر في المأساة الفلسطينية، بما في ذلك جريمة الإبادة البشرية في غزة، انهيارًا في القيم الحضارية، ناهيك عن إمكانية مقارنتها بالهولوكوست. بالنسبة له فالصراع في الشرق الأوسط لا بدَّ من فهمه في سياق قومي وجيوبولتيكي.

هل يطالبون الحركة بترك السلطة وإطلاق الأسرى، من دون أن يتعهّد نتنياهو بالانسحاب الكامل من القطاع؟! ليقولوا ذلك صراحة، لأن "حماس" ليست تنظيما وحسب، بل فكرة وحاضنة شعبية، ومن بين المتظاهرين من له أشقاء وأقارب من الحركة ويرفضون ما يفعل.