- لحج.. محكمة الحدّ في "يافع" تغلق أبوابها أمام قضايا المواطنين موقع أمريكي: البنتاغون يُجيز منح ميداليات الحرب العالمية على الإرهاب للقتال ضد الحوثيين بن دغر مُعلّقا على لقاء قيادة الإصلاح بالزبيدي: خطوة ايجابية نحو المصالحة الشاملة وفاة ثلاثة أشخاص بحادث مروري مروّع في شارع الستين بمدينة تعز نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل وحزب الله اللبناني صحيفة عبرية: انتحار 6 جنود قاتلوا بغزة وجنوب لبنان كيف اتخذت الإمارات من اليمن محطة عبور إلى السودان؟.. هذه تفاصيل زيارة "حميدتي" إلى المخا
سلمان المقرمي
الجمهورية والإصلاح
كتابنا| 16 سبتمبر, 2024 - 7:18 م
احتفل حزب الإصلاح بذكرى تأسيسه الرابعة والثلاثين في شهر سبتمبر رغم تحديات ضخمة تواجه الحزب بجميع مستوياته، تمكن حتى الآن من مواجهتها انطلاقا من إيمانه المتجذر بثورة السادس والعشرين من سبتمبر وخاصة رؤيته لمضمون الجمهورية قيما وسلوكا وأداء ومؤسسات.
في هذه الذكرى يمكن القول إن الجمهورية تشكل أبرز قيم الحزب وطبعته بشكل لا لبس فيه على جميع المستويات، فلا يوجد أحد – حد علمي- ورث مكانته القيادية في الحزب عن أبيه أو أخوته أو أسرته. بل إن كثيرا من أفراد وعائلات قادة الحزب العليا والمتوسطة والأدنى قد لا يكونون بالضرورة من قيادات الحزب أو من أعضاء الحزب نفسه.
مكنت قيمة وفلسفة وثقافة الجمهورية الإصلاح من بناء تنظيم قوي ممتد عبر محافظات اليمن جميعها، وعملت على دمج وطني هائل في بوتقة الحزب، وقيمه التي تمثل الجمهورية ركيزتها الأولى، وذابت فيه إلى حد كبير لا تكاد ترى فيه التباينات المناطقية والقبلية والعرقية وأيضا المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المختلفة، رغم وجود تلك التباينات بالشعب اليمني بشكل معقد وواضح في معظم المحافظات.
وانطلاقا من الجمهورية، بنى الحزب مؤسساته بسلمية مطلقة لا أثر لوجود عسكري أو مسلح في بنائه، ولا يعتمد عليه مطلقا حتى في أحلك الظروف وأشدها سوادا وخطورة، وتجلى ذلك منذ سقوط صنعاء بيد الحوثي، قبل عشر سنوات، لأن الجمهورية تفترض تماما أن الجيش والسلاح محصور بيد الدولة فقط، ولذلك يمكن أن نقول بوضوح مطلق أن عملية دمج قوات المقاومة الشعبية في الجيش والأمن دون عوائق منذ تشكل المقاومة ضد الحوثي، كانت تعود إلى ثقافة حزب الإصلاح وإيمانه المطلق بفصل العمل السياسي والحزبي السلمي عن مؤسسات الدولة العسكرية، والتشكيلات العسكرية التي لا تنضوي حتى الآن في مؤسسات الدولة وسيطرة الدفاع والداخلية لا تمتلك الثقافة والرؤى السياسية والقيم التي يمتلكها ويسلكها الإصلاح.
ولن يكون غريبا بناء على ذلك أن مؤسسات الدولة في المناطق التي تشهد نشاطا حزبيا كبيرا وراسخا كتعز رغم التحديات المكثفة وقلة الموارد والإمكانات المركزية أقوى وأكثر بكثير من غيرها من المحافظات التي هيمنت عليها قوى غير متحزبة أو لا تؤمن تماما بالجمهورية التي صنعها السادس والعشرين من سبتمبر، والاختلالات الأمنية التي تشهدها المحافظات الأخرى المحررة مقارنة بتعز تشهد على ذلك.
أسس الإصلاح الجمهورية وما يترتب عليها من مواطنة متساوية وتكافؤ في الفرص أدت إلى بناء تنظيمي يمكن جميع أبناء المحافظات من إدارة فروع الحزب فيها بشكل مستقل تقريبا في معظم الأمور عن الهيئات المركزية في الحزب والعليا فيه، وأدى ذلك إلى شعور بالمساواة والعدالة والحرية داخل البناء التنظيمي للإصلاح، وفشلت كثير من المحاولات التي تحاول أن ترمي أو تصم الحزب بالتبعية لمنطقة أو فئة أو كتلة اجتماعية دون أخرى.
أدت هذه البنية المتماسكة من الجمهورية بحزب الإصلاح إلى أن يهب أنصاره وأعضاؤه في مواجهة ضخمة ضد الحوثيين والاحتلال الإيراني، وقدموا في هذه المواجهة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى ومئات الآلاف من المهجرين، أو بمعنى آخر استطاع -مع غيره- أن يخلق تيارا شعبيا مقاوما للحوثي من جميع المناطق اليمنية والمكونات الاجتماعية والثقافية، وجعلت الحوثي معزولا إلى حد كبير عن المجتمع اليمني إلا من السطوة العسكرية. وما يقال عن التأثير الحاسم للجمهورية في تشكيل وتكوين وبنية وسياسات الإصلاح، لا يقارن في تأثير الديمقراطية عليه.
مقالات ذات صلة
أراء | 16 نوفمبر, 2024
عن خيار المقاومة الذي ننظر باحترام إلى إنجازاته ونهرب من تبعاته
كتابنا | 16 نوفمبر, 2024
لا ثومة ولا بصل.. تفاح
كتابنا | 15 نوفمبر, 2024
تعز بعد فتح المنفذ!
كتابنا | 8 نوفمبر, 2024
الثابت والمتحرك في الشرعية اليمنية؟
أراء | 7 نوفمبر, 2024
ترامب رئيساً مجددا.. ماذا يعني هذا لليمن؟
أراء | 3 نوفمبر, 2024
ما المتغير في التحركات العسكرية والدبلوماسية الأمريكية في الساحة اليمنية؟