













الحوثي

قبل سنوات استنجدت سيدة يمنية بإلهها باكية كانت تدعو بأعلى صوتها: الله يجعلكم مشردين في الجبال.

في العام ٢٠٠٦ هلل العرب لنصر الله، ورفعت صوره، وقدم بحسبانه بطل الحرب الوجودية مع العدو. غير أن الحرب السورية عرضت وجهاً فاشياً لبطل الإسلام، ولحية لا تعرف للرحمة سبيلاً.

لم يكن يخطر ببال الساسة والعامة أن انقلاب الحوثي 2014 سيهرول باليمن عكسيًا إلى قعر رواية الولاية المندثرة والماضي السحيق الذي يعيد تنصيب القومية الهاشمية وتفويضها بالسلطة المطلقة بناءً على المشجر السلالي، وفقًا لرواية باطلة تنافي رسالة الدين وتشريعاته في الحكم كمطية رجعية ومعول تقويض للجمهورية: الثورة والفكرة، الدولة والدستور.

وحاجة اليمن، وهي في وضعها الحالي، ماسة وملحة، إلى استلهام إرث العمالقة الكبار الأحرار من أبنائها مثل الهمداني، وماضي حضارتها التليد، للذود عن حماها، وكيانها ومكانتها، وكرامتها، حتى تكون عصية على التذويب والتحلل والتمزق والضياع والهوان.

كان صالح يخشى من أن ينقلب محسن عليه، وحاول مراراً سحب الفرقة الأولى مدرع، أو حتى جزء من صلاحيتها المالية والإدارية إلى إمرة الحرس الجمهوري.

لا قدرة لأي قوة، مهما عظمت، على زرع فجوة حقيقية بين أبناء هذا الوطن، ولا مجال لترسيخ فكرة الانفصال التي تقابلها ذاكرة الأمة وهويتها الجامعة برفض تاريخي عميق الجذور.