













الثورة

لا تموت الأصوات، تموت الأجساد. الأصوات تبقى، تتسلل من بين الأشرطة القديمة، من بين صدور الناس، من خلف الذكريات، وتظل تحوم فوق المآذن، وتطوف الساحات، وتتمشى في شوارع المدينة كلما فقدت شيئًا من روحها.

ثورة ١١فبراير هي ثورة شعبية عميقة الجذور انطلقت بصدق وتجرد وأهدافها ليست خاصة ولا حزبية ولا جهوية بل عامة لكل أبناء اليمن وهي ثورة لا تموت وتقاوم كل الأعاصير والأيام تثبت لنا كل يوم هذه الحقيقة.

فبرايرُ ليس مجرد ذكرى، بل هو فكرٌ يحترق في دمائنا؛ هو فلسفةٌ تمثلُ جوهر الحرية، وجوهر الإنسان الذي لا يقبل أن يُسحق تحت عجلة الاستبداد، هو القوة الوحيدة القادرة على خلق واقعٍ جديد، لأنه ببساطة: لم يكن، ولن يكون، مجرد تاريخ.

اليوم نقف جميعاً أمام تحد كبير مرعب يستدعي إذابة التحديات البينية المفتعلة والتي كانت تشكل حجرة عثرة بيننا؛ ليتسنى للتحدي الإمامي الأكبر التهامنا بكل تفاصيل اختلافنا وابتلاع جمهوريتنا كفكرة وواقع حتى استشعرنا ضعف وطنيتنا وهشاشة إخلاصنا لها..

خرج الثوار السلميون في اليمن 2011 لحسم مسألة الديمقراطية ومنع الاستبداد والتوريث، بعد عقدين من اعتماد النهج الديمقراطي والتعددية السياسية والحزبية؛ لكن النتيجة الواضحة منذ 2011 وتحديدًا منذ التوافق على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية؛ القضاء عليها، أو بشكل أدق تجميدها حتى الآن.

في المشاهد الثلاثة مفارقات واضحة: يمثل رياض الأسعد التيار الذي عاصر واقع الثورة السورية المسلحة ابتداء من تأسيس الجيش الحر، وحتى توسعه في السنوات الأولى وحتى هزيمته بعد التدخل الروسي، وعي الأسعد وأخلاقه ورؤيته قدم الاعتراف الكامل كليا بالفضل بالانتصار للجيل التالي من الثوار أي عملية ردع العدوان وحكومة الإنقاذ.