الأخبار

صورته كبطل فلسطيني مؤكدة الآن.. الغارديان: لماذا "موت المُحارب" السنوار سيجعله شهيدًا في غزة وخارجها؟

‫غزة‬| 20 أكتوبر, 2024 - 9:07 م

ترجمة خاصة: يمن شباب نت

image

تونسيون يرفعون صورة يحيى السنوار كبطل في تونس (Shutterstock)

قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن مقتل زعيم حماس "يحيى السنوار" كمحارب سيجعل منه شهيداً داخل غزة وخارجها، حيث باتت الحياة الآخرة السامية له كبطل فلسطين تبدو الآن مؤكدة.

ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب "جوليان بورجر"، أشار فيه إلى بروز تناقضات في الرواية الإسرائيلية الرسمية عن اللحظات الأخيرة في حياة يحيى السنوار منذ مقتله، وهو ما يبدو من المرجح أن يزيد من عقيدة الاستشهاد التي تنمو بسرعة حول زعيم حماس.

وخلص التشريح الإسرائيلي الذي أجري على السنوار إلى أنه توفي متأثرًا بطلق ناري في رأسه، وهو ما يتناقض مع الرواية الأولية للقوات الإسرائيلية التي أشارت إلى أنه قُتل بقذيفة دبابة أطلقت على المبنى المدمر حيث خاض معركته الأخيرة.

وبحسب تشين كوغل، مدير المعهد الوطني الإسرائيلي للطب الشرعي، الذي أجرى تشريح الجثة، فإن سبب الوفاة كان جرح رصاصة في الرأس. وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، لم يتكهن كوغل بمن أطلق الرصاصة القاتلة، سواء كان ذلك أثناء مناوشة مع جنود إسرائيليين قبل إطلاق قذيفة الدبابة، أو بعد العثور عليه بين أنقاض المبنى، أو غيرها.

وبحسب الكاتب، أدت التكهنات المحيطة بمقتل السنوار إلى تأجيج عقيدة الاستشهاد التي انتشرت بشكل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ اللحظة التي تم فيها تأكيد مقتل زعيم حماس.

وقال بأن حقيقة مقتله وهو يرتدي زيًا قتاليًا وسترة قتالية بعد إطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية على جنود إسرائيليين، وحتى مهاجمة طائرة بدون طيار تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي بعصا خشبية ألقاها بذراعه المتبقية في لفتة أخيرة من التحدي، كل هذا يجعل السنوار متميزًا عن أسلافه.

فعندما تم اغتيال زعيم حركة حماس الشيخ أحمد ياسين بصواريخ أطلقتها طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الإسرائيلي في عام 2004، كان يُدفع على كرسي متحرك بعد الصلاة في أحد مساجد غزة.

ولم يتبق من جسده إلا القليل لتصويره، ولكن الصور المتخيلة للضربة الصاروخية القاتلة أصبحت جزءًا من الأيقونات التي ظهرت على الفور تقريبًا على الجدران في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، إلى جانب صور الزعيم ذو اللحية البيضاء وهو يصعد إلى السماء. ولا تزال صور ياسين شائعة في غزة والضفة الغربية، وغالبًا ما تظهره برفقة شهداء أكثر حداثة.

وقال الكاتب بأن السنوار ترك خلفه جثة مقاتل مزقته الحرب، وقد يقارنها بعض الفلسطينيين بالصورة الأخيرة لتشي جيفارا، الطبيب الأرجنتيني الذي قاتل في ثورة كوبا لكنه قتل في النهاية على أيدي الجيش البوليفي عام 1967، وأصبح رمزًا لقضيته. واعتبر الكاتب أن مقتل المحارب السنوار سيضمن له بالتأكيد المكانة الأولى فما وصفه ب" البانثيون" الفلسطيني، - في إشارة إلى القداسة والاعتزاز.

وبحسب الكاتب، فلمساعدته بشكل أكبر في تشكيل روايته المرغوبة، ترك زعيم حماس وراءه نصًا، في شكل رواية سيرة ذاتية عام 2004 بعنوان "الشوك والقرنفل"، والتي كتبها في السجن الإسرائيلي وتم تهريبها على أجزاء.

الشخصية البديلة للسينوار في الرواية، إبراهيم، هو شخص ملتزم بالقضية ويتوقع من الفلسطينيين أن يكونوا "مستعدين للتضحية بكل شيء من أجل كرامتهم  ومعتقداتهم". ويتساءل إبراهيم: لماذا التفاوض مع إسرائيل عندما تستطيع حماس "فرض قواعد أخرى للعبة"؟

وهذا هو ما كان السنوار يعتقد أنه يفعله بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما كان يأمل بوضوح أن يكون إرثه. ويبدو أن الأسطورة المحيطة به، والتي زرعها بجد واجتهاد وهو لا يزال على قيد الحياة، سوف تظل حية من خلال آلاف الملصقات والجداريات في الشوارع.

 

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024