الأخبار

 عزمي بشارة: المهمة الآن التصدّي لدور إسرائيل الإقليمي بأدوات نضالية جديدة

عربي| 25 يناير, 2025 - 9:58 م

يمن شباب نت

image

عزمي بشارة يلقي محاضرة في المنتدى السنوي لفلسطين، 25 يناير 2025 (العربي الجديد)

قال عزمي بشارة رئيس المركز العربي للأبحاث "إن المهمة الآن في غزة هي استدامة وقف إطلاق النار، والانتقال إلى الإعمار باعتباره الطريق الوحيد لتعزير الصمود والحيلولة دون نزوح واسع من القطاع إذا فُتِح المجالُ لذلك".

وأضاف في كلمة بافتتاح "المنتدى السنوي لفلسطين" في الدوحة، "ان التهجير هو ما تريده الإدارة الأميركية الجديدة، مشدداً على مهمة ثانية تتمثل في منع إسرائيل من التخلص من وصمة الإبادة وقبولها إقليميًا بوصفها دولةً إقليمية مقررة في رسم خرائط المنطقة".

وقال "إن العامل الأول في التصدي لهذه الصيرورة هو العامل الفلسطيني انطلاقًا من إعادة النظر في استراتيجية المقاومة، وابتداع أدوات نضالية جديدة وخطاب سياسي جديد ديمقراطي"، بالإضافة إلى تفاعل رد الفعل العربي الشعبي على شرعنة دور إسرائيل الإقليمي.

واعتبر بشارة "مواصلة السجال" بشأن المنتصر والمنهزم، أقرب إلى "حوار طرشان في فضاء افتراضي"، وقال: "أن الأوضاع في غزة لم تعُد كما كانت قبل 7 أكتوبر، دون إغفال حقيقة أن إسرائيل فشلت في تحرير الرهائن بالقوة، والقضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فضلًا عن المقاومة عمومًا".

ورأى بشارة "أن الشعب الفلسطيني كان موحّدًا خلال الحرب، فيما صمد الشرخ بين الفصائل الفلسطينية بلا حرج أو وازع من ضمير حتى في أثناء حرب إبادة، وهو أمر يقود إلى اليأس في قدرة القيادات الفلسطينية على تحقيق الوحدة".

وعلى المستوى الدولي، قال بشارة إن الحرب كشفت عن تميّز الموقف الأميركي وبروز عناصره الأيديولوجية التي تتجاوز مجرد انعكاس المصالح الاقتصادية أو الجيو-استراتيجية، مما رسم "صورة مزرية للإدارة الأميركية السابقة بسبب استعدادها غير المحدود لترديد الأكاذيب الإسرائيلية".

وعن الهدنة، أوضح بشارة "أن حكومة إسرائيل استماتت لمواصلة الحرب، وعندما استنفدت جميع خدع التملّص من الهدنة وأُسقط في يدها، استغلت كل لحظة منذ الاتفاق، حتى موعد وقف إطلاق النار من أجل المزيد من القتل والتدمير العبثيين".

وقال "لا يوجد تفسير عقلاني للرغبة في ممارسة القتل لمجرد أن الفرصة سانحة. والآن تدفع الضفة الغربية ثمن القبول الاضطراري لليمين المتطرف بالصفقة".

وتابع: "أصر البعض على مواصلة السجال بعد الهدنة بشأن المنتصر والمنهزم في هذه الحرب، والذي لا يمكن أن يخاض إلا إذا أعاد كلٌ تعريفَ الانتصار والهزيمة على هواه، ما لا يتيح سوى حوار طرشان في فضاء افتراضي".

فشل إسرائيل في غزة

وقال بشارة: "فشلت إسرائيل في تحرير الرهائن بالقوة والقضاء على حركة حماس فضلًا عن المقاومة عمومًا هذه حقيقة. وكان ظهور مقاتلي المقاومة المفاجئ من بين الركام يوم تسليم أول دفعة من الرهائن مدهشًا، مثلما كان صمودهم خلال أطول حرب خاضتها إسرائيل".

وتابع "ظلت المقاومة هي القوة الأكثر تنظيمًا في قطاع غزة، ولم تنجح إسرائيل حتى الآن في العثور على تنظيم مُوالٍ لها سوى عصابات إجرامية تُغِير على شاحنات الإغاثة".

ثمة عوامل أخرى دفعت إلى مواصلة بركان الشر الإسرائيلي -وفق بشارة- وقال "صنّاع القرار في دولة الاحتلال شعروا بالحصانة في ظل الالتزام الأميركي المطلق بدعم إسرائيل، والإدانات اللفظية والتظاهر العربي الرسمي بالعجز. وأصبحوا قادرين على اختبار تأثير المثابرة في استخدام آلات الدمار من دون وازع وتداعياتها الممكنة على فلسطين والمنطقة".

وتابع "فقررت إسرائيل تجويع غزة واتباع سياسة الأرض المحروقة فيها، ونسف منجزات الحركة الأسيرة في السجون، وتكثيف الاستيطان وقمع السكان في الضفة الغربية وإرهابهم".

وقال "كانت الولايات المتحدة وإسرائيل ضالعتين في ترتيب إقليمي استراتيجي واسع النطاق يشمل دولًا عربية، فأفسدته المقاومة، ومن هنا جاء حجم الائتلاف الذي واجهها".

واتّضحت خلال هذه المواجهة صحة فرضيتين -وفق بشارة- هما: أولا، توقع أسوأ السيناريوهات بعد 7 أكتوبر. ثانيا، أن ما بعدها لن يكون كما قبلها، على المستوى الإقليمي، وليس الفلسطيني فحسب. ولا عجب، فالرد الإسرائيلي كان الحرب شاملة، وكان الدعم الأميركي مطلقًا، وانتظر البعض في النظام الرسمي العربي أن يؤدي رد الفعل الإسرائيلي إلى القضاء على المقاومة.

والمقصود بتوقّع أسوأ السيناريوهات هو قرار إسرائيل تحويل حرب ثأرية انتقامية معنونة بـ"الدفاع عن النفس" إلى حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقد انحطت الحرب، بعد اختبار ردود الفعل الدولية والعربية بعد كل جولة من جولاتها، وصولًا إلى الشعور الإسرائيلي بمطلق الحرية لناحية استخدام وسائل القتل والتدمير بمثابرة جعلت "العالم" يعتاد حتى على الهوس الإسرائيلي في قصف المدارس والمستشفيات ومظاهر السادية، والإمعان المقصود في تجاوز المحظورات".

المصدر: العربي الجديد

| كلمات مفتاحية: غزة|إسرائيل|عزمي بشارة

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024