- بعد الكهرباء..مؤسسة مياه عدن تُحذّر من توقف خدماتها جراء نفاد الوقود وتناشد الرئاسة والحكومة بالتدخل العاجل "مؤتمر سقطرى الوطني" يعلن رفضه للزيادة التي فرضتها شركة "أدنوك" الإماراتية على أسعار الوقود إب..مقتل وإصابة ثلاثة مدنيين أثناء اشتباكات بين مسلحين في نزاع على قطعة أرض بيريم الحكومة اليمنية تدعو إلى مواقف دولية جادة لوقف الانتهاكات الحوثية بحق الأطفال مليشيا الحوثي تحتجز محامياً بصنعاء أثناء مرافعته والنقابة تستنكر الحادثة وتطالب بمحاسبة المسؤولين عنها اقترح تهجيرا دائما لفلسطينيين.. ترامب: أمريكا ستسيطر على غزة وستمتلكه السعودية رداً على ترامب: لا علاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية
مشتاق هاشم العلوي
السيناريوهات المتوقعة بين ترامب وإيران؟!
كتابنا| 22 يناير, 2025 - 3:51 م
تمثل عودة الرئيس الأمريكي "ترامب" لحكم البيت الأبيض سابقة تاريخية في المشهد السياسي الأمريكي. فترامب ليس أول رئيس يحصل على فترتين رئاسيتين ولكنه أول رئيس يحصل على الفترة الثانية بعد خروجه في نهاية الفترة الأولى.
وقد تميزت فترته الرئاسية الأولى بالكثير من المواقف الصِدامِية والقرارات العنيفة التي اتخذها، وعلى وجه الخصوص الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، ثم بعد ذلك إغلاق فترته الرئاسية الأولى باغتيال الرجل الأول داخل إيران "قاسم سليماني"، الحاكم الإيراني الفعلي لأربع عواصم عربية. لقد كانت نهاية الفترة الرئاسية لترامب هي بداية المواجهة الفعلية بين ترامب والنفوذ الإيراني، ولكن سرعان ما خسر ترامب الانتخابات أمام الديموقراطيين وغادر البيت الأبيض. والآن مع عودته مرة أخرى يبدأ التساؤل: هل سيبدأ ترامب فترته الثانية من حيث توقف عند نهاية الفترة الأولى...؟
عندما نتكلم عن إستراتيجية الرئيس ترامب المقبلة تجاه إيران، ونحاول أن نتصور السيناريو الذي سوف ينطلق منه في إدارته للأزمة مع إيران فور دخوله إلى البيت الأبيض، فإنه يجب أن نضع في اعتبارنا بأن ترامب ليس رئيساً أمريكياً عادياً، وإنما هو رئيس عنيـد، ومقـاتل، ومغـرور من طراز خاص. ويمكننا ملاحظة الكم الهائل من التصريحات الأوروبية التي تتوجس من شخصية الرجل، ويعتبره البعض خطرا وجوديا يهدد القارة الأوروبية بأكملها..!
ترامب رجل أعمال مهووس بالصفقات، ولا يقبل بأنصاف الحلول، ولا يتردد في خوض أي مغامرة. هذه هي أبرز سمات شخصيته، بما لذلك من تأثير قوي ومباشر على سياساته، ومواقفه وقراراته.
حينما نحاول قراءة المرحلة القادمة في طبيعة العلاقة بين ترامب وإيران، فمن البديهي التذكير بالقول: أن الرئيس ترامب لن يعود تحت أي ظرف إلى اتفاق 2015 النووي كما تشترط عليه إيران. هذا الاتفاق الذي وقعه سلفه الرئيس أوباما قبل نهاية فترته الرئاسية الثانية، أعترض عليه ترامب مع صعوده الرئاسة، جملة وتفصيلا، ليقرر الانسحاب منه كليا في مايو 2018 بقرار منفرد. ومن غير المنطقي أن يأتي بعد سبع سنوات ليغير موقفه بعد أن قطع البرنامج النووي الإيراني شوطًا كبيراً للأمام، وقد أصبح اليوم موضع قلق دولي كبير..!!
هذا التطور على الأرجح سوف يزيده تشدداً وتصلباً وإصراراً على تفكيك هذا البرنامج النووي وتدميره. وإذا لم يكن بالحرب، فبالشروط والإملاءات وفرض التنازلات من موقع القوة والضغط والتهديد. وهي تنازلات قد تصل، في حال رضوخ إيران لها، إلى حد الاستسلام والتوقف عن مواصلة تطوير برنامجها النووي. الأمر الذي يزيد من اهتزاز صورتها وتراجع مكانتها إقليمياً ودولياً.
وإجمالا سوف تكون تداعياته السياسية والأمنية مدمرة بالنسبة لها. لذلك أعتقد أنها لن تقبل بتنفيذ أي شروط وإملاءات أمريكية مجحفة أو تعجيزية، لأن ذلك سيعني انتحارها سياسيا، ويحرق آخر أوراقها المهمة التي ظلت لسنوات طويلة تساوم بها، وخسارة فادحة وبلا حدود لكل ما ظلت تراهن وتبني توقعاتها عليه.
في المقابل؛ من المرجح عندها أن يتحول ترامب من الخيار السلمي الذي بدأه. وحتى لا يكون متناقضاً مع نفسه أمام العالم سيعود إلى الخيار العسكري، الذي أتصور بأن خططه جاهزة للتنفيذ وتنتظر قرارا سياسيا أمريكيا بالموافقة عليها. وهنا قد يذهب ترامب إلى تفعيل القوة العسكرية ضد إيران، أما منفرداً أو بمشاركة إسرائيل، في حال ما كان لمشاركتها تأثيرا عسكريا أو إستراتيجيا من نوع آخر.
هذا الأمر سوف يكون القرار النهائي فيه مترَوكاً لترامب، لأن مثل هذه الضربة العسكرية الأمريكية العنيفة، المتوقعة ضد إيران، سوف يكون هدفها بالأساس تدمير ما يمكن تدميره من مكونات برنامجها النووي، وغيرها من الأهداف الإستراتيجية الحيوية. وربما تترافق هذه الخطة مع محاولة التأثير على الداخل الإيراني في قلب نظام الحكم الإيراني بسيناريوهات وترتيبات قد تكون جاهزة هي الأخرى، سواء من خلال القوى المعارضة للنظام في الداخل، أم بغير ذلك من الخطط والسيناريوهات الأمريكية والإسرائيلية.
وبالأخذ في الاعتبار شخصية ترامب القوية والصدامية، فليس بمستبعد أن ينتهج إستراتيجية عنيفة في التخلص من هذا الخطر على أمن أمريكا، وأمن شركائها الإقليميين، تتمثل في "قطع رأس الأفعى" الإيرانية مباشرة. الأمر الذي سيتبعه تلقائياً انتهاء خطر ما تبقى من أذرعها في هذه المنطقة، والتي لم تعد كثيرة بعد قطعها في لبنان وسوريا، وشل حركتها وتعطيلها تقريبا في العراق بضغط من إدارة بايدن في أعقاب التحركات الإسرائيلية العسكرية المؤثرة في المنطقة، مؤخرا. وهو ما أجبرها على التراجع والتوقف، وأفقدها فاعليتها كورقة ضغط إيرانية.
إن ترامب يعرف حقيقة ما هو مقبل عليه مع إيران خلال الفترة المقبلة، وما يحفزه أكثر على ذلك، تأكده بأن إيران الآن في أضعف حالاتها العسكرية، والسياسية والمعنوية، وفي ذروة تراجع دورها وانحسار نفوذها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ما تعانيه إيران اليوم، من شعور رهيب بالصدمة والإحباط، واليأس، لم يسبق له مثيل، بعد خسائرها الفادحة والمتلاحقة في لبنان وسوريا، وانهيار مشروعها الإقليمي وخسارة كل رهاناتهـا التي ظلت تحارب من أجلها طيلة عقود طويلة. وتأتي الهزيمة الخارجية لإيران، مع حالة احتقان متزايد في الداخل الإيراني، ربما يكون هو الآخر في حالة غير مسبوقة من التوتر والسخط والغليان، بسبب سياسات النظام التي كلفته الكثير وأوصلته في النهاية إلى هذه النتائج المحبطة والمؤسفة.
ويعتبر تصدع الداخل الإيراني، وغموض أوضاعه السياسية، وما يحتمل أن تكون عليه ردود أفعال المجتمع، هو أيضاً ورقة أخرى من بين الأوراق التي يعقد عليها ترامب رهاناته، ويبني على أساسها قراراته المقبلة في التعامل مع إيران.
في نهاية المطاف؛ يدرك ترامب انه أمام فرصة لن تتكرر، وأنه سوف يكون مخطئا إن أهدرها وتركها تفلت من بين يديه. ولهذا كله؛ فإن الفترة المقبلة له سوف تكون مشحونة بالكثير من الأحداث الكبيرة، والصدمات العنيفة التي قد تأخذ الشرق الأوسط كله وراءها نحو المجهول. الرئيس ترامب يريد أن يدخل التاريخ، وقد تكون حربه المقبلة على إيران أحد هذه الأبواب المشرعة أمامه.
مقالات ذات صلة
أراء | 5 فبراير, 2025
كيف يعمل عقل ترامب وما علاقة قناة بنما بغزة؟
أراء | 4 فبراير, 2025
السر في القيادة
أراء | 4 فبراير, 2025
الشرع والموعد السعودي
أراء | 2 فبراير, 2025
لماذا يتوقف الأمر على دور سعودي فعال في إنهاء الحرب في اليمن؟
أراء | 1 فبراير, 2025
لا خيار غير الرفض!
أراء | 24 يناير, 2025
كيف ستكون علاقتنا مع ترامب؟