- هل تتغير إستراتيجية واشنطن في مواجهة الحوثيين باليمن؟ تقارير أمريكية تضع سيناريوهات جديدة منها "استهداف القيادات" أبين.. مشادة كلامية تودي بحياة شاب طعنًا بالسكين والشرطة تضبط الجاني برنامج الأغذية العالمي يؤكد حاجته لتمويل بقيمة 16.9 مليار دولار برشلونة يتعثر أمام سيلتا فيغو وأتليتيكو مدريد ينجو من فخ ألافيس غزة.. استشهاد 120 فلسطينيا خلال 48 ساعة والاحتلال يجبر سكان حي الشجاعية على النزوح اليمن.. الأرصاد يتوقّع هطول أمطار متفاوتة الشدّة خلال الساعات القادمة الأمم المتحدة: فرص الحد من الإصابة بالكوليرا في اليمن لا تزال مقيّدة
جمال أنعم
عيد الأعياد
أراء| 25 سبتمبر, 2024 - 3:35 م
هو عيدنا الأكبر، وذكرانا المجيدة، الفرح به شرف الأحرار، وعز الثوار، والاحتفال فعل مقاومة، نوقد الشعلة في القلب، ثورة لا تعرف الانطفاء.٢٦ سبتمبر الحدث والحديث، والخطبة وفصل الخطاب.
لا شيء ممنوع غير الكلام خارج السياق، وغير كل صوت "يهرف بما لا يعرف" وكل قول يهزمنا وينتصر للعدو، وكل جلبة تشوش بهجتنا بعيد الأعياد وتصرف الانتباه نحو السفاسف لا الى ما هو جوهري في هذا الصراع المرير.
لا شيء ممنوع غير الغباء المجلبب والبلاهة المعممة. والسفسطة البعيدة عن مقتضيات المعركة وموجبات المواجهة .
لا نحتاج من يعلمنا آداب الاحتفاء بذكرى ثورتنا الباسلة ، تعلمنا أبجدية الثورة منذ الولادة تتلمذنا على يد الشهداء ولدنا وكبرنا تحت سارية العلم، برؤوس عالية وقامات تطول، وعشنا كل يوم ثورة وهتافا ونشيدا:
رددي أيتها الدنيا نشيدي
ردديه وأعيدي وأعيدي
واذكرى في فرحتي كل شهيد
وامنحيه حللا من ضوء عيدي
من يسلبنا عيدنا الآن ونحن نقاتل كي نستعيد السعيدة ؟
من هذا الذي استيقظ بعد ٦٢ سنة كي يصادر العيد ويقوض النشيد ويبخس العلم ويقيء على الشعلة ويراها عبادة نار وطقسا فارسيا لا أكثر.
يخطئ الخطيب والواعظ عندما يفتقر الى الوعي السياسي والذكاء الاجتماعي والثقافة العامة، اذ تجده واقفا على السطح في تناوله للقضايا عموما. لا يستطيع النفاذ الى ما هو مهم، ويسارع لإطلاق أحكامه الخاصة دونما تبصر أو ادراك.
إيقاد الشعلة طقس رمزي يحيل على معنى ثوري واضح لا يحتاج الى شرح أو توضيح، نحن لا نقدس النار وانما نمجد روح الثورة المتقدة، نشعلها في النفوس والعقول، يقظة ضمير وحس، الشعلة رمز يختزل معاني كثيرة دالة محرضة وملهمة "المشاعر" في الحج وهي جمع مشعر أي علامة ونحن نؤديها تخليدٌا وتمجيدٌا وتكريمٌا واحتفاءٌ بعظمةِ دورِ الإنسانِ ومكابداتِهِ وتضحياته في وِجهتِهِ إلى الله..
إنها من محدداتِ الطريق, علاماتٌ هاديةٌ, ونقاطُ ارتكازٍ، هي المِهَادُ الذي تأسَّسَ عليهِ البناءْ, وهي مواريث النبوة التي ألْهَمَتْ، ومازالت، تُلهمُ البشريةَ حقيقةَ العبوديةَ للهِ, ومعنى إسلامِ الوجهِ والوِجْهَةِ لهُ وحدَه.
إن تعظيمَ تلكَ الشعائرِ يتطلبُ حضوراً رُوحيّاً مُدْرِكاً، يستبْطِنُ المعانيَ العميقةَ، متجاوزا المُلامَسةَ الحِسِّيِّةَ والتَّمَسُّحَ الظاهريَّ بِقصدِ البركة.
الحجُّ بدونِ حضورِ الروحِ ونفاذِ الرؤيةِ، والدخولِ في العوالمِ المترابطةِ للشعائرِ والمناسكِ، وبدون الاندماجِ الروحيِّ والوجدانيِّ عند تأديتها، يغدو مجردَ ركضِ أجساد، مجردَ جُهدٍ عضليٍ يقْصُرُ عن بلوغِ كثيرٍ من مقاصدِ الحجّ. ولربما تشوشت الرؤية لدى الجاهل اعمى البصيرة حد أن يراها مجرد أداءات وثنية مربكة.
والثورات تواصل الحياة في صورة رمزيات مجسدة للحرية والكرامة والتضحية والفداء والبطولة والانتصار والكبرياء الجمعي وكل الفضائل والقيم العظيمة .
"تسقط الكائنات وتبقى المعاني" بحسب أحمد ضيف الله العواضي. ونحن نحتفل بالمعنى الباقي من ثورة السادس والعشرين من سبتمبر .
نعلن تعهدنا مواصلة الكفاح ، بقاءنا مشتعلين في مواجهة هذه الإرتدادة الظلامية المدججة بالخرافة والسلاح .
نغني للحرية، نهتف لليمن الكبير، نحيي الأرواح الباذلة على درب الخلاص.
واذ تخرج مدائننا الحبيسة بزهو وطن أبي للاحتفال بذكرى الثورة مهددة الحوثي ومثيرة رعبه وقلقه ودافعة إياه للجنون والقيام بحملات اعتقالات مسعورة.
من الخبال مساعدته بسفه في خنق تلك الروح. ومنحه ما يسنده في منع مظاهر الاحتفاء وتبرير قمعه وتبخيسه للثورة والثوار.
هي الثورة مذ كانت كلمة، شهادة، قصيدة، أغنية، نار ونور، "ودم تتمشى في الأعالي فضائله " بحسب أبي حبيب عامر السعيدي.
اليوم توقد الشعلة مأرب وهي مهرجان متواصل بأعياد ثورتها الظافرةً، كان أمسها عرضا عسكريا مهيبا بدت فيه بكامل الأناقة واللياقة والتوثب والامتلاء، أهاب اللواء سلطان العرادة بالجميع باكرا للمبادرة بالاحتفال. وهو يرنو الى "فجر جمهوري جديد يشرق من أعالي البلق".
(من صفحة الكاتب)
مقالات ذات صلة