المقاومة الشعبية.. السبيل إلى معركة الخلاص

طريق المقاومة الشعبية هو طريق الخلاص والحقيقة التي كنا قد نسيناها وسط زحام الأحداث وتقلبات الأوضاع، حشود المقاومة الشعبية اليوم في المحافظات والمديريات تعود بها إلى ذكرى نضال لم يكتمل وتعيدنا إلى نقطة البداية حيث لا خيار إلا المقاومة. 

الزخم الذي نراه اليوم يردنا إلى أنفسنا وإلى الخيار الذي سلكته المقاومة الشعبية نحو استعادة الأرض وكسر شوكة المشروع الحوثي سابقًا؛ ولا يختلف اثنان على ان الطريق نحو الخلاص يمر من قلب القرى من تلك الوجوه الغبر التي ملت حالة اللاسلم واللاحرب من الأيادي التي تنتظر لحظة التحرير بفارغ الصبر من العيون التي تترقب عودة الحياة إلى نصابها وهو الطريق الذي صنع الفرق في السنوات الماضية حينما زحفت المقاومة الشعبية وأعادت الحوثي إلى حجمه الطبيعي وأجبرته على التراجع والتقهقر لكن التوقف والركود منحاه فرصة للعودة وأعاد له زمام المبادرة

اليوم نحن أمام لحظة الحقيقة إذ لا بد من إعادة النظر في أولوياتنا، فالمقاومة ليست خيارًا مؤجلا بل هي المعركة التي يجب أن تخاض اليوم قبل الغد لأنها السبيل الوحيد لإنهاء هذه الدوامة من الاستنزاف المعنوي

وأعتقد أن ترك الساحة للمراوغات السياسية والتفاهمات الهشة لم يزد الوضع إلا تعقيدا والمراهنة على الزمن لم تثمر إلا مزيدا من المعاناة والمقاومة هي التعبير الأصدق عن إرادة الشعب، لأنها نابعة من الأرض ومن الناس من أولئك الذين يدفعون الثمن الأكبر لهذه الحرب الطويلة فلا خلاص حقيقي إلا بالمقاومة ولا طريق إلى الدولة إلا عبر استعادة الحق المسلوب ولا استعادة للحق إلا بإرادة لا تعرف الضغوط السياسية

الحشود الكبيرة التي تجمعت في المخا تثبت أن اليوم هو يوم القرار، يوم العودة إلى طريق المقاومة إذ لا بديل عن الانتصار، ولا مجال للرهان على أوهام السلام المجتزأ ولا يجب أن نترك مستقبلنا رهينة بيد من لا يؤمن إلا بالقوة والطريق، كما كان دوما، واضح لا لبس فيه المقاومة الشعبية ولا شيء سواها.