الأخبار
Image Description

سلمان المقرمي

قادة بلا عمل!

‫كتابنا‬| 25 مارس, 2025 - 12:36 ص

عاد رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة إلى عدن  قبل أسبوعين، ومازال هناك ويتوقع أن ينهي زيارته إلى عدن بعد عيد الفطر المقبل، قبل العليمي زار عدن نائبه عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الانفصالي، وقبلهما زارها أحمد عوض بن مبارك. بدلا من أن تكون الزيارات لقادات الحكومة إلى الخارج نادرة وقصيرة ومحكومة بأعمال معينة لعدد محدود من الوزراء والمسؤولين، وأكثر أعمالهم في عدن، هؤلاء يعملون العكس، حيث يقيمون أياما أو أسابيع على الأكثر في عدن وبقية السنة في الخارج. 

منذ عودة هؤلاء شنت الولايات المتحدة موجة جديدة من الهجمات التي تستهدف القدرات البحرية الحوثية، بتطور لافت يشمل أيضا استهداف قيادات حوثية عكس ما كانت تقوم به إدارة بايدن. 

هذه التطورات جاءت أيضا مع فرض عقوبات أمريكية على شركات تجارية حوثية وبنوك ومؤسسات صرافة بما فيها بنك اليمن والكويت. كما دخل التصنيف الأمريكي لمليشيا الحوثي في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية حيز التنفيذ وهو تصنيف يحد بشدة من العلاقات مع مليشيا الحوثي تجاريا ودبلوماسيا. 

خلال عودة الثلاثة العليمي والزبيدي – وهذا غادرها قبل أيام عائدا إلى أبوظبي حيث إقامته الأثيرة- لم يعقدوا أي اجتماع رسمي لمناقشة أي من مهامهم، كما لم يعملوا على أي شيء لمواجهة ما يمكن أن تخلفه العقوبات الأمريكية على الحوثيين، ولا صاغوا حتى على المستوى النظري أي خطط لما قد تسببه الغارات الأمريكية على مليشيا الحوثي. 

أكثر من ذلك، الصيف على الأبواب ودرجات الحرارة مرتفعة وعدن غارقة في الظلام وبقية المحافظات أيضا، ولم يستطع مجلس القيادة عقد اجتماع واحد في عدن أو حتى على المستوى الافتراضي بالنت. والأدهى، فشل مجلس الوزراء في عقد اجتماعاته الأسبوعية، وقد مرت أشهر عديدة على آخر اجتماع لمجلس الوزراء، كما مرت أشهر طويلة أيضا على آخر اجتماعات مجلس القيادة. 

إن التطورات المهمة في اليمن، وخاصة ما يتعلق بتصنيف الحوثي منظمة إرهابية أجنبية، والهجمات الأمريكية التي قد تطال قيادات حوثية، وسلسلة العقوبات التي بدأت تصدرها الخزانة الأمريكية على الحوثيين أدت مثلا إلى استعداد بنوك كبرى للانتقال إلى عدن، وهو تطور كاد أن ينهي الهدنة السنة الماضية عندما كان بقرار حكومي، لم تر فيها الحكومة بعدن أي شيء يجعلها في الميدان. 

بدلا من العمل ليل نهار للتحرير وبناء مؤسسات الدولة اقتصر نشاط رشاد العليمي على مقابلة صحفية، معلوماتها يفترض أن تكون قد قيلت قبل اندلاع الحرب الأولى في صعدة خاصة تلك التي يزعم رشاد العليمي أنها أدلة صارت متوفرة لديه عن الدعم الإيراني للحوثيين. 

لا يمكن تفسير تعطيل وتدمير مؤسسات الدولة اليمنية على يد قادتها مثل العليمي والزبيدي وبن مبارك وغيرهم إلا أنهم يخدمون عائلاتهم بطريقة مهينة على حساب الشعب اليمني، ولذا فإن أي تطورات متعلقة بالسياسة الإقليمية والدولية ضد الحوثيين لن يكون لها أثر حاسم على إضعافه، بينما تعجز القيادة اليمنية عن تنظيم أعمالها أو حتى مزاولتها رسميا، وهو ما يعني بوضوح إلى أن مؤشرات انهيار الحكومة والشرعية أقرب بآلاف المرات من انهيار الحوثيين.

مقالات ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024