- في ختام زيارة إقليمية.. رئيس بعثة "أونمها" يجدد التزامه ببذل كل الجهود لإحلال السلام والاستقرار في الحديدة طفل يُنهي حياته في ظروف غامضة بإحدى بلدات محافظة إب مسؤول محلي: مليشيا الحوثي تُعيّن شخصيات مرتبطة بالمخابرات الإيرانية لإدارة الملف الأمني في الحديدة الجيش الوطني يعلن إحباط محاولة تسلل حوثية شمال شرقي تعز الرئاسي اليمني يدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من أنشطة الحوثيين الإرهابية مانشستر سيتي يجدد ثقته بمدربه غوارديولا لعاميين غزة.. الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مستشفى كمال عدوان مجددا وينشر معلبات سامة لقتل السكان
حافظ الهياجم
رسائل تعز من احتفالاتها البهيجة بذكرى الثورة
كتابنا| 26 سبتمبر, 2024 - 8:18 ص
لا يعرف أحد قدر سبتمبر إلا من اختلطت دموعه بأفراحه، وراح يكتب مشاعره كقصيدة عصماء على نواصي الجبال وفي أرصفة الشوارع وفوق رفوف أسراب السيارات المحتفلة. لا مارةَ اليوم في تعز، كل شوارعها محتفلة ومبتهجة، لا صوت إلا الثورة، لا مارد إلا السادس والعشرون، لا وهج إلا الضوء القادم من قاهرةِ الأعداء، أو الصاعد من شرر بنادق الغاضبين في هذه المدينة الحرة.
بذكرى السادس والعشرون تتوقف السجالات وتنتهي الضغائن ويُصفدُ السلاليون، وتقف تعز على أقدامها بشموخ المارد وعنفوان الثائر، مخضبةٌ بألوان العلم، مكللةٌ بأمجاد الجمهورية، محروسةٌ بوعي أبنائها، بتوقهم للكرامة، برضاعتهم للكبرياء، بأهازيجهم التي تُدرِّسُ العالم أبجديات النضال.
تعز حاملة المشروع ورافعة النضال وحاضنة إرث الأحرار. وحدها من تمسح الجروح النازفة وترأب الجدران المتصدعة وتعيد للثوار الآباء اعتبارهم. ولو شاء القدر أن يريهم من آيات صنائعهم الكبرى لليمنيين لأراهم تعز؛ كيف تنافح عن قيمهم؟، وتقاتل عن معتقداتهم، وتصون مكتسباتهم، وتفدي تضحياتهم بالغالي والرخيص.
من قال إن فاقد الشيء لا يعطيه؟؛ ها هي تعز المحاصرة تحاصر السلالة بالأفكار التي تحمل بداخلها فناء مشروعهم، وتقض مضاجع الكهنوت بأنوار الحرية ومشاعل الكرامة، وثورة السيادة التي أوجبت بأن الشعب هو السيد، وأن الإنسان اليمني يرفض ويأنف ويأبى أن تخضع رقبته لطاغية، أو يحني رأسه لظالم، أو يمنح حقه لأسرة، أو لعائلة، على غرار ما قال الزبيري:
أتعنو لطاغيةٍ جبهتي؟
فمن هو؟ من أصله؟ من أبوه؟
وتعز التي حُرمت كل شيء، وهبت اليمن كل شيء: الثورة، والوحدة، كما وهبته الوقوف بالجانب المشرق من التاريخ، على طول تاريخها الطويل.
لن يعرف اليوم سبتمبر الأب، سبتمبر 1962؛ إلا من عاش ذكرى هذه اللحظة الخالدة في تعز، في قلعة القاهرة، وفي شارع جمال عبد الناصر، وفي جولة الإخوة وصولاً إلى مدرسة الشعب، وكل شوارعها الكبيرة وأزقتها الضيقة..
وهذا الحراك، وتلك التفاعلات والانفعالات، هي ما تخيف الطغاة المحليين من هذه المدينة (تعز)، كما تخيف الأوصياء الخارجيين منها، لأن هذا التظاهر الآسر والخلاق جديرٌ بأن يبعث الطمأنينة في أن اليمن لا زالت مسنودة بالرجال الأحرار، اللذين ما ينفكون عن الذود عن لحظاتهم التاريخية، وهم بذلك يرسلون الرسائل المتعددة التي تفيد بأن اليمن بخير، وسبتمبر 26 بخير.
أنا مؤمن أن هذا المشهد، وإن كان ما فيه من الاحتفاء والبهجة ما فيه؛ إلا أنه لا يخلو من الغضب والحنق، ومن التعبير عن الامتعاض جرّاء انحراف بوصلة الصف الجمهوري. كما هو ردة فعل على ما يعيشه اليمنيون في المناطق الخاضعة لسيطرة السلالة الإمامية، وحرمانهم حق التعبير، حتى الابتهاج بذكرى ثورتهم الكبرى (سبتمبر). وكأن تعز تحتفل بالنيابة عن جميع المحرومين، والمخذولين، وتجدد العهد دائماً وأبداً بالوفاء بأهداف الثورة، والاستمرار في مقارعة خصومها.
فهل يتلقط مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والجيش الوطني، وحلفاء اليمن؛ رسائل هذه التظاهرات الوطنية الضخمة في مدينة تعز؟
مقالات ذات صلة
أراء | 16 نوفمبر, 2024
عن خيار المقاومة الذي ننظر باحترام إلى إنجازاته ونهرب من تبعاته
كتابنا | 16 نوفمبر, 2024
لا ثومة ولا بصل.. تفاح
كتابنا | 15 نوفمبر, 2024
تعز بعد فتح المنفذ!
كتابنا | 8 نوفمبر, 2024
الثابت والمتحرك في الشرعية اليمنية؟
أراء | 3 نوفمبر, 2024
ما المتغير في التحركات العسكرية والدبلوماسية الأمريكية في الساحة اليمنية؟
أراء | 5 أكتوبر, 2024
الثورة التي تأخرت الف عام!