













سبتمبر

الشهر الوحيد الذي يعرفه اليمنيون باسميه هو أيلول/سبتمبر. الأكثرية تخلط بين أسماء الأشهر الميلادية والسريانية. ربطت عن كبار السن أيام الغبار باسم «تموز»، لا أعرف هل هو نفسه «إبريل» أم «رجب»؟.

تجارب الدول تُظهر أن الرموز السياسية ضرورة وجودية، تمنح الأجيال هوية واضحة وتوفر للأنظمة جدارًا نفسيًا يحميها من محاولات الاختراق أو العودة إلى الماضي. الدول التي تمتلك رموزًا حية تستطيع إنتاج خطاب وطني جامع، بينما الدول التي تهمل رموزها تُترك شعوبها ضائعة في فراغ الذاكرة والارتباك والتيه.

تتعرض إيران وحزب الله لإذلال مخز يشنه عليها من جعلوا منها أكبر سفاح على وجه الأرض في الألفية الجديدة، بحق العرب في اليمن، والعراق والشام، ويتعرض الحوثي لذات الإذلال لكن بطرق أقل سوءا من حزب الله وإيران، غير أنه شعبيا يتعرض لإذلال أشد.

بذكرى السادس والعشرون تتوقف السجالات وتنتهي الضغائن ويُصفدُ السلاليون، وتقف تعز على أقدامها بشموخ المارد وعنفوان الثائر، مخضبةٌ بألوان العلم، مكللةٌ بأمجاد الجمهورية، محروسةٌ بوعي أبنائها، بتوقهم للكرامة، برضاعتهم للكبرياء، بأهازيجهم التي تُدرِّسُ العالم أبجديات النضال..

هو عيدنا الأكبر، وذكرانا المجيدة، الفرح به شرف الأحرار، وعز الثوار، والاحتفال فعل مقاومة، نوقد الشعلة في القلب، ثورة لا تعرف الانطفاء.٢٦ سبتمبر الحدث والحديث، والخطبة وفصل الخطاب.

كان لليمنيين بصمات واضحة في التاريخ الإسلامي وحضور فاعل في حاضرة الخلافة الإسلامية الأموية والعباسية، إلى أن أنحرف مسار الخلافة ودب التفكك في كيان السلطة فتفككت الأمصار وتعددت التوجهات السياسية والدينية التي نخرت في جغرافيا الجزيرة، وكان اليمن أحد ضحايا التشظي.