غارديان: تزايد الضغوط على شرطة لندن بسبب تعاملها العنيف مع الاحتجاجات المؤيدة لغزة

قالت صحيفة الغارديان أن شرطة العاصمة البريطانية لندن تواجه تساؤلات متزايدة بشأن تعاملها مع الاحتجاج المؤيد لفلسطين في وسط المدينة والذي تم خلاله اعتقال أكثر من 70 شخصا.

وبحسب تقرير للصحيفة ترجمه "يمن شباب نت"، أصبح زعماء النقابات العمالية أحدث مجموعة تكتب إلى وزيرة الداخلية، إيفايت كوبر، مطالبين بإجراء تحقيق مستقل في "التعامل القمعي والعنيف من جانب الشرطة" في مظاهرة 18 يناير/كانون الثاني.

وتبعت رسالتهم رسائل أخرى وجهها خبراء قانونيون وأعضاء في البرلمان ونبلاء واللجنة البريطانية الفلسطينية، إلى كوبر، حيث قدموا نفس المطلب ودعاوا أيضًا إلى مراجعة التشريع الذي يحد من الاحتجاج، والذي قدمته الحكومة المحافظة.

وأعربت منظمة العفو الدولية أيضًا عن مخاوفها بشأن ممارسات الشرطة، بينما قالت عضو حزب الخضر في جمعية لندن زوي جاربيت في اجتماع لجنة الشرطة والجريمة في الجمعية إنها تلقت اتصالات من أكثر من 150 شخصًا وصفوا حوادث الاحتجاز والعنف من جانب الشرطة تجاه الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن.

وفي بيان صدر بعد المظاهرة، زعم قائد الشرطة آدم سلونيكي، الذي قاد عملية حفظ الأمن، إن هناك "جهدًا متعمدًا، بما في ذلك من جانب منظمي الاحتجاج، لخرق الشروط ومحاولة الخروج من منطقة وايتهول". ووصف ذلك بأنه "تصعيد خطير في الجريمة".

وقد مرت المسيرات السابقة، التي أقيمت منذ أن شنت إسرائيل هجومها على غزة بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي شنته حماس، دون وقوع حوادث إلى حد كبير، وكانت العلاقات بين الشرطة والمنظمين في حملة التضامن مع فلسطين (PSC)، تعتبر ودية.

ولكن القيود التي فرضت على طريق المظاهرة الأخيرة والتي منعت المسيرة إلى مقر هيئة الإذاعة البريطانية، إلى جانب عدد الاعتقالات ــ بما في ذلك اعتقال كبير منظمي المظاهرة، كريس نينهام من تحالف' أوقفوا الحرب' ــ أدت إلى توتر العلاقات.

ووجهت إلى نينهام تهمة الإخلال بالنظام العام، كما وجهت إلى مدير مركز الخدمة العامة بن جمال، في حين قيل إن 60 من أصل 77 شخصا تم القبض عليهم انتهكوا الشروط المفروضة، والتي قالت شرطة العاصمة إنها كانت لحماية كنيس يهودي بالقرب من مكاتب هيئة الإذاعة البريطانية.

وقالت الشرطة إن الأشخاص الستين اخترقوا خطوط الشرطة، لكن المتظاهرين، بمن فيهم نائب زعيم الحزب الأخضر زاك بولانسكي، قالوا إن الاعتقالات تمت دون سابق إنذار لوجودهم عن غير قصد خارج المنطقة المسموح بها غير المحددة بشكل جيد.

وقال بولانسكي لكاتب العمود في صحيفة الغارديان أوين جونز إنه تدخل عندما حاولت الشرطة منع امرأة في أواخر الستينيات أو أوائل السبعينيات من عمرها من مغادرة منطقة التجمع للذهاب إلى المرحاض، بينما زعم أحد مندوبي حملة أوقفوا الحرب أنهم منعوا الضباط من اعتقال فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا تحمل لافتة بتهمة انتهاك قانون النظام العام لأنها وصلت قبل وقت التجمع المسموح به.

وتقول الرسائل المختلفة إن شرطة العاصمة اتهمت زورا المتظاهرين الذين يحملون الزهور - بمن فيهم زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين ومستشاره في حكومة الظل جون ماكدونيل - باقتحام خطوط الشرطة بينما أظهرت لقطات فيديو أن الضباط سمحوا لهم بالمرور في البداية.

يقول قادة النقابات العمالية من اتحاد الخدمات العامة والتجارية (PCSU)، واتحاد عمال الاتصالات (CWU)، واتحاد الجامعات والكليات، ونقابات النقل RMT وTSSA وAslef: " ندرك أن السلطات القمعية التي استخدمتها الشرطة يوم السبت تنبع من جهود الحكومة المحافظة السابقة للحد من حريتنا في الإضراب والاحتجاج".

وقال الممثل البريطاني المصري خالد عبد الله، بطل فيلمي The Crown وThe Day of the Jackal، إن إجراءات الشرطة تذكره بتلك التي شاهدها في مصر.

ومع الإعلان عن تنظيم المسيرة المقبلة في 15 فبراير/شباط، فمن المؤكد أن استجابة الشرطة ــ قبل المسيرة وفي يومها ــ سوف تخضع لمزيد من التدقيق.