البيضاء.. الحوثيون يفرجون عن ثلاثة قياديين متهمين بجريمة تفجير منازل "حي الحفرة" في رداع

 

أفرجت ميلشيات الحوثي، المدعومة من إيران، عن ثلاثة من قياداتها الأمنية المتهمة بالإشراف على تفجير منازل حي الحفرة بمدينة رداع، محافظة البيضاء وسط اليمن، خلال شهر رمضان العام الماضي.

وفي 19 مارس/ آذار 2024 فجرت ميلشيات الحوثي عدد من المنازل فوق ساكنيها في رداع، أسفر عن مقتل 16 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وعدد من الجرحى، بعد حملة عسكرية للحوثيين نهار شهر رمضان.

وأفادت مصادر محلية "ان إفراج الحوثيين عن قيادات أمنية حوثية متهمة بجريمة تفجير منازل حي الحفرة في رداع، بعد عام من حدوثها أثار غضب أهالي الضحايا واستنكار واسع لدى السكان".

وكشف مصادر لـ"يمن شباب نت"، أسماء القيادي الحوثية الثلاثة التي أفرجت عنهم ميلشيات الحوثي وقالت "أن قرار الإفراج جاء بتوجيهات مباشرة من مكتب زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي".

وقالت المصادر "أن من بين القيادات الحوثية المفرج عنهم، محمد صالح العوكبي، يعرف بكنية "أبو حسين الهرمان" وكان قائدا الأمن المركزي بمحافظة البيضاء ومدير التحريات بمديريات رداع، وهو الذي كان السبب الأول بجريمة قتل ارتكبها صهرة".

بالإضافة إلى القيادي الحوثي أبو صالح سران، الذي كان مديرًا لأمن مديريات رداع، وأيضاً مجلي الجوفي، المعين سابقًا مديرًا لأمن مديرية ولد ربيع. وفق مصادر "يمن شباب نت"، وهؤلاء القيادات الثلاثة كانوا يعملون في البيضاء وتلاحقهم تهم عديدة بانتهاكات في حق أهالي البيضاء. 

استفزاز أهالي البيضاء

وجاء قرار الإفراج الاثنين 9 رمضان الجاري، أي بعد نحو عام من جريمة تفجير منازل حي الحفرة في رداع والتي أودت بحياة مدنيين، وهو ما اعتبره سكان المدينة تحديًا واستفزازًا لمشاعر أهالي الضحايا، ورسالة استخفاف بأبناء محافظة البيضاء عمومًا.

وأعرب أهالي مديريات رداع -تحدثوا لـ"يمن شباب نت"- عن استنكارهم لهذه الخطوة، مشيرين إلى أنهم كانوا يترقبون تنفيذ وعود الجماعة باعتقال جميع المتهمين في الجريمة وتقديمهم للمحاكمة العادلة.

وقال السكان انهم، فوجئوا بإفراج ميلشيات الحوثي عن المتهمين الثلاثة "دون أي إجراءات قضائية"، وكانت قد اعتقلتهم بعد جريمة تفجير منازل حي الحفرة برداع.

وعلى راس المتهمين المسؤول الحوثي، أبو حسين العربجي، مدير شرطة محافظة البيضاء السابق، إلى جانب القيادات الحوثية الثلاثة الذين أفرج عنهم.

وتداول ناشطون حوثيون في مواقع التواصل الاجتماعي صورًا للمفرج عنهم، وهم في ضيافة أبو حسين العربجي، المتهم الرئيسي في الجريمة، وسط تهانٍ بالإفراج عنهم. وهو ما اعتبره أهالي رداع "استفزاز واستهانة بدماء الناس من قبل الحوثيين".

قصة تفجير منازل حي الحفرة

وفجرت ميلشيات الحوثي منزل لأسرة "الزيلعي" وعلى إثرة تهدمت منازل أخرى ملاصقة للمنزل وقتل نحو 16مدنياً بينهم نساء وأطفال، وأثارت الجريمة غضب واسع حينها لدى اليمنيين.

وفي تفاصيل الجريمة، والتي بدأت في جريمة قتل ارتكبها صهر القيادي الحوثي أبو حسين الهرمان العوكبي -أحد المفرج عنهم- بحق المواطن سيف إبراهيم الزيلعي دون أي ذنب، حاولت أسرته البحث عن حقه من سلطات الحوثيين لكن دون فائدة.

ويوم الاثنين 18 مارس/آذار 2024، شاهد عبد الله إبراهيم الزيلعي قاتلَ شقيقه فوق طقم عسكري للحوثيين فأطلق النار عليه وقتله وشخصا آخر بجانبه، عقب الحادث، توجهت قوة أمنية إلى حارة الحفرة في رداع للقبض على "الزيلعي" ولكنه كان قد فر خارج المدينة.

حاصرت قوات ميلشيات الحوثي منزل عائلته، حتى صباح اليوم التالي السابع من رمضان، والذي يوافق 19 مارس/ آذار 2024 فجرت قوة تتبع الحوثيين بيت الزيلعي، وأدى تفجير المنزل إلى تهدم بيوت ملاصقة له كبيت آل ناقوس واليريمي ومجاهر، وقتل 16 مدنياً وأصيب آخرون بينهم نساء وأطفال.

وعقب الجريمة اعترفت ميلشيات الحوثي بالجريمة واعتبرته "خطأ فردي" وشكلت لجنة للتحقيق من عدد من قياداتها وأقالت مسؤولين ومشرفين حوثيين في البيضاء، لكن حقوقيين اعتبروها امتداد لجرائم الحوثيين الممنهجة في تفجير منازل خصومهم.

ومنذ سيطرة الحوثيين على صنعاء وعدد من المحافظات، وثقت منظمات حقوقية، تفجير ميلشيات الحوثي نحو 900 من منازل قيادات الدولة والجيش والأمن والسياسيين والإعلاميين والمشايخ والمواطنين في 16 محافظة يمنية.