الأخبار

بعد اتفاق غزة.. هل ستتوقف مغامرات مليشيات الحوثي الخارجية؟

تقارير | 18 يناير, 2025 - 6:10 م

يمن شباب نت- خاص

image

مع اقتراب نهاية الحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، لا يبدو أن مغامرات مليشيا الحوثي الإقليمية ستتوقف قريباً، في وقت تتصاعد فيه التهديدات الإسرائيلية بشن المزيد من الضربات ضد البنية التحتية الضعيفة في اليمن.

ففي خطابه الأسبوعي الأول بعد إعلان دولة قطر توصل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والاحتلال إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والذي سيدخل حيز التنفيذ صباح غد الأحد لم يعلن عبدالملك الحوثي نية مليشياته وقف الهجمات البحرية أو الهجمات الأخرى بالصواريخ والطيران المسير على الكيان الإسرائيلي.

وقبل ساعات من دخول اتفاق غزة حيز التنفيذ؛ قال الناطق العسكري الحوثي يحيى سريع، اليوم السبت، أنهم نفذوا "عملية عسكرية نوعية استهدفت ما تسمى وزارة دفاع العدو في يافا المحتلة"، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو اعترض صاروخا أطلق من اليمن.

وكان الحوثي قد قال في خطابه الخميس الماضي:"سنتحضر لأي جولة قادمة لإسناد الشعب الفلسطيني. موقفنا بشأن الوضع في غزة مرتبط بموقف إخوتنا في الفصائل الفلسطينية ومستمر معهم من مرحلة تنفيذ الاتفاق الأحد المقبل، وسنبقى في مواكبة لمراحل تنفيذ الاتفاق وأي تراجع إسرائيلي أو مجازر وحصار سنكون جاهزين مباشرة للإسناد العسكري للشعب الفلسطيني".

عناوين جديدة

في خطابه، قال الحوثي إن مليشياته ستتصدى لأي محاولات انتقامية من "الإسرائيلي أو الأمريكي أو من يدور في فلكهم أو أي محاولات لإبعاد بلدنا عن توجهه الجهادي المتحرر".

وفيما كانت مليشيا الحوثي تربط هجماتها البحرية منذ نوفمبر 2023 بوقف الهجمات على قطاع غزة، فقد تحدث عبدالملك الحوثي عن أن مليشياته ستواصل الهجمات إذا خرقت دولة الاحتلال الاتفاق الذي يمتد على مراحل تبدأ الأولى منه يوم الأحد القادم ومدتها 42 يوماً.

كما كشف الحوثي عن مخاوف جديدة تتعلق بمواقفه تجاه الهجمات البحرية بقوله: "هناك مسؤولية في العمل المستمر، لأن للأعداء أجندتهم المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية وضد جبهات الإسناد" في إشارة إلى المحور الإيراني.

وتعرضت ما تعرف بجبهات الإسناد وفق التوصيف الإيراني لضربات كبيرة، إذ خسر حزب الله قادته وجزءا رئيسا من تنظيمه وكثيراً من مخازنه، ووافق في نوفمبر الماضي على اتفاق وقف إطلاق النار منفرداً دون غزة.

كما تعرضت المواقع الإيرانية في سوريا لغارات مكثفة من الاحتلال، وأدت الثورة السورية إلى إنهاء نظام الأسد وطرد المليشيات الإيرانية، وهو ما اعتبر ضربة قوية لمشروع الهلال الشيعي الإيراني الذي كان قائماً منذ عقدين على الأقل. واعترف قادة إيرانيون كبار بحجم خسارتهم في سوريا.

واتهم محمد البخيتي، في تصريحات إعلامية نشرها على صفحته بمنصة إكس، السعودية بمحاولة إشعال جبهات داخلية ضد الحوثيين. وتحدث عن التحركات السعودية قد بدأت قبل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأشار إلى أن هناك لقاءات مكثفة تجريها القيادة الأمريكية مع قادة يمنيين وسعوديين بهدف تفجير الجبهات الداخلية في اليمن لإضعاف الحوثيين عن دورهم المساند للجبهات في غزة.

وينعكس التركيز الحوثي على السعودية في مخاوف جدية من احتمال اشتعال الحرب مجدداً في اليمن. وفي هذا السياق، هدد الحوثيون باستهداف السعودية إذا تورطت في أي تحالف ضدهم.

وتقول الباحثة اليمنية، ندوى الدوسري تعليقا على خطاب الحوثي: "تهديد مبطن يشير إلى أن الهجمات قد تستأنف كوسيلة ضغط لتحقيق نتائج محددة ترغب فيها الجماعة"

وتعليقا على الهجوم الحوثي الأخير على إسرائيل، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس -في تحليل للتطورات الجارية بالمنطقة على قناة الجزيرة- إن الحوثيين "يبحثون عن دور وعن تموضع خلال الفترة المقبلة"، في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة، أي "الهزة الجيوسياسية" التي وقعت.

كما أن الحوثيين -يضيف الخبير العسكري والإستراتيجي- يبعثون رسالة مفادها أنهم قادرون على خلط الأوراق في ظل التحولات الجارية، وأنهم يريدون شرعية وحكما، وبالتالي هم بحاجة ليتحدث المجتمع الدولي معهم.

الدور الإيراني

حسمت إيران ترددا حوثيا وحديثا متزايدا بين بعض قادته عن جدوى استمرارهم في الجبهات وأصرت على مواصلتها. وفي 11 ديسمبر الماضي ظهر المرشد الإيراني علي خامنئي غاضبا من هزيمة قواته ومليشيات الأسد في سوريا، متعهدا باستمرار الدعم الإيراني لمن يسميها جبهات المقاومة بما فيها جبهة اليمن.

قبيل خطاب الخامنئي الأول بعد انتصار الثورة السورية، كتب القيادي الحوثي عبدالملك العجري تغريدة على حسابه بمنصة "إكس": "على محور إيران أن يرتاح وأن يهتم بمصالحه الخاصة"، لكنه سرعان ما حذف التغريدة لاحقا.

وتحدث خامنئي غاضباً مرات عدة من هزيمة قواته ومليشيات الأسد في سوريا، وفي سلسلة خطابات أخرى، تعهد باستمرار الدعم الإيراني لجبهات المقاومة بما فيها جبهة اليمن. وأشار إلى أهمية دعم الحشد الشعبي في العراق وأكد على ضرورة إخراج القوات الأمريكية من هناك.

رغم الهزائم التي تعرضت لها إيران في لبنان وسوريا، تواصل طهران دعم الحوثيين في اليمن كجزء من استراتيجيتها لمواجهة التحديات الإقليمية، خاصة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي من المتوقع أن يمارس سياسة الضغط القصوى ضد النظام الإيراني.

وتشير الباحثة ندوى الدوسري في حسابها على منصة "إكس" إلى طبيعة الموقف الحوثي المرتبط بإيران في مسألة هجمات البحر الأحمر، إن "خطاب عبدالملك الحوثي ردد بيانا للحرس الثوري بنفس الصيغة، بأن قوى المقاومة الإيرانية لا تزال حية ومزدهرة".

وقال المحلل السياسي اليمني مأرب الورد إن "خلاصة الموقف الحوثي تتمثل في استمرار الهجمات والرد على أي هجوم من الاحتلال، مع توفير المبررات لذلك الحوثي مستمر في الحرب، وقد وضع نفسه ضامناً للاتفاق في غزة".

وأضاف الورد لـ"يمن شباب نت"، أن ذلك يعني استمرار المغامرات الحوثية الخارجية طالما القضية الفلسطينية مستمرة، مشيرا إلى أن الحوثيين قد طوروا مبرراتهم لكل شيء، وجعلوا من قضية فلسطين قضيتهم الأساسية.

وتتفق الدوسري مع الورد في تعليقهما على خطاب الحوثي وموقعه منه: وضع نفسه كزعيم جديد لمحور المقاومة (التابع لإيران) ومجموعته كلاعب عالمي يجب حسابه. وبذلك يظل التوتر مستمراً في المنطقة، والحوثيون مستعدون لمواصلة هجماتهم، بدافع مسؤولية "الإسناد" وبدعم إيراني مستمر لمواجهة التحديات الإقليمية والتحولات السياسية.

بالمقابل، فمن غير المتوقع أن تتوقف الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا مباشرة بعد وقف إطلاق النار في غزة. كما توعد الاحتلال أكثر من مرة بشن هجمات فعالة على الحوثيين، رغم تباين بين قادتهم بين استهداف الحوثيين وبين استهداف طهران لوقف الهجمات الحوثية.

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024