الأخبار

اليمن.. مؤشرات على تقدم في مفاوضات خريطة الطريق بدعم أمريكي مقابل وقف الحوثيين الهجمات البحرية

تقارير | 5 أغسطس, 2024 - 3:42 م

(خاص) يمن شباب نت - سلمان شمسان

image

رئيس مجلس القيادة الرئاسي في لقاء سابق مع السفير الأميركي لدى اليمن

تلوح بوادر اتفاق كبير في الملفات لاسيما "الإنسانية والاقتصادية" بين السعودية ومليشيات الحوثي بدعم كبير من الولايات المتحدة في عدة جوانب، في أحد أهم المؤشرات إلى سعي واشنطن تحقيق إنجازات قبيل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، أهمها في السياسة الخارجية الأمريكية.

وذكرت صحيفة الجريدة الكويتية، السبت الماضي، أن وفدا أمريكيا سريا غادر إلى طهران بوساطة عمانية بعد ساعات من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية للتفاوض مع طهران.

وقالت الجريدة الكويتية إن الوفد الأمريكي عرض على القادة الإيرانيين رغبة إدارة بايدن في تغييرات أساسية، وترسيم معادلات إقليمية جديدة تستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، قبل انتهاء ولايتها.

وقبل أيام كان هناك وفد أمريكي رفيع يزور الرياض يضم كبير مستشاري الأمن القومي الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط  (بريت ماكغورك)، أعلى مستشار للشرق الأوسط في البيت الأبيض، حسبما أفاد مسؤولون أمريكيون.

كما يضم الوفد أعلى دبلوماسي في وزارة الخارجية للشرق الأوسط (باربرا ليف)، ومبعوث الولايات المتحدة لليمن (تيم لينديكنج)، وأعلى مسؤول عسكري في الشرق الأوسط في وزارة الدفاع (دان شابيرو) لعقد محادثات حول الوضع في اليمن والتصعيد الأخير بين إسرائيل وجماعة الحوثيين.

وتشمل المغريات المقدمة للمليشيا اتفاقات متعددة تتضمن منح الحوثي امتيازات وتلبية مطالب لم يستطع تحقيقها خلال سنوات الحرب، وبعضها كان يتحكم بها بالكامل قبل أن يفقدها، مثل حرية حركة الطيران في مطار صنعاء الدولي بعيدا عن إذن التحالف، وإعادة الهيمنة على المساعدات الدولية، بما فيها مساعدات بمئات ملايين الدولارات من الولايات المتحدة.

كما تشمل تعطيل القرارات الحكومية التي اتخذت في الأشهر الماضية في القطاع المصرفي والاقتصادي، بالإضافة إلى تقدم يتحدث عن الحوثي في الملفات الاقتصادية وفق خريطة الطريق بينهم والسعودية.

وظهرت بوادر الصفقة المحتملة، في الأسبوعين الماضيين، بانخفاض الهجمات البحرية الحوثية إلى واحدة فقط في نصف شهر، بعد ضربات صهيونية على مخازن الوقود في ميناء الحديدة، التي يفسرها كثيرون على أنها مؤلمة لحد كبير لمليشيات الحوثي تكون عوضا عن تقديمها أي تنازلات في تلك المفاوضات.

استئناف المساعدات الأمريكية

مؤخرا، وافقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن - من حيث المبدأ - على استئناف تسليم القمح إلى اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين. وكانت الولايات المتحدة جمدت العام الماضي تسليم مساعداتها الغذائية  إلى شمال اليمن، وخزنت شحنة تبلغ نحو 60 ألف طن متري في مستودعات في الإمارات العربية المتحدة، وفقا لموقع ديفكس نيوزواير نهاية يوليو الماضي.

وبحسب الموقع فإن تجميد المساعدات السنة الماضية جاء في خضم نزاع حاد بين برنامج الغذاء العالمي ومليشيا الحوثي حول التحقق من وصول المساعدات إلى مستحقيها، ورفضها الحوثي، كان المبرر الأمريكي في ذلك الوقت هو تعزيز النفوذ التفاوضي لبرنامج الغذاء العالمي الذي يعاني من نقص السيولة  في الوقت الذي يكافح فيه من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن وصول الغذاء إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليه بالفعل".

الموقع كشف أيضا أن برنامج الغذاء العالمي خلص إلى وجود تعاون كافٍ من جانب الحوثيين لتبرير استئناف المساعدات  - التي استهدفت في البداية أكثر من مليون شخص. بالطبع، يأتي هذا التعاون مع تعقيدات، بما في ذلك هجمات الحوثيين على السفن، وتصاعد التوتر العسكري، واحتجاز العشرات من الدبلوماسيين وعمال الإغاثة. حتى أن ثلاثة عشر من موظفي الأمم المتحدة المحتجزين اتُهموا بالتجسس لصالح الولايات المتحدة.

وتأتي المساعدات الأمريكية عبر الغذاء العالمي وغيره حتى مع وجود انتقادات داخل الأمم المتحدة لاستئناف المساعدات دون تأمين إطلاق سراح العاملين. ويرجع خبراء يمنيون بما فيهم الدكتور عبدالقادر الخراز هذا الموقف المنحاز للحوثيين إلى وجود عشرات من التنظيم السري للحوثيين يعملون في منظمات الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى.

الخطف لإخضاع المنظمات

في الأشهر الماضية خطفت مليشيات الحوثي عشرات الموظفين من العاملين في المنظمات الدولية والأممية والمحلية بما فيهم موظفين من مكتب المبعوث الأممي نفسه، ضمن ابتزاز واضح ومحاولة لإخضاع المنظمات العاملة في اليمن لتزويده بمليارات الدولارات سنويا على هيئة مساعدات باسم الشعب اليمني لا تصل إليهم وفق تصريحات المانحين أنفسهم.

ولفقت مليشيات الحوثي تهم العمالة والخيانة لأولئك الموظفين الذين خدمواه بالفعل على مدى سنوات طويلة، لكنها تحتجزهم حاليا في أماكن سرية دون توجيه تهم إليهم عبر القضاء الخاضع له.

ووفق مصادر مطلعة على المفاوضات التي كانت قائمة في صنعاء بين المنظمات والحوثي أن الحوثي لجأ إلى الخطف والإخفاء لإجبار المنظمات على استمرار تمويله بالطريقة التي يريدها، بما فيها تحكمه المطلق حتى في توظيف الأشخاص بالمنظمات الدولية والمحلية.

وقال مصدر في أحدى المنظمات العاملة بصنعاء لـ"يمن شباب نت"، إن حملة الخطف جاءت في ظل مفاوضات صعبة بين المنظمات ومليشيات الحوثي التي تسعى لاكتساب أوراق قوة في التفاوض أمام تلك المنظمات.

موقف أمريكي داعم للتسوية

في وقت سابق منتصف يوليو الماضي تراجعت الحكومة اليمنية عن سلسلة قرارات سيادية عبر البنك المركزي ومؤسسات أخرى مثل شركة الجوية اليمنية كانت تهدف إلى استعادة سلسلة من المصادر المالية المهمة لبقاء الحكومة قائمة، لكن تدخلا سعوديا أجبر الحكومة على التراجع.

ووفق مصادر مطلعة فإن الرياض هي من أقنعت السفير الأمريكي بالضغط أيضا على الحكومة على التراجع عن قراراتها رغم مواقف التأييد السابقة من قبل السفارة الأمريكية لدى اليمن.

قال أحمد الحاج مراسل أسوشيتدبرس في حسابه على منصة "إكس" إن المجلس الرئاسي وتحديدا رشاد العليمي تفاجأ بالموقف الأمريكي الجديد عبر السفير لدى اليمن، الذي أبدى دعمه لتراجع البنك عن قراراته رغم موقفه الداعم سابقا للإصلاحات المالية التي اتخذها البنك.

ويبدو أن واشنطن قد قررت أيضا وقف إجراءات تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية أجنبية والتي كان قد لوح بها مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينغ في الأسابيع الماضية أكثر من مرة، على أن يكون مقترنا ذلك بأن تكون هدف المفاوضات وخريطة الطريق وقف الهجمات البحرية الحوثية.

وفي أحدث مؤشرات الاتفاق بين واشنطن والحوثي بضمانات سعودية، كشفت مصادر عاملة في الخطوط الجوية اليمنية أن التحالف ألغى آلية منح التراخيص لرحلات الطيران من مطار صنعاء الدولي كما ألغى اشتراط الحصول على قوائم المسافرين عبر المطار ابتداء من شهر أغسطس.

وقال الباحث اليمني في واشنطن سيف مثنى في واشنطن في منشور له على منصة "إكس"، إن "هناك ضمانات قدمتها السعودية لواشنطن، وهذه الضمانات عبارة عن بعض الحوافز للحوثيين لإيجاد تسوية مؤقتة، من ضمن هذه الحوافز دفع الرواتب، والتخلي عن إجراءات مراقبة الرحلات الجوية وإصدار التصاريح للطائرات. غير أن سيف مثنى يضيف أن إدارة بايدن لا تزال تبدي بعض التحفظات بشأن ذلك.

بدوره، قال الكاتب اليمني مأرب الورد لـ"يمن شباب نت"، إن الولايات المتحدة تعمل عادة على إنجاز تسويات خارجية وداخلية قبيل الانتخابات الرئاسية، لضمان الفوز في الانتخابات القادمة، مضيفا: "تبادلت الولايات المتحدة مع الروس قائمة مخطوفين، وتعمل على إنجاز تسوية في السودان، بالإضافة إلى اليمن، الخطوات المتخذة حاليا في اليمن تأتي في هذا السياق".

وتابع:"يبدو أن السعودية قدمت ضمانات فيما يبدو للولايات المتحدة على أن الحوثي سيتوقف عن الهجمات البحرية مقابل دعم أمريكي لخطة الطريق بين السعودية والحوثي في اليمن"، معتبرا في ذلك أن إعادة المساعدات الأمريكية للحوثيين رسالة إيجابية من واشنطن تجاه الحوثي وهذا يشير إلى تسوية تنضج خلف الكواليس.

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024