- سوريا.. قصف إسرائيلي يستهدف مدينة حمص الحدودية مع لبنان
دعا لخلق معادلة ردع "يمنية دولية".. العليمي: إنهاء التهديد الحوثي لن يتم إلا في حال تعرض لهزيمة إستراتيجية
سياسة| 16 فبراير, 2025 - 7:24 م

دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد محمد العليمي، الأحد، المجتمع الدولي إلى تطوير شراكته الإستراتيجية مع الحكومة على كافة المحاور بما فيها المحور الدفاعي لخلق معادلة ردع "يمنية دولية" ضد السلوك الإرهابي الحوثي، مشيرا إلى خطورة السلوك الحوثي على أمن القرن الأفريقي.
وأوضح العليمي -في لقاء المائدة المستديرة التي نظمها مركز حلف شمال الأطلسي، بشأن أمن الممرات المائية في ميونيخ- أن هذه المعادلة من شانها السماح للحكومة والمجتمع الدولي بردع السلوك الإرهابي الحوثي، واجباره على الانخراط في عملية سياسية ذات مصداقية تقود الى سلام دائم وشامل.
وقال إن إنهاء التهديد الحوثي لن يتم إلا متى ما تعرض لهزيمة استراتيجية تجرده من موارد قوته وهي: "المال، الأرض، والسلاح"، مضيفا: "أما ردع فإنه يقتضي على الأقل استشعاره لجدية المجتمع الدولي في تقويض هيمنته ونمو قوته، وهو ما يقتضي الاستثمار طويل الأمد في تقوية الدولة اليمنية وسلطتها الشرعية".
وشدد الرئيس على أن العمل الدولي الناجع لإنهاء التهديدات الإرهابية في اليمن يتطلب إعادة تعريف الحوثي كتهديد دائم وليس مؤقت، قائلا إن "هذه المليشيات المارقة حتى وأن أوقفت هجماتها بشكل مؤقت، فإنها ستظل مستعدة على الدوام لاستئناف عملياتها الإرهابية المزعزعة للأمن الإقليمي والدولي عند أي دورة صراع قادمة في المنطقة".
وحث رئيس مجلس القيادة، المجتمع الدولي على ممارسة الضغوط القصوى على المليشيات بدلا عن تقديم الحوافز. قائلا إن "هذه اللغة الوحيدة التي يفهمها الحوثي".
كما جدد التزام التحالف الوطني التعددي الذي يمثله مجلس القيادة الرئاسي، باستكمال معركة اليمنيين الوجودية ضد الفاشية الحوثية، التي تتمسك برفضها القاطع لخيارات السلام، وعدم الاعتراف بقيم الشراكة والتعايش.
وقال العليمي، إن قصور الاستجابة الدولية للتهديدات المتنامية في اليمن لم تكن بسبب شحة الموارد او انعدام الوسائل، بل بسبب التباس المقاربة الاستراتيجية الجماعية.
واوضح أن المجتمع الدولي بنى استجابته تجاه الحوثيين انطلاقا من ثلاثة مبادئ، تتمثل "في اعتبار الحوثيين تهديد مؤقت، والاعتقاد بان عملياته الإرهابية مرتبطة بغزة، والأمر الآخر تمثل بالتركيز على عسكرة البحر الأحمر، بدلا من تغيير ميزان القوى في البر اليمني، فضلا عن مواصلة نهج الاحتواء بدلا عن الردع".
وأكد في هذا السياق أن الضربات الهجومية الموضعية كانت محدودة التأثير من الناحية التكتيكية، ومنعدمة التأثير من الناحية الإستراتيجية، وقد فشلت العمليات الهجومية في تغيير سلوك الحوثي كما لم تنجح العمليات الدفاعية في البحر في تأمين السفن بالقدر الكاف.
كما أعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عن اسفه لاستجابة بعض الدول الفاعلة للابتزاز الحوثي، من خلال مواصلة تقديم الحوافز بدلا من ممارسة الضغوط.
الخطر الإيراني
وشدد العليمي على أن أي وصفة جيوسياسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة تقتضي تنفيذ حل الدولتين من خلال دعم المبادرة العربية ومساندة نضال الشعب الفلسطيني والضغط على إسرائيل لوقف سلوكها العدواني.
كما شدد على ضرورة إنهاء النفوذ الإيراني المزعزع لأمن المنطقة، وتحديدا في الساحة اليمنية التي أصبحت تحتل موقعا مركزيا في نظرية الامن القومي الإيراني.
وحذر من أن إيران وبعد خسارتها في سوريا ولبنان، تتجه الى تعظيم استثمارها بجماعة الحوثي وتطوير قدرتها العسكرية، بهدف استنزاف الموارد، والمصالح العربية، وتعزيز هيمنتها على مضائق الشرق الأوسط، وقدرتها على فرض "حظر الوصول" في باب المندب وقناة السويس الى جانب وجودها المباشر في هرمز.
واعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي الساحة اليمنية، المحك الأساسي في تغيير سلوك النظام الإيراني. وقال: "بقدر ما يتم التغاضي عن الحوثيين فان طهران تظل قادرة على ممارسة أدوار تخريبية وتصعيدية في الإقليم".
وأضاف:" وبقدر ما يتم العمل على تقويض الحوثيين فان الإقليم يكون أكثر جاهزية لصياغة تسويات كبرى، واستعادة الاستقرار والأمن المستدام".
اليمن والقرن الأفريقي
وتطرق رئيس مجلس القيادة الرئاسي في سياق مداخلته الى علاقة اليمن بالقرن الأفريقي واللذين اثبتت الأحداث الأخيرة بانهما يمثلان فضاء جيوسياسيا واحدا، مضيفا "لكن للأسف يبدو أن الجماعات الإرهابية، والاجرامية تستوعب هذه الحقيقة أكثر من استيعاب الدول لها".
ولفت الى أنه كان لسلوك الحوثيين الإرهابي تأثيرا سلبيا مباشرا على أمن القرن الافريقي، وهو ما يمكن استدلاله من عودة عمليات القرصنة بوتيرة متصاعدة منذ نهاية العام 2023، وتحديدا عقب نجاح المليشيات باختطاف السفينة التجارية جلاكسي ليدر.
وأشار إلى تحول الحوثيين إلى مثل أعلى بالنسبة لجماعات القاعدة وداعش في الصومال، بل وتعزيز التعاون بين جماعة الحوثي وحركة الشباب، فالأخيرة تطمح الى أن تكون قادرة مستقبلا على تعطيل الملاحة في المحيط الهادي مثلما فعل الحوثيون في البحر الأحمر.
ودلل العليمي على ذلك من قيام الحوثيين بتكثيف تصدير السلاح الى الصومال، والأهم أن جزءا من هذا السلاح يتم تطويره إيرانيا في معامل الحوثيين، او نقله من إيران الى اليمن ثم شرق إفريقيا.
إضافة إلى دخول الحوثيين على خط الاتجار بالبشر، من خلال تأمين ورعاية خطوط تهريب المهاجرين نحو دول الخليج، وأوروبا، او حتى القيام بعملية تجنيد للمهاجرين في الداخل.
وعبر الرئيس عن أسفه لاستمرار غياب هذا التشابك الوثيق بين اليمن والقرن الافريقي عن منظور المجتمع الدول، قائلا إن "استعادة الأمن في منطقة البحر الأحمر يبدأ من سواحله الجنوبية، وهو ما يتطلب القيام بترتيبات متكاملة على ضفتي باب المندب".
وأكد العليمي، أن اليمن والقرن الافريقي هما الاختبار الأكبر اليوم لإمكانية العمل على بناء منظومة أمنية إقليمية دولية تنهي حالة الهشاشة والفراغ في منطقة البحر الأحمر وباب المندب.
واختتم بالتأكيد على أهمية تبني المجتمع الدولي منظور استراتيجي أوسع حول علاقات اليمن والقرن الافريقي، قائلا "في حال جرى ذلك فإن حديثنا السابق عن دعم الدولة اليمنية لا يصبح ضرورة حيوية لردع الحوثي وتقويض إيران وحسب، بل يصبح مكونا أساسيا في استثمار استراتيجي طويل الأمد لتحقيق الاستقرار الإقليمي".
المصدر : يمن شباب نت + وكالة سبأ
أخبار ذات صلة
سياسة | 20 فبراير, 2025
في الذكرى الأولى لانطلاقها.. "أسبيدس" تعلن دعم وحماية أكثر من 650 سفينة تجارية في البحر الأحمر
سياسة | 19 فبراير, 2025
اليمن والإمارات يبحثان تعزيز التعاون العسكري لحماية الممرات البحرية في البحر الأحمر
ترجمات | 19 فبراير, 2025
ما هي المخاطر المحتملة لطموحات الحوثيين على استقرار اليمن ومنطقة البحر الأحمر؟
محلية | 19 فبراير, 2025
فضيحة.. مجلس العلوم السياسية بجامعة صنعاء لم يقر مناقشة "رسالة" الحوثي "مهدي المشاط"
محلية | 19 فبراير, 2025
مليشيا الحوثي تحجز أكثر من 80 شاحنة محملة بالبضائع في ميناء الصليف بالحديدة
سياسة | 18 فبراير, 2025
الجيش اليمني يعلن مقتل وإصابة 9 من مليشيات الحوثي في مواجهات عنيفة بالجوف