الوعود لا تحمي الأرواح..الاتحاد الدولي للنقل البحري يدعو الحوثيين إلى وقف جميع الهجمات البحرية وإطلاق البّحارة المختطفين

دعا الاتحاد الدولي للنقل البحري، مليشيا الحوثي في اليمن إلى وقف جميع الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، وتهدئة التهديدات للشحن والإفراج عن جميع البحارة المحتجزين كرهائن.

جاء ذلك في بيان للاتحاد، الاثنين، تعليقاً على قرار الحوثيين تعليق الهجمات على سفن الشحن باستثناء سفن الشحن الإسرائيلية.

وقال الاتحاد في بيان: "أعلن الحوثيون يوم الأحد أنهم سيعلقون هجماتهم على السفن غير الإسرائيلية بعد وقف إطلاق النار الجديد في غزة - مع الحفاظ على التهديدات للسفن المملوكة لإسرائيل أو التي ترفع العلم الإسرائيلي حتى يتم تنفيذ جميع مراحل اتفاق وقف إطلاق النار. كما أعلنت الجماعة عن رفع مشروط لـ "العقوبات" المفروضة على السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، اعتمادًا على مدى تقدم وقف إطلاق النار".

وأضاف أن "هذا الإعلان يأتي بعد مئات الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي نفذها الحوثيون على السفن العابرة للبحر الأحمر، وإغراق سفينتين، ومقتل أربعة بحارة على الأقل، وزعزعة استقرار أحد أهم ممرات الشحن في العالم".

وقال ستيفن كوتون الأمين العام للاتحاد الدولي للنقل البحري: "لفترة طويلة جدًا، اضطر البحارة العاملون في هذه المياه إلى تحمل مخاطر غير مقبولة".

وأضاف "أن الوعود وحدها لا تحمي الأرواح. إننا في حاجة إلى تأكيد التهدئة الدائمة الآن".

ودعا ستيفن كوتون الحوثيين إلى وقف جميع الأعمال العدائية على الفور، وإطلاق سراح جميع الطواقم المحتجزة حاليًا وتقديم ضمانات ملموسة بعدم تعرض أي بحار آخر لنفس المصير.

وتابع: "وإلى أن يحدث ذلك، يتعين على شركات الشحن والمستأجرين اتخاذ كل خطوة ممكنة لتجنب تعريض حياة البحارة للخطر في هذه المنطقة". 

الافراج الفوري عن البحارة المختطفين 

وفيما يتعلق بالبحار المختطفين، قال البيان رغم هذا الإعلان، لا يزال الاتحاد الدولي للنقل البحري يشعر بقلق عميق إزاء استمرار الحوثيين في احتجاز طاقم السفينة غالاكسي ليدر، التي تم الاستيلاء عليها في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 - ويدعو الاتحاد الدولي للنقل البحري إلى إطلاق سراحهم فوراً ودون قيد أو شرط. 

وقال ديفيد هيندل، رئيس قسم البحارة في الاتحاد الدولي للنقل البحري ورئيس الاتحاد الدولي للبحارة: "يجب أن تظل سلامة البحارة المختطفين أولوية في ظل هذه التطورات المتسارعة".

وأضاف: "نحث قيادة الحوثيين على اتخاذ خطوات فورية نحو إطلاق سراح جميع البحارة الأسرى - فهذه مسألة ملحة وضرورية". 

"لا تخاطروا بأرواح المزيد من الناس"

وحث اتحاد النقل البحري الدولي شركات الشحن والمستأجرين على تحويل السفن بعيدًا عن منطقة الخطر حتى يمكن ضمان أمن البحارة.

وقال رغم تصريحات الحوثيين، يحذر كثيرون في الصناعة من أن طريق التجارة في البحر الأحمر يظل "محفوفًا بالمخاطر" في المستقبل المنظور.

وقال هيندل "إن الاتحاد الدولي لعمال النقل ملتزم بالتعاون مع الحكومات وأصحاب المصلحة في الصناعة وجميع الأطراف ذات الصلة للتوصل إلى حل دائم. ومع ذلك، إلى أن يتم وضع ضمانات واضحة وقابلة للتحقق لضمان المرور الآمن للسفن عبر البحر الأحمر، فإننا نحث الصناعة على إعطاء الأولوية لسلامة البحارة قبل كل شيء.

وشدد على أنه "لا ينبغي أبدًا المساس برفاهيتهم لأسباب تجارية".

وختم البيان بالقول: "إن الوضع الأمني ​​الهش في المنطقة لا يمكنه أن يصمد أمام المزيد من الوعود المنقوصة - وهذه اللحظة المحورية ينبغي أن تمهد الطريق للاستقرار على المدى الطويل وحماية المدنيين، بما في ذلك عمال النقل، في جميع أنحاء المنطقة الأوسع".