الأخبار

مجازر بيت لاهيا.. إسرائيل تكثف استهداف الملاذ الأخير للفلسطينيين شمال غزة

‫غزة‬| 1 ديسمبر, 2024 - 10:39 ص

image

لحظات عصيبة يعيشها الفلسطينيون، ومن بينهم عائلة حمودة التي لا تزال محاصرةً داخل منزلها في بلدة "بيت لاهيا"، الملاذ الأخير لأهالي شمال قطاع غزة، مع استمرار المجازر منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

واصفاً معاناة الفلسطينيين شمال غزة وسط الموت والجوع والرعب، قال أسامة حمودة أحد أفراد العائلة المحاصرة للأناضول إن "الجيش الإسرائيلي كثف في الليالي الماضية استهداف البلدة ومحيطها، وتقدمت الآليات صوب منازل المواطنين ومراكز الإيواء من أكثر من محور وغطت الطائرات المسيّرة والقناصة المنطقة بالنار لتستهدف كل هدف متحرك".

"إلى جانب ذلك، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات نسف وتفجير طالت عددا من الشوارع بالبلدة، وتركت دماراً هائلاً في منازل المواطنين والبنية التحتية، تكشف مع بزوغ شمس الصباح وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية"، وفق حمودة.

وعن لحظات الرعب التي عاشها وعائلته مؤخراً، قال: "لم نكن نتوقع أن ننجو بتلك الليلة ولا بأي شكل، كنا ننتظر اللحظة التي ينهار فيها البيت علينا، لكن عناية الله حفظتنا ولا زلنا أحياء حتى هذا الوقت".

وخلال الأسابيع الماضية أجبر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في شمال القطاع على النزوح إلى خارج المحافظة، لكن من رفض الأوامر منهم اتجه إلى بلدة بيت لاهيا وهناك مكث النازحون في بعض مراكز الإيواء والمنازل.

ويعيش النازحون في بلدة "بيت لاهيا" أوضاعاً كارثية بسبب قلة المياه والطعام والقصف الإسرائيلي المتصاعد ضدهم.

وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".

بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.

ليالٍ مرعبة

وقال حمودة: "رفضنا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية النزوح من منزلنا رغم اقتراب الجيش والآليات منا أكثر من مرة والقصف المتواصل الذي تشتد وتيرته يومياً".

وأوضح المحاصر الفلسطيني: "نعاني من نقص الماء والطعام وفوق كل ذلك ينتشر الموت في كل مكان، لأن الاحتلال يحاول دفعنا للخروج بأي ثمن لكي ينفذ مخططاته الاستيطانية".

وعن تكثيف إسرائيل استهداف الملاذ الأخير لأهالي الشمال، قال حمودة: "الليالي السابقة كانت مختلفة، ولأول مرة ينتشر القناصة، وتتقدم الآليات بشكل مفاجئ من عدة محاور، وتنفذ سلسلة عمليات نسف بالبلدة، وتتوغل في شوارع لم تدخلها من قبل".

حمودة أضاف أن "أصعب عمليات التفجير كانت في محيط مدرسة عوني الحرثاني، التي كانت تستعمل كمركز إيواء خلال الحرب، قبل أن يتم إحراقها لأكثر من مرة خلال الاجتياح الحالي، كذلك تم تنفيذ تفجيرات في شوارع مشروع بيت لاهيا بشكل مكثف وتحولت هناك المنازل إلى ركام".

نفس المعاناة يعيشها الشاب مؤمن قادوس، الذي نزح في مدرسة "أبو تمام" وسط بلدة "بيت لاهيا".

وقال قادوس في حديث مع الأناضول: "اعتقدنا أكثر من مرة في الليالي الماضية أن الجيش سيقتحم علينا المدرسة لإجبارنا على النزوح، واعتقالنا لأن أصوات الآليات كانت تقترب صوبنا بشكل كبير وكنا نسمعه بوضوح".

وأضاف أن "الليالي السابقة كانت صعبة جداً ولم تخل فيها دقيقة من صوت قصف أو نسف أو إطلاق نار".

وفي معرض وصفه للحالة داخل مركز الإيواء الذي يقيم فيه، قال إنها "كارثية، والخوف ينتشر بكل مكان وبين النازحين، معظمهم نساء وأطفال".

وشدد: "كنا نتوقع أن تنتهي العملية العسكرية في أسابيع معدودة كما سابقاتها، لكن مع اقتراب إنهاء شهرها الثاني، اشتدت الحالة صعوبة والموت يقترب أكثر من كل شخص صمد في شمال قطاع غزة".

مجازر لا تنتهي

لا تتوقف المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع، والتي زادت خلال الأيام الماضية في "بلدة بيت لاهيا" الملاذ الأخير للنازحين بالمنطقة.

وأبرز المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين كانت بحق عائلات "البابا" و"أحمد" و"الأعرج".

ولم تتمكن أي طواقم طبية من الوصول للمنازل المستهدفة بسبب إخراج منظومة الطوارئ عن العمل في شمال قطاع غزة منذ أسابيع، وتدمير سيارات الإسعاف والدفاع المدني.

ووفق مصادر طبية تحدثت لمراسل الأناضول، فإن "المجازر الإسرائيلية منذ الخميس إلى السبت، أسفرت عن مقتل نحو 150 فلسطينياً، معظمهم سقطوا في بلدة بيت لاهيا".

رغم عدم قدرة الطواقم الطبية على العمل في شمال قطاع غزة، يحاول بعض الشبان والأهالي التوجه صوب المنازل المستهدفة لمحاولة استخراج جثامين القتلى والمصابين ونقلهم للعلاج.

ومن بينهم، الشاب صائب يوسف، الذي وصل لأكثر من منزل قصفه الجيش الإسرائيلي فوق رؤوس أهله في بلدة بيت لاهيا خلال الأيام الماضية.

وقال يوسف للأناضول: "نحاول قدر الإمكان استخراج الجثث والمصابين دون أي معدات، ونجحنا في مرات، وفي مرات كثيرة وقفنا عاجزين لا نتمكن من فعل أي شيء، رغم سماعنا لأصوات مواطنين أحياء يطلبون النجدة تحت الركام".

وأكد قائلا: "كل منزل يقصف فيه عشرات النازحين وجميعهم يموتون لأنه لا يوجد وسيلة لإنقاذهم ولرفع الركام من فوقهم".

واختتم يوسف بالقول: "لو توفرت إمكانيات لانتشال الضحايا سيكون عدد القتلى أقل من ذلك بكثير، لكن الاحتلال يتعمد زيادة أعداد الشهداء للانتقام ممن رفضوا النزوح وترك منازلهم".

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.

الأناضول

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024