- السفير السعودي يناقش مع سفراء الاتحاد الأوروبي دعم جهود السلام في اليمن تركيا: غارة إسرائيلية تقتل 3 أتراك حاولوا العبور من لبنان إلى تل أبيب كأول قائد عربي.. أمير قطر يزور سوريا غدا الخميس الشرع رئيسا لسوريا.. الإعلان عن حل حزب البعث وجيش النظام ومجلس الشعب وتعطيل الدستور أبو عبيدة: سنفرج عن 3 أسرى إسرائيليين غدا الداخلية اليمنية تعلن ضبط أكثر من 13 ألف جريمة جنائية بالمحافظات المحررة خلال 2024 لوموند: إسرائيل تشهد فرارا لم يسبق له مثيل.. وهذه أبرز الأسباب
العودة إلى الشمال... أفراح ممزوجة بالدموع في غزة
غزة| 27 يناير, 2025 - 8:55 م
يمن شباب- متابعات
تتزاحم المركبات مع الأشخاص في طريق العودة إلى شمال قطاع غزة عبر شارع الرشيد الساحلي، وشارع صلاح الدين، وتمتزج في نفوس الجميع مشاعر الفرحة بالعودة مع صدمة مشاهدة الدمار الهائل.
تتوافد عشرات آلاف العائلات الفلسطينية النازحة من جنوب ووسط قطاع غزة إلى شماله، عبر شارعي الرشيد الساحلي غرباً وشارع صلاح الدين شرقاً، بعد نزوح قسري استمر لنحو 15 شهراً، بفعل حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، وإجبارهم على ترك منازلهم.
وجاءت عودة النازحين بعد تفاهمات جديدة أجراها الوسطاء بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، تقضي بعودة النازحين مقابل تسليم المحتجزة الإسرائيلية أربيل يهود وآخرين خلال الأيام القادمة، في حين أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها سلّمت الوسطاء المعلومات المطلوبة عن الأسرى الذين سيُطلق سراحهم خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وكشف مسؤول أمني فلسطيني في قطاع غزة، صباح أمس الاثنين، عن وصول "أكثر من مائتي ألف نازح إلى مدينة غزة ومناطق شمالي القطاع خلال أول ساعتين" من السماح لهم بالعبور تجاه الشمال. وأكدت شرطة غزة أن مئات من عناصرها انتشروا على جانبي الطرقات التي يسلكها النازحون لـ"تنظيم وتأمين عبورهم نحو الشمال".
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن "الاحتلال دمر أكثر من 90% من المباني والبنية التحتية في محافظتي غزة وشمال القطاع خلال الحرب"، مشيراً إلى أن "مدينة غزة وشمال القطاع بحاجة إلى 135 ألف خيمة وكرفان (بيوت متنقلة) فوراً".
وصول أكثر من مائتي ألف إلى شمال قطاع غزة خلال أول ساعتين
ومنذ صباح الاثنين، تشهد شوارع محافظتي غزة والشمال، حركة نشطة لفلسطينيين كانوا ينتظرون ذويهم العائدين من الجنوب والوسط. كانت الفلسطينية حنان الزعانين توزع نظراتها يميناً ويساراً، وهي تنتظر عودة أبنائها القادمين من جنوب القطاع، تقول: "أنتظر عودة أولادي على أحر من الجمر، ربنا يجمعني بهم على خير وسلام". تضيف الزعانين التي تقطن ببلدة بيت حانون في أقصى شمال غزة، لـ"العربي الجديد": "الحمد لله أن الطريق فتحت. سأقابل أولادي بعد غياب أكثر من سنة، وإن شاء الله نعمّر ديارنا وبيوتنا. حتى ذلك الحين، سننصب خيمة ونسكن فيها، فالاحتلال قصف منزلنا".
حضر الفلسطيني محمد حلاوة، مع عائلته منذ الساعة والخامسة والنصف فجراً، كي ينتظر عودة أقاربه القادمين من جنوب القطاع، ويقول: "أنتظر ابنتي وشقيقي والكثير من أحبابي. انتصار كبير أنهم رجعوا بعد معاناة كبيرة لأكثر من 15 شهراً".
حين حضرت عائلة حلاوة، لم يتمالك أعصابه، ودخل مع زوجته في موجة بكاء من شدة الاشتياق. يحكي: "شعوري لا يوصف، الحمد لله أنني التقيت بعائلتي بعد ما فرّق الاحتلال شملنا طوال الحرب. نحن شعب مرابط وصامد على أرضنا، ورغم كل الدمار والخراب الذي أصاب قطاع غزة، سُنعيد البناء من جديد، فنحن شعب يستحق الحياة".
من جانبه، بدأ الأمل يدب في قلب الفلسطيني صبحي عرفات بعد ساعات من الإحباط الذي عاشه يوم السبت الماضي، حين منعه جيش الاحتلال من التوجه إلى مدينة غزة. بينما يسير عائداً إلى الشمال، يؤكد أن شعور الأمل الممزوج بالفرحة سيطر عليه مع بدء دخول النازحين الفلسطينيين عبر طريق شارع البحر. يقول لـ"العربي الجديد": "إنه شعور لا يوصف، وهذه اللحظة التي انتظرتها طوال أشهر من النزوح القسري. أعود رفقة اثنين من إخوتي وعدد من أصدقائي مشياً، بينما سيرجع شقيقي الأكبر محمد بالسيارة التي تقل النساء والأطفال وبعض المستلزمات الخفيفة عبر شارع صلاح الدين، وسنلتقي في حي الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة، وعندها سنعرف مصير بيتنا ومنطقتنا السكنية".
بدورها، تقول النازحة الفلسطينية عبير أبو الخير، إنها كانت في انتظار متواصل لخبر العودة منذ أجبرت على النزوح، وحين تقرر وقف إطلاق النار، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ، انتظرت موعد السماح بالوصول إلى شمال غزة، ثم طرأت الخلافات الأخيرة، فخشيت أن يعطل ذلك العودة، قبل أن يُسمح للنازحين بالعودة.
تبين أبو الخير لـ"العربي الجديد" أنها عاشت رفقة أسرتها أوقاتاً قاسية بالقرب من ممر نتساريم، إذ قام زوجها بفك الخيمة يوم الجمعة الماضية على أمل تنفيذ الاتفاق الأحد، لكن تأخير العودة اضطرهم إلى المبيت في الشارع وسط أوضاع معيشية وإنسانية قاسية.
كان الفلسطيني فايز مقداد يسير ببطء من شدة التعب والإرهاق، ويقول: "رغم مشقة الطريق الطويلة، لكن شعوري لا يوصف. أخيراً سنتمكن من العودة إلى شمال غزة رغماً عن كل المتآمرين على الشعب الفلسطيني". ويحكي لـ"العربي الجديد": "نزحت في بداية الحرب، وبحمد الله عدنا إلى ديارنا. سنبقى في قطاع غزة، ولن نغادر إلى أي بلد آخر. سأعود فوراً إلى بيتي في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وستعود لمّة العائلة من جديد".
فور وصوله، بدأ الشاب يونس عابد معانقة أفراد عائلته واحداً تلو الآخر، ويقول والدموع تنهال على وجنتيه: "الحمد لله. أنا فرحان. أخيراً قابلت عائلتي، ووجدتهم بخير وسلامة بعد فترة نزوح طويلة".
بدوره، يقول الشاب شادي أبو سلعة: "شعوري لا يوصف. كأنّني وُلدت من جديد، فبعد نزوح طويل منذ بدء العدوان إلى مدينة رفح، أعود إلى بيتي الذي ترعرت فيه في مخيم جباليا. فور وصولي إلى مكان المنزل سأنصب خيمة فوق الركام، وإن شاء الله تعود الحياة في قطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل العدوان، فغزة أجمل بقاع الأرض بالنسبة لنا".
أما عماد فرينة، فقد التقى بعائلته على شارع الرشيد الساحلي، ويقول لـ"العربي الجديد": "لم أكن أتصور أن أعود إلى مسقط رأسي في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، في ظل حرب الإبادة الجماعية التي لم تفرق بين البشر والحجر والشجر. أمضيت رفقة عائلتي الليلة الأخيرة فوق (تبة النويري) على مدخل مخيم النصيرات، كانت ليلة صعبة، خاصة بعد رفض الاحتلال السماح لنا بالدخول إلى شمال القطاع في بداية الأمر، لكن بعد فتح الطريق عادت إلينا الحياة من جديد. كانت هذه الحرب مدمرة، وذقنا فيها الويلات، خصوصاً خلال فترة الابتعاد عن عائلتنا، فقد كان ذلك صعباً للغاية".
ويقول الفلسطيني أحمد زكي: "أشعر أنني أعيش في حلم جميل، فقد فقدنا لفترات الأمل بالعودة إلى مدينة غزة، في ظل الحرب الشرسة التي شنها الاحتلال علينا. سأعود إلى منزلي في حي الشيخ رضوان، وأنصب خيمة على أنقاضه، وأعيش فيها حتى إعادة الإعمار".
وخلال الأيام الأخيرة، حزم مئات الفلسطينيين أمتعتهم وفككوا خيامهم التي نصبوها في مناطق مختلفة بمحافظتي جنوب ووسط قطاع غزة، وتجمعوا عند أقرب نقطة من حاجز "نتساريم"، استعداداً لإقرار جيش الاحتلال تنفيذ الاتفاق الذي يقضي بالسماح لهم بالدخول إلى شمالي القطاع، وفق الترتيبات المتفق عليها عقب تسليم الدفعة الثانية من المحتجزين.
ويتضمن الاتفاق ثلاثة مراحل، تشتمل المرحلة الأولى، ومدتها 42 يوماً، على وقف إطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع قوات الاحتلال خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، فضلاً عن عودة النازحين إلى أماكن سكناهم في القطاع، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى إلى الخارج لتلقي العلاج.
ووفق محقق الأمم المتحدة المستقل المعني بالحق في السكن الملائم، بالاكريشنان راجاغوبال، فقد تعرّض قطاع غزة لـ"وابل غير مسبوق من الدمار"، كما أنّ "وحشية" الدمار في غزّة لم تظهر في الصراعات في سورية أو أوكرانيا. دُمّر ما يراوح بين 60% و70% من جميع المنازل بغزة؛ وفي شمال غزة، كانت النسبة 82% من المنازل".
وقال راجاغوبال إنّ تقريراً صدر في الآونة الأخيرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قدّر أنه، في شهر مايو/أيار الماضي، كان هناك أكثر من 39 مليون طن من الحطام في غزة، وأنّ الركام مختلط بذخائر غير منفجرة ونفايات سامة والأسبستوس من المباني المنهارة ومواد أخرى. وأضاف: "تلوث المياه الجوفية وتلوث التربة وصل إلى وضع كارثي لدرجة أننا لا نعرف ما إذا كان من الممكن علاجهما في الوقت المناسب حتى يتمكن الناس من العودة لحياتهم الطبيعية، على الأقل خلال هذا الجيل. يجب أولاً إزالة الأنقاض، وثانياً يجب أن يكون هناك تمويل، ثم هناك مشكلة كبيرة أخرى، إذ لا يمكن إعادة الإعمار إلا إذا انتهى الاحتلال".
العربي الجديد
أخبار ذات صلة
غزة | 29 يناير, 2025
أبو عبيدة: سنفرج عن 3 أسرى إسرائيليين غدا
العالم | 29 يناير, 2025
لوموند: إسرائيل تشهد فرارا لم يسبق له مثيل.. وهذه أبرز الأسباب
غزة | 29 يناير, 2025
الأمم المتحدة: 376 ألف فلسطيني عادوا لشمال غزة منذ الاثنين الفائت
غزة | 28 يناير, 2025
غزة: استعداد لبدء مفاوضات المرحلة الثانية وتدفق مستمر للعائدين إلى الشمال
غزة | 28 يناير, 2025
الأمم المتحدة: أعمال أونروا ستتعطل مع دخول قرار الكنيست حيز التنفيذ
غزة | 28 يناير, 2025
فاينانشال تايمز: ترامب يضغط على مصر والأردن لقبول خطة "إخلاء غزة"