- هل تتغير إستراتيجية واشنطن في مواجهة الحوثيين باليمن؟ تقارير أمريكية تضع سيناريوهات جديدة منها "استهداف القيادات" مشادة كلامية تودي بحياة شاب طعنًا بالسكين في محافظة "أبين" وضبط الجاني برنامج الأغذية العالمي يؤكد حاجته لتمويل بقيمة 16.9 مليار دولار برشلونة يتعثر أمام سيلتا فيغو وأتليتيكو مدريد ينجو من فخ ألافيس غزة.. استشهاد 120 فلسطينيا خلال 48 ساعة والاحتلال يجبر سكان حي الشجاعية على النزوح اليمن.. الأرصاد يتوقّع هطول أمطار متفاوتة الشدّة خلال الساعات القادمة الأمم المتحدة: فرص الحد من الإصابة بالكوليرا في اليمن لا تزال مقيّدة
سلمان المقرمي
تعليق عن التكتل الجديد في عدن
كتابنا| 5 نوفمبر, 2024 - 6:06 ص
عقدت مؤخرا عدد من الأحزاب السياسية والتكتلات المناطقية اجتماعا لها في عدن، مؤتمرا لم يسمع به أحد، ولم يلق اهتماما من الشعب اليمني، ولا يعول عليه أحد، سوى القائمون عليه، لإنشاء تكتل جديد، باسم الأحزاب السياسية.
هذا الحدث يذكر – مع فارق شاسع بالطبع في عدة جوانب أخرى- بما كان يحدث من إعلانات نشوء تكتلات في ساحات الثورة السلمية في 2011 في عدة محافظات، وخاصة في صنعاء. حينها بلغ عدد المسميات واللافتات التي كانت في ساحة الثورة بصنعاء أكثر من 1000 مكون وتكتل.
لأسباب متعددة، أهمها اقتصادية، وضعف الرؤى الفكرية والسياسية، وقلة الخبرة التنظيمية، لم يكن لتلك التكتلات في ساحات الثورة أي تأثير يذكر، على ما جرى لاحقا. كان الطريف في تلك الاجتماعات والتكتلات بساحات الثورة – رغم صدق وإخلاص معظم الشباب في ذلك الوقت- أن تلك التكتلات كانت بأفعالها تلك تسعى إلى جلب تمويل لها ولأنشطتها في الساحة، ولمحاولة إظهار وجودها، ورؤيتها، والسعي للتأثير في المستقبل. في النهاية لم تتمكن من البقاء ولا التأثير.
التكتلات التي ظهرت إبان الحرب تنتمي أولا إلى الجهات الممسكة بما بقي وبما نشأ من سلطة جديدة في المناطق المحررة، وهي فئويات اجتماعية وسياسية واقتصادية وعسكرية، غير ديمقراطية، ونسمع بين حين وآخر عن مؤتمر هنا وتكتل هناك، سرعان ما يتلاشى، ولا تفسير لتلك الإعلانات والتكتلات وموتها سوى أنها تجتمع في لحظة ما للحصول على أموال معينة، ومناصب جديدة، وتعزيز مواقعها وتكثيف مواردها حتى وإن كانت مقيمة في الخارج، بل بالحقيقة معظم هذه التكتلات التي ظهرت تقيم قياداتها بالغالب في الخارج وتترك مناصريها يطحنهم الجوع والفقر وانعدام الخدمات في الداخل.
وفي حالة التكتل الأخير في عدن فالأمر واضح، الوكالة الأمريكية للتنمية وهي أداة الخارجية الأمريكية لتوزيع المساعدات على ما يبدو أنها تمتلك فائضا من المال لم يتم تصفيته في موازنة 2024، عمدت إلى تصفيته باسم هذا التكتل، ولم تجد أرخص من القادة السياسيين اليمنيين الذين هم أسباب الهزيمة في 2011 وما بعدها خاصة في 2014، وهم أسباب الهزيمة في سنوات الحرب، وهم أسباب الهزيمة حتى الآن، وجدتهم فرصة مناسبة لصرف أموالها عليهم باسم التكتل. ومن المتوقع، بكل تأكيد كما هو معلوم كل مرة أن يعود المجتمعون في عدن سراعا إلى منافيهم الاختيارية، وأموالهم واستثماراتهم في الخارج، بعد أيام قليلة من البقاء في عدن، ريثما يحصلون على المنح المالية التي ستوزع عليهم.
ويبدو من خلال بعض التصريحات أن أولئك القادة المشاركين في هذه الاجتماع أو التكتل، دخلوا في نزاعات مع بعضهم بعضا حول من يشارك ومن لا يشارك، وقد بدأت تصريحات من الليلة من بعض قادة المكونات المشاركة، بالاعتراض على ما جرى. تصريحات الاعتراض كالعادة لأسباب وطنية. والحقيقة واضحة: لم يكن له نصيب من عائدات التكتل المزعوم. وكذلك موقف الانتقالي منه، الذي صمت أمام هيبة وأموال وكالة التنمية الأمريكية، وسمح بالاجتماع، مجبرا لا بإرادة منه، فيبدو موقفه في أسوأ حال، وعند هذه النقطة تحديدا تبدو الأزمة اليمنية في أسوأ ظلماتها، والمستقبل اليمني مظلم أشد ظلامة من مستقبل أطفال غزة الذين يقتلون على مدار الساعة على يد أبشع إجرام صهيوني غربي. إذ تقع الأزمة اليمنية بين فكي الاحتلال الإيراني ومليشيا الحوثي من جهة، ورخص واستبداد وفئويات الحكومة اليمنية من جهة أخرى، وبين الطرفين فقر وغلاء وجوع وقطع طرقات وحصار وانهيار عملة تطحن الشعب اليمني بلا رحمة، حتى أفقدته القدرة على الكلام.