













الشرعية

مدينة كتعز ظلت واقفة في حنجرة الكهنوت، عصية على الانحناء، صامدة في ردع كل الدسائس والأحقاد طيلة عقد، لن تجهل مؤامرة إضعافها من الداخل، وتآكلها ذاتياً، وإغراقها بمظاهر التشوه وانحراف بوصلتها الوطنية

يوم إثر يوم تشتد الضربات الأمريكية على أهداف شاملة تقريبا في الجغرافيات التي يسيطر عليها الحوثيون من شمال اليمن، لتشمل أهدافا عسكرية ومراكز قيادة وقيادات وشبكة اتصالات ومنشآت اقتصادية تدخل في صميم الخدمة الأساسية للناس..

مقولة "يجب أن يكون الحل يمنيًا - يمنيًا"، وهي مقولة كانت تكررها النخب الخارجية التي ترى اليمن من علياها، لم تعد صالحة للاستخدام في الوقت الراهن

السؤال هنا: هل لدى مجلس القيادة ذلك الحس العسكري القادر على استغلال إيجابية هذا الخيار واستثماره لصالحه في المعركة، أم أن إهداره للفرص بات علامة حصرية على سياسته، وتلعب الانقسامات والتشظيات داخله دوراً كبيراً في تثبيط هممه وإضعاف قراراته، ويتهرب دوماً من اعتبارها معضلة في تكوينه؟

ما زال الجدل محتدماً بعد رحيل عبدالناصر الكمالي في تعز. بين من يترحم عليه كصديق للجميع، ومن يعترض على ذكر مآثره وينظر إليه كحوثي لا متحوث

ليس المجلس الانتقالي بعيدًا عن هذا، فهو لا يستطيع تقديم مشروع مستقبلي يستمد منه مشروعيته، لكنه يبحث في صيغ الماضي الاجتماعية والسياسية عن شرعية ما.