













عدن

في البداية، ليس في وسع قارئ منصف للتاريخ اليمني الحديث إلّا أن يضع نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض في مكانة متقدّمة بين زعماء اليمن المعاصرين، فهو الصانع الأبرز للوحدة اليمنية، والرجل الذي شكّلت اندفاعته الوحدوية العصا السحرية لتحقيق هذا الحلم. قدّم البيض تنازلاتٍ كبيرةً للوصول إلى إعلان الوحدة في 22 مايو/ أيار 1990، أبرزها تنازله عن مكانة الرجل الأوّل في دولة الوحدة، متجاوزاً الحسابات الشخصية بحماسة وطنية نادرة.

تصريح شطارة، وهو اعتراف أشد وضوحا بفشل الانتقالي الجنوبي المهيمن على الحكومة الحالية سواء في مجلس القيادة أو مجلس الوزراء أو السلطات المحلية والأمنية والعسكرية والاقتصادية في عدن ومحافظات جنوبي اليمن.

خلال عودة الثلاثة العليمي والزبيدي – وهذا غادرها قبل أيام عائدا إلى أبوظبي حيث إقامته الأثيرة- لم يعقدوا أي اجتماع رسمي لمناقشة أي من مهامهم، كما لم يعملوا على أي شيء لمواجهة ما يمكن أن تخلفه العقوبات الأمريكية على الحوثيين، ولا صاغوا حتى على المستوى النظري أي خطط لما قد تسببه الغارات الأمريكية على مليشيا الحوثي.

العشر السنوات الماضية خلقت واقعا جديدا في مناطق الجنوب والشرق جعلت انفصال الجنوب أكثر تعقيدا مما كان في مرحلة الحوار الوطني.

لو أن الأوضاع في تعز وعدن خصوصاً استقرت وتم التوصل إلى تفاهمات إنسانية بعيداً من السياسة، وفتح مجالات الاستثمار والعمل والعيش الآمن الكريم، لعاد الفارون خارج البلاد ليسهموا في خلق نموذج قابل للحياة هو وحده القادر على مواجهة مشروع "السلطة" في صنعاء.