الأخبار
Image Description

سلمان المقرمي

دولة الأعلوم

‫كتابنا‬| 27 يناير, 2025 - 7:51 م

 من حكم الجمهورية اليمنية المحررة بأرضها وشعبها إلى مربعات صغيرة في بعض المناطق، كمديرية المواسط، حيث يقف في مديرية المعافر المجاورة سلطان البركاني حائط صد أمامه. ومن إدارة مؤسسات دولة بكاملها وتفعيلها وتطويرها إلى الاهتمام فقط بإيرادات بعض المؤسسات الصغيرة، يتقلص حكم رشاد العليمي وتتلاشى به الجمهورية ومؤسسات دولة عمل من أجلها اليمنيون قرنا من الزمان.

التقى ضعف العليمي ولؤمه ومعاناته الهائلة من أخويه عيدروس الزبيدي وأبوزرعة المحرمي وكلاهما عضو في مجلس القيادة ويقودان المجلس الانتقالي المنشأ علنا لتدمير الجمهورية والانفصال، وغيره مع وضع مماثل يعيشه وزير الداخلية في عدن الذي لا قيمة له مطلقا هناك، ولا يشعر بأنه وزير له كلمة مسموعة إلا في مؤسسة الهجرة والأحوال المدنية بتعز .

 ولذا التقى مع العليمي في الطباع الشخصية، وفي شعورهم بالعجز الهائل في مناصبهم أمام قوة مثل الانتقالي وحتى وهم يخدمونه ليل نهار، وفرضوا أمورا تنظيمية وإجراءات تنظيمية لا هدف لهم سوى القول: غيرنا بعض الاجراءات وفرضنا أوامرنا في تعز على أن يكون منها ألا تقبل أي معاملة لأي مواطن يريد جوازا إلا ببطاقة شخصية ولا تقبل جوازات تعز نفسها لإصدار جواز جديد.

 يقال إن فلسفة العليمي أن القوات العسكرية التي واجهت الحوثي يتعامل معها العليمي على أنها لا تفهم فلسفة الدولة، ويفضل العمل مع القدماء كجميل عقلان قائد قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي) الذي لا يوجد عناصره في تعز إلا في حراسة بعض المؤسسات الإيرادية كالجوازات، وللأمانة تبدو الخبرة متوفرة وأنت تشاهد عناصر الأمن الخاص يحملون ملفات كثيرة لطالبي الجوازات ينافسون بها موظفي الجوازات.

يحقق هذا أمرين اثنين: أولهما أن قرار العليمي بتغيير مدير جوازات تعز نفذ بالقوة رغم مخالفته القانون كما يقول موظفون في الجوازات، والثاني انتزاع إيرادات باهظة من جيب المواطن المطحون فقرا. وإذا أردت جوازا خلال أسبوعين عليك دفع ما لا يقل عن 200 ريال سعودي.

وأنت تدخل إلى جوازات تعز - حيث أثبت رشاد العليمي نفاذ أوامره بتعيين آخر من قريته ليثبت له ولقريته أنه صار رئيسا فعلا، هناك يتنافس عليك الكثير منهم لعرض خدماتهم، وهم ينظرون إلى جيبك، والأموال تدفع بلا سندات، وأما الوثائق المكتوبة برسوم فهي تدفع بضعف قيمتها، كوثيقة بيانات الجواز السابق، قال الموظف هناك ردا على سؤال أين السند؟ كل متعامل أمامك دفع المبلغ. وحين سألته أهي دولة العليمي؟ أشار بفخر وهو يضحك نعم.

في دولة العليمي والأعلوم بجوازات تعز ترى عناصر الجوازات يضربون المعاملين، بالعصي وحتى يهددونهم بتمزيق أوراق المعاملة ووثائقها وتكسير الأيدي، حين يشعر بالإهانة إذا رفضت أمره بدفع الأوراق والأموال له ليوقع لك ورقتك، خاصة في ذروة موسم استخراج الجوازات المرتبط بالعمرة وانتعاش العمل في السعودية، ويفترض أن تغطي تعز وهي كذلك بالفعل الحاجة لإصدار الجوازات للمحافظات المجاورة مثل إب وذمار وصنعاء والحديدة وغيرها، لكنها قدراتها الفنية ظلت كما هي من قبل الحرب مصممة لخدمة مجموعة مديريات فقط، رغم الإيرادات الهائلة اليومية منذ سنوات.

في دولة الأعلوم الرشيدة رفعوا لوحة مكتوب عليها لا تعط أحد ملفك أيها المواطن لأي شخص ولا تدفع مالا إلا لمن تثق به. ولذا عندما جاء إلى تعز رشاد العليمي قبل أشهر وزار كلية الطب تحدث عن خبرة إحدى بناته تدعى جميلة في مجالات متعلقة بالطب، وفي مواجهة الأزمة الاقتصادية. تحدث عن ابنته فاطمة ومؤسستها نعمة، وفي القطاع النفطي رقم 5 تتحدث وثائق عن أحد أولاده، إنه يثق بهم، ولكنه وطموحه وأحلامه ومحيطيه يقتصر على الجواب عن سؤال واحد: كيف يشغل أو يوظف عياله؟

مقالات ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024