استيوشد برس: انسحاب الإمارات من اليمن لن يقلب التوازن العسكري والسعودية بحاجة إلى نصر (ترجمة)

قالت وكالة «استيوشد برس» أن انسحاب الإمارات من اليمن لن يقلب من التوازن العسكري للتحالف بصورة فورية، وذلك نظراً لأن التشكيلات المسلحة المتحالفة مع دولة الإمارات العربية المتحدة لا تزال على الخطوط الأمامية، بما في ذلك وأهمها في الوقت الحالي، وهي جبهة الحديدة.

ونقلت الوكالة في تقرير لها ترجمة "يمن شباب نت" عن بيتر ساليزبري - المحلل البارز في مجموعة الازمات الدولية - قوله "إن الانسحاب الاماراتي على الأقل في الوقت الراهن يبعد خيار تجدد هجوم التحالف على الحديدة وهذا يمنح الحوثيين بعض الاسترخاء".
 
حيث تمركز الإماراتيون طيلة أشهر ماضية حول الميناء للضغط على الحوثيين لتطبيق شروط وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة هناك.
 
وحث قرقاش الإماراتيين الحوثيين على النظر إلى الانسحاب باعتباره "إجراء لبناء الثقة" وحثهم على "أن تكون أعينهم مفتوحة على مصراعيها لهذه الفرصة الحرجة" لإحراز تقدم في السلام. غير أنه يمكن للحوثيين أن يروا الانسحاب الامـاراتي كإشارة تدل على أنه يمكنهم مواصلـة الحرب، بدلاً من تقديم تنازلات.
 
[إقرأ أيضاً: ميدل إيست آي: انسحاب الإمارات يقدم كثير من المعلومات عن خلافاتها مع السعودية في اليمن]

وقالت إليزابيث ديكنسون - المحللة البارزة في شبه الجزيرة العربية لدى مجموعة الازمات الدولية – "ربما تشعر المملكة العربية السعودية بأنها لا تزال بحاجة إلى نصر في اليمن، مهما كان شكله بالنسبة لها، وذلك من أجل التركيز بشكل أوضح على المحادثات".
 
وأضافت "هناك شعور في الرياض بأن الوقت الحالي ليس وقت التراجع في اليمن".
 

 ماذا يعني الانسحاب الاماراتي بالنسبة للتحالف؟
 
لم تعلق المملكة العربية السعودية على الانسحاب الإماراتي، لكن الخطوة تظهر بلا شك حالة الانقسام في الأهـداف بين شريكي التحالف البارزين.
 
ولطالما أراد السعوديون طرد الحوثيين من العاصمة صنعاء وإضعاف قدراتهم العسكرية على طول الحدود المشتركة.  لـكن سنوات من الغارات الجوية المدمرة، والقتال لم تتمكن من تحقيق أي من ذلك.
 
في الوقت نفسه، ركزت الامارات اهتمامها على جنوب اليمن.
 
وهناك، رسخت الإمارات نفسها كحاكم فعلي من خلال تمويل وتسليح الميليشيات، بما في ذلك الانفصاليين الجنوبيين.  كما يدير الإماراتيون أيضًا قاعدة جوية رئيسية في عدن، المدينة الرئيسية في الجنوب.
 
وبالفعل.. عملت سلطة الإماراتيين على تهميش حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً.. والتي يقاتل التحالف ظاهرياً لاستعادتها.
 
وقال مسؤول في حكومة هادي إن الانسحاب لن يقلل من نفوذ تلك السلطة الاماراتية.
 
وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته "لديهم (الاماراتيون) بالفعل رجالهم في جميع أنحاء اليمن" وقال "إنهم (الميليشيات التي تدعمها الإمارات) يسيطرون على كل شيء في عدن وغيرها من المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة على الورق فقط".
 
وقالت الإمارات إنها لا تزال ملتزمة بالتحالف.  ومع ذلك، يستمر التحالف في الانكماش.  وقد سحبت قطر والمغرب قواتهما من اليمن في السنوات الأخيرة وسط خلاف مع المملكة العربية السعودية.  فيما لا يزال الآلاف من قوات السودان يشاركون في القتال.
 
وقال التقرير "ان الخطوة -أي الانسحاب الإماراتي- تركت التحالف الذي تقوده السعودية هناك في اليمن مع وجود بري ضعيف وخيارات تكتيكية أقل".
 
لم تتخلى دولة الإمارات العربية المتحدة عن اليمن أو التحالف الذي شكلته مع المملكة العربية السعودية في عام 2015 لوقف تقدم المتمردين الشيعة المتحالفين مع إيران والمعروفين باسم الحوثيين الذين استولوا على الشمال.
 
لكن الانسحاب يمثل خطوة إماراتية كبيرة بعيدة عن سياسة المملكة العربية السعودية الشريكة الرئيسية في الحرب -المتمثلة بضرب المتمردين الحوثيين واخضاعهم - وهي استراتيجية لم تنجح إلى حد كبير.
 
ماذا سيحدث مستقبلاً؟
 
حالياً، بات يعتمد الكثير مما سيحدث في اليمن، على المحادثات حول تطبيق اتفاق الحديدة.  وقد وصف المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث محادثات الحديدة بأنها "بوابة للعملية السياسية". لكن جلسة الأسبوع الماضي لم تحقق سوى تقدم بسيط.
 
يؤدي فشل المحادثات إلى خطر استمرار الفوضى، وحذر غريفيث من أن اليمن معرض لخطر أن يتم جره إلى التوترات في الخليج الفارسي.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر