الموجة الرابعة للكوليرا تعاود قتل اليمنيين

[ أطفال يعانون من الكوليرا يتلقون العلاج الطبي في اليمن ]



على وقع ويلات حرب تأبى أن تضع أوزارها، يواجه اليمنيون موجة جديدة من وباء الكوليرا، تجتاح عددا من المحافظات، خاصة تلك الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي كالعاصمة صنعاء التي كان لها النصيب الأكبر من المعاناة.

وخلال الأيام الماضية، اكتظت مستشفيات صنعاء ومحافظات أخرى بالمرضى المصابين بالكوليرا، وسط تحذيرات من اتساع رقعة المرض، إذا لم تتخذ تدابير صحية عاجلة تحول دون ذلك، خاصة مع قدوم موسم الأمطار (مارس/آذار- أبريل/نيسان) الذي قد يؤدي إلى انتشار أوسع للأوبئة.

موجة الكوليرا الجديدة، تأتي بعد 3 موجات سابقة اجتاحت اليمن منذ 2017، في وقت تعاني فيه البلاد من تدهور حاد في الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي جراء الحرب المستمرة التي ألحقت خسائر فادحة بالبنى التحتية.

** عدد هائل من المصابين

حنان المغربي، تعمل ممرضة في قسم مكافحة الكوليرا بمستشفي السبعين وسط صنعاء، قالت لمراسل "الأناضول" إنه منذ أواخر شهر فبراير/ شباط الماضي، ازدادت حالات المصابين بوباء الكوليرا بشكل كبير.

وأضافت: "منذ ذلك الوقت تستقبل مستشفى السبعين وحدها من 60 إلى 70 حالة إصابة بالوباء يوميا خلال ساعات النهار"، لافتة إلى أن هناك تزايد في هذا العدد.

ومضت المغربي قائلة: "يأتينا مصابون بالكوليرا وهم في حالة غيبوبة ويعانون من هبوط شديد جراء فقدان السوائل في الجسم".

وأكدت أن أكثر المصابين بهذا الوباء هم من كبار السن والأطفال.

** وضع كارثي

استمرار تفشي الوباء واستقبال المستشفيات لأعداد كبيرة من المصابين، جعل البعض يصف الوضع الصحي بالكارثي، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من تفشي أمراض أخرى لكن بوتيرة انتشار أقل كالدفتيريا والحصبة والسرطان والفشل الكلوي.

المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة الحوثيين في صنعاء، يوسف الحاضري، قال لـ"الأناضول"، إن وباء الكوليرا أصاب أكثر من 82 ألف شخص منذ بداية عام 2019، في حين تم تسجيل وفاة 125 حالة بالوباء ذاته خلال الفترة ذاتها.

وأضاف "الوضع الصحي أصبح كارثيا، فالمستشفيات تكتظ بالمصابين مع وجود عجز في الاستجابة العاجلة لتفشي المرض، بسبب ضعف الإمكانيات جراء استمرار العدوان (في إشارة لعمليات التحالف العربي بقيادة السعودية) والحصار المفروض على اليمن".

بدورها، سجلت تقارير منظمة الصحة العالمية، وفاة 166 حالة بوباء الكوليرا في مختلف أنحاء اليمن، منذ بداية عام 2019، مع رصد أكثر من 97 ألف إصابة بالوباء ذاته خلال الفترة نفسها.

وتصدرت محافظة إب (وسط) المحافظات من حيث عدد الوفيات بـ33 حالة، تلتها محافظة ريمة (شمال) بـ26 حالة، في حين جاءت محافظة ذمار (وسط) ثالثة، بواقع 20 حالة وفاة، حسب المنظمة ذاتها.

و"الكوليرا" مرض يسبب إسهالاً حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يلتق العلاج، والأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية، وتقل أعمارهم عن 5 سنوات، معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن علاج الكوليرا بنجاح من خلال محلول لمعالجة الجفاف يتناوله المريض بالفم، وتحتاج الحالات الحرجة لعلاج سريع بسوائل وريدية ومضادات حيوية.

وتقول تقديرات سابقة للصحة العالمية، إن 17.8 مليون يمني (من أصل نحو 28 مليون) بحاجة للحصول على المياه الآمنة والإصحاح البيئي، مع وجود 19.7 مليون يفتقرون لخدمة الرعاية الصحية.

ويشهد اليمن، منذ نحو 4 سنوات، حربا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي جماعة الحوثي المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

ومنذ مارس/ آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، تقوده الجارة السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين، في حرب خلفت أزمة إنسانية حادّة هي الأسوأ في العالم، وفقا لوصف سابق للأمم المتحدة.

المصدر: الأناضول

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر