تقرير حكومي: 49 بالمائة من أطفال اليمن يعانون من التقزم ونقص التغذية

[ خلال فعالية اطلاق تقرير المسح العنقودي بعدن ]

حذر رئيس الوزراء معين عبدالملك، الأحد، من الأرقام والنتائج الصادمة التي وردت في تقرير المسح العنقودي متعدد المؤشرات، جراء الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي.

جاء ذلك خلال، فعالية إطلاق تقرير المسح العنقودي متعدد المؤشرات والتي أقامها الجهاز المركزي للإحصاء بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في العاصمة المؤقتة عدن وفقا لوكالة سبأ.

وأكد معين عبدالملك، الحاجة إلى سنوات من النمو الحقيقي والإيجابي بمعدلات عالية حتى يتم الوصول إلى نقطة ما قبل الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي في 2014م.

وقال رئيس الحكومة في كلمة له خلال الفعالية، إن "الأرقام الصادمة تتعلق بالأمن الغذائي، عندما يكون لدينا 49 في المائة من الأطفال يعانون من حالات تقزم ونقص تغذية وحالات مزمنة من نقص التغذية و 17 في المائة منها حالات شديدة أو حادة". 

وأكد أن هذه أرقام ومؤشرات خطرة جدا، إضافة إلى أن المؤشر الصعب فيما يتعلق أن 75 في المائة من الأسر شهدت على الأقل حالة من حالات انعدام الأمن الغذائي خلال الـ 12 شهر السابقة، وهذا مؤشر كبير جدا في ظل تراجع الدعم الإنساني، وأوضاع اقتصادية صعبة مع توقف تصدير النفط الخام".

وتطرق رئيس الوزراء إلى مؤشرات التعليم قائلا: "عندما يكون هناك طفل من كل 4 في حالات التعليم الأساسي، وفي الثانوي 53 في المائة هم خارج التعليم، وبالمجمل عندنا تقريبا 53 في المائة لم يكملوا التعليم الأساسي، و 37 في المائة لم يكملوا التعليم الثانوي، وهذه أرقام صادمة، ونحتاج الاطلاع على المؤشر على مستوى كل المحافظات، ومن المهم قراءة هذه المؤشرات وعكسها في السياسات القادمة للحكومة" وفق وكالة سبأ الحكومية.

وأكد أن بناء قدرات مؤسسات الدولة أحد أهم الأمور التي تتعلق بالتعاون الدولي بين الجانب الحكومي والمنظمات، مشيرا الى ان أي عمل لا يتيح العمل بين مؤسسات الدولة وبناء المؤسسات الوطنية، لا ينتج عنه أي استدامة وتبقى أعماله غير موثوقة وغير صالحة لأن تكون لها نتائج، أو تؤثر في عمل الدولة سواء كانت حكومة مركزية أو سلطات محلية، لافتا إلى أهمية المسح في تحديد الوضع الحالي، كون أي مسوحات ينبغي أن تأخذ بهذا الاعتبار.

ويشمل المسح العنقودي المتعدد 42 من المؤشرات الأساسية في اهداف التنمية المستدامة، ويهدف إلى جمع البيانات التي يمكن مقارنتها على المستوى الدولي لطيف واسع من المؤشرات حول وضع النساء والفتيات والفتيان، وبما يساعد في الحصول على البيانات اللازمة لوضع السياسات والبرامج وخطط التنمية الوطنية.

ولفت إلى وجود مؤشرات أخرى فيما يتعلق بعمالة الأطفال وهي خطيرة، حيث يوجد 29 في المائة من الأطفال منخرطون في عمالة الأطفال، ومؤشرات أخرى فيما يتعلق بشهادات القيد والولادة وهو رقم منخفض جدا، رغم أنه موضوع أساسي في البيانات المركزية للدولة.

وشدد الدكتور معين عبدالملك، على أهمية هذه المسوحات الميدانية، باعتبار ان الاستجابة دون ادراك التغيرات او الواقع او الاحتياج قد تكون نتائجها عكسية و تهدر الموارد المحدودة المتوفرة.. موجها بترجمة نتائج هذه المسوحات في رؤى وخطط سواء على مستوى الحكومة وعلى مستوى المنظمات الدولية.

وأكد الدكتور معين عبدالملك، حرص الحكومة على التعامل مع المجتمع الدولي والمانحين لردم هذه الفجوة وبشكل عاجل والعمل على استعادة مؤسسات الدولة، وتحقيق النمو الاقتصادي وإعادة تصدير النفط الخام.. وقال "نعلم أن مليشيا الحوثي حريصة على أن لا يكون هناك أي مسوحات وهناك جوانب كثيرة مجهولة وهي خارج سيطرة الحكومة، والجميع يعلم ما يحصل فيما يخص التلقيح وإيقاف حملات اللقاح في مناطق سيطرة الحوثيين، وهذه جريمة ترتكب لأنه أي إشكالية فيما يتعلق باللقاح تؤدي لانتشار أوبئة كان قد تم القضاء عليها وشهدنا ذلك في شلل الأطفال والحصبة وغيرها من الأوبئة".

وشدد رئيس الوزراء في ختام كلمته على أهمية نتائج المسح لكل الوزارات المعنية، لوضع خطط ومراقبة التحسن في أداء الحكومة ومؤسساتها والسلطات المركزية والمحلية.

وأكد على أهمية الحفاظ على دعم يتيح بناء المؤسسات بشكل كبير مثل الجهاز المركزي للإحصاء، من خلال التواصل مع وزارة التخطيط لبحث الدعم الخارجي وقطاعيا مع الوزارات المعنية.

بدوره، أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي واعد باذيب، أهمية نتائج المسح في مساعدة متخذ القرار والمهتمين بالشأن التنموي على فهم أفضل للواقع التنموي والاقتصادي والاجتماعي ومؤشرات التنمية البشرية بكل أبعادها التعليمية والصحية والمياه والدخل والطفولة والمرأة وغيرها من الجوانب الأخرى ذات الصلة، وكذا المساعدة في تحديد الأولويات وبناء السياسات والإصلاحات وإعداد الخطط التنموية بما فيها أجندة التنمية المستدامة 2023م وفق بيانات ومؤشرات إحصائية فعلية نابعة من الميدان.

وأشار إلى أن بناء قاعدة بيانات إحصائية شاملة لمؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحسابات القومية من الأولويات الملحة، خاصة بعد توقف إنتاج البيانات وتنفيذ المسوحات الميدانية بما فيها مسح ميزانية الأسرة والأسعار والمسوحات الاقتصادية والخدمية ومسوحات الفقر منذ عام 2014م نتيجة انقلاب جماعة الحوثي على الشرعية.

بدورها، أكدت رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الدكتورة صفاء معطي، أن نتائج المسح تعد مرجعا للبيانات الإحصائية الدقيقة والموثوقة وفق أحدث الطرق العلمية، حيث ستساهم بتمكين صانعي القرار والسياسات من دراسة واقع البلاد من مختلف الأبعاد، ورسم ووضع السياسات والخطط الملائمة للنهوض بواقع شتى القطاعات والمجالات.

من جهته أشار نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الاوتشا) في اليمن دييغو زوريلا، إلى أن المسح يعد مؤشرا أساسيا في تحديد التحديات ونوعية التدخلات في اليمن.. مجددا التأكيد على مواصلة الأمم المتحدة دعم اليمن من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كما جدد الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في اليمن بيتر هوكينز، حرص المنظمة على العمل مع السلطات الحكومية والشركاء لضمان توفر بيانات عالية الجودة ولدعم السياسات والبرامج الخاصة بالنساء والأطفال.. مثمنا جهود الجهاز المركزي للإحصاء وكافة الجهات التنفيذية والمانحة وشركاء التنمية في اليمن في تنفيذ المسح.

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر