"أهملت من قبل المؤرخين".. باحث عربي: الحضارة اليمنية "مميزة جدا" وتشكل حافزاً كبيراً للإنجاز بالعصر الحديث

اعتبر الباحث في تاريخ الأديان والحضارات الدكتور خزعل الماجدي، أن "الحضارة اليمنية"، مميزة جداً في محيطها الجغرافي.
 
وقال الماجدي في مقابلة مع قناة "فرانس 24"، إن "الحضارة اليمنية عانت من إهمال شديد من قبل مؤرخي الحضارات".
 
 وميز الماجدي بين اليمنين والعرب في التاريخ القديم، فإنه يرى أن "أقرب الشعوب السامية لليمنيين هم العرب أما اليمنيون اليوم هم عرب بلغتهم وتقاليدهم".
 
ويرفض نظرية الهجرات السامية انطلاقاً من اليمن كما يعارض نظرية ان التوراة تنطبق على جغرافية اليمن. وينوه الماجدي بمنجزات وابتكارات الحضارة اليمنية.
 
وأشار الباحث إلى منطقة اليمن بنت حضارة متفردة في جزيرة العرب، موضحا أن "العمارة اليمنية مميزة ومن طراز رفيع بالإضافة إلى النقوش العظيمة".
 
وذكر الماجدي، أن اليمنيين ابتكروا ما يسمى الأبراج المعمارية التي وصفت بناطحات السحاب القديمة، وهذه ميزة عظيمة، مؤكدا أن اليمن مفخرة من مفاخر الشرق الأدنى.
 
وقال إن الحضارة اليمنية باقية في الضمير والوجدان إلى يومنا هذا، وتشكل حافز لإنتاج شخصية حضارية مميزة وأتمنى أن تبق هذه الحضارة حاضرة في أذهان اليمنيين لينجزوا ما عليهم في العصر الحديث بشرط أن يخففوا من الانتماء القبلي، وأن يلجؤوا إلى العلم الحديث.
 
وأضاف أن منجزات الحضارة اليمنية لها خصوصية، على سبيل المثال، أن الملك اليمني سوى كان من سبأ أو غير سبأ لم يكن حرا كما بن الألهة في الحضارات المشرقية، ولم يكن نائبا عن الإله وكان مقيدا بما يسمى "المسود" والمجلس الإداري الشامل ولا يتصرف كما يريد.
 
وأوضح الماجدي، أن وجود المسود الذي يلزم أو يمسك حركة الملك كان انجازا سياسيا في ذلك الزمن، مشيرا إلى أن المدرجات الزراعية في اليمن منجز عظيم.
 
كما ذكر أن تجارة اليمن كانت مميزة في التاريخ القديم مثل تجارة البخور والمواد الصمغية الأخرى وعلى ضوئها سيمت باليمن السعيد.


كتاب الحضارة اليمنية

ومؤخراً صدر الجزء الأول من كتاب "الحضارة اليمنية"، للدكتور خزعل الماجدي، الذي يدرس العناصر الجغرافية، التاريخية، السياسية، القانونية، العسكرية، المدنية، الاقتصادية لهذه الحضارة العريقة، في حين يصدر لاحقاً الجزء الثاني من الكتاب.
 
وصدر الكتاب عن دار "الرافدين" في بيروت الذي أتى في 1160 صفحة، ويهتم بدراسة العوامل التي مكّنت الحضارة اليمنية من الوجود والاستمرار، وتصدير منتجات إلى العالم ما زالت تُنسب إلى تلك الحضارة حتى اليوم، على الرغم من المعوقات الجغرافية والطبيعية، والعديد من العوامل المحيطة بها.
 
وورد في تقديم الكتاب أنَّ "الحضارة اليمنية جوهرة نادرة بين حضارات العالم القديم، لكنّها تنفرد عنها بخصوصيتها التي تُعطيها مكانة خاصة بينها".
 
ويرى الكتاب أنَّ هذه الحضارة "استطاعت ترويض بيئتها الجغرافية والمناخية لصالح بناء قاعدةٍ زراعية متقدِّمة، على الرغم من تذبذب أمطارها الموسمية، وعدم وجود أنهارٍ فيها، وقد دفع ذلك بها نحو الابتكار العبقري لبناء السدود العظيمة، والصهاريج والأحواض الصخرية، ثم التحكّم بسيول الطمي والأمطار، وخلق بيئة زراعية خصبة تكفّلت بتوفير معظم غذاء أهلها طيلة زمن تلك الحضارة".
 
وقد منح هذا الترويض الأرض اليمنية، ثروات زراعية مميزة لها، غير موجودة في أي بقعة أخرى من بقاع العالم، مثل مصادر البخور واللُبان واللادن والمرّ والعطور والتوابل، درّت عليها ثروات كبيرة، كما منحتها هذه التجارة فرصة التلاقح مع حضارات وشعوب العالم.
 
يصف هذا الكتاب الحضارة اليمنية ويحلّلها ويناقشها، من خلال 8 فصول مزوَّدة بالمراجع والجداول والصور، 7 منها مخصصة لعناصر هذه الحضارة، وهي العناصر الجغرافية، التاريخية، السياسية، القانونية، العسكرية، المدنية، الاقتصادية، ويقدّم لها بفصل تمهيدي هو عبارة عن مدخل لليمن والتعريف به، وبمراجع الدراسات الخاصة به، والعلماء الذين عملوا على تنقيب آثاره وتدوين وقراءة نقوشه المكتوبة. وسيتناول الجزء الثاني، بقية عناصر هذه الحضارة، مع فصل ختامي لمعايرتها والحكم عليها وعلى منجزاتها.


المصدر: يمن شباب نت + فرانس برس + مواقع الكترونية


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر