مصر تعلن اعتزامها طرح تصور لإعمار غزة والأردن يبلغ ترامب بالخطة.. إجماع عربي في مواجهة التهجير

أعلنت مصر أنها تعتزم طرح تصور لإعادة إعمار قطاع غزة يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، في حين أكدت الأردن بأن الملك عبد الله الثاني قدم رؤيته الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها.

وأكدت مصر -في بيان لوزارة الخارجية الثلاثاء- "اعتزامها طرح تصور متكامل لإعادة إعمار القطاع وبصورة تضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه وبما يتسق مع الحقوق الشرعية والقانونية لهذا الشعب".

وقالت إنها تتطلع إلى "التعاون مع الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة، من خلال التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية تراعي حقوق شعوب المنطقة".

وشددت على أن "أي رؤية لحل القضية الفلسطينية ينبغي أن تأخذ في الاعتبار تجنب تعريض مكتسبات السلام في المنطقة للخطر، بالتوازي مع السعي لاحتواء والتعامل مع مسببات وجذور الصراع من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية".

pic.twitter.com/24yVhT7wSk

— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) February 11, 2025

كما أكدت على ضرورة "تنفيذ حل الدولتين (دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية) باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتعايش المشترك بين شعوب المنطقة".

وكرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب حديثه عن تهجير سكان قطاع غزة ونقلهم إلى دول أخرى، وتأييده ضم إسرائيل للضفة الغربية، خلال لقاؤه ملك الأردن عبد الله الثاني في وقت سابق الثلاثاء.

وقال ترامب -في مؤتمر صحافي- إنه يتوقع الحصول على قطعة أرض في الأردن وأخرى في مصر لتوطين الفلسطينيين فيها، وجدد التهديد من مغبة عدم الإفراج عن الأسرى بحلول ظهر السبت المقبل.

الأردن يبلغ ترامب بخطة مصر

وخلال لقاء ترامب في البيت الأبيض كشف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لأول مرة عن الخطة المصرية المرتقبة، ولاحقا أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي "أن الملك أكد لترامب أنه يمكن إعمار غزة دون تهجير أهلها".

وقال الصفدي -في تصريحات لقناة الجزيرة- أن الملك قدم رؤية الأردن خلال محادثاته مع ترامب والتي تقضي بأنه "يمكن إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أهله"، وهي الخطة التي قال إن "الأشقاء في مصر يعملون عليها بالتنسيق مع الأردن ومع كل الدول العربية".

وأشار، أن أساس خطة الدول العربية هو "عادة إعمار غزة دون تهجير أهلها وسيتم تقديمها حين إنجازها لترامب وأن مواقف الأردن "راسخة حازمة لا تتغير" وهي رفض تهجير الفلسطينيين إلى الأردن أو مصر أو إلى أي دولة عربية، ورفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

وقال الصفدي إن الرئيس الأميركي أوضح للملك أنه قدم خطته المتعلقة بالتهجير انطلاقا من اعتبارات إنسانية، معتقدا أنه لا يمكن إعادة البناء دون مغادرة أهل غزة لها، "لكن طرح الملك الأردني كان أنه يمكن إعادة البناء ويمكن معالجة الجانب الإنساني مع بقاء أهل غزة فيها".

وشدد الوزير الأردني على أن "موقف الأردن الثابت الذي لا يتغير ولن يتغير، ويؤكد عليه الملك دائما، هو أن حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية بما يلبي كل حقوق الفلسطينيين المشروعة".

وزير الخارجية الأردني للجزيرة: نعمل من أجل بلورة خطة عربية تقوم على إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، وقلنا لترمب إن فلسطين للفلسطينيين والأردن للأردنيين#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/9ignngmFCd

— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 11, 2025

كما أكد أن تصريحات ترامب جاءت قبيل المحادثات المطولة التي أجراها العاهل الأردني مع ترامب بعد حديث الأخير لوسائل الإعلام. -وحسب الصفدي- فإن الملك أجرى "محادثات معمقة وموسعة" مع الرئيس الأميركي حول علاقات البلدين الثنائية، وحول الأوضاع في المنطقة؟

وأوضح أن "مصالح الأردن والأردنيين هي في حل القضية الفلسطينية على التراب الفلسطيني وعدم تهجير الفلسطينيين إلى الأردن"، وشدد على أن السلام العادل لن يتحقق إلّا إذا نفذ حل الدولتين الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

وعن إعلان ملك الأردن أن بلاده ستستقبل ألفي طفل من المرضى في غزة، أوضح الصفدي أن الأردن -منذ بدء العدوان على غزة- يعمل على تقديم المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، وأنه أرسل مستشفيين ميدانيين إلى هناك، فضلا عن إخراج فلسطينيين كانوا بحاجة لعلاج لا يمكن تقديمه في غزة.

ونفى أن تكون لهذه الخطوة علاقة بتخفيف الضغوط الأميركية على الأردن بشأن قبولها بتهجير فلسطينيين من غزة على أراضيها. -وحسب الصفدي- فإن الأردن لن يستقبل وحده الألفي طفل المرضى، ولكن سيتم توزيعهم على الدول العربية بعد التشاور معها.

السعودية ترفض تهجير الفلسطينيين

من جانبها أكدت المملكة العربية السعودية الثلاثاء، "الرفض القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة" بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وأشارت إلى أن السلام الدائم لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين.

جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس). وأعرب عن "الرفض القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة بشأن تهجير الشعب الفلسطيني الشقيق من أرضه"، وعن التأكيد على "مركزية القضية الفلسطينية لدى السعودية".

وشدد على أن "السلام الدائم لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين".

والجمعة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "السعودية لديها مساحات شاسعة وبإمكانها إقامة دولة فلسطينية عليها". جاء ذلك ردا على سؤال لمذيع القناة الـ14 الإسرائيلية بشأن تمسك الرياض بإقامة دولة فلسطينية من أجل تطبيع العلاقات مع تل أبيب.

وردت السعودية في بيانين للخارجية شديدي اللهجة رافضين التهجير، إذ يؤكد الأول أن "موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت ولا يتزعزع وليس محل تفاوض " أما البيان الثاني فقد رفض تصريحات نتنياهو واعتبرها "متطرفة محتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين".

ويروج ترامب منذ يناير الماضي عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين منه إلى دول أخرى تحديدا مصر والأردن، وتماهيا مع مخطط ترامب، بدأت الحكومة الإسرائيلية إعداد خطة تزعم أنها تهدف إلى "مغادرة طوعية" للفلسطينيين من غزة.

وبدعم أميركي، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي بين السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

المصدر: يمن شباب نت + الجزيرة + الاناضول