إيران.. استمرار المظاهرات في الداخل والخارج رئيسي يندد "بمؤامرات العدو"  

تواصلت الاحتجاجات في جامعات إيرانية على وفاة الشابة مهسا أميني، وأكد ناشطون قمع الشرطة للمحتجين، كما تواصلت احتجاجات الإيرانيين في الخارج، بينما اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي "أعداء" بلاده بتضليل الرأي العام وتدبير المؤامرات. 

وأفاد ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بأن قوات الأمن الإيرانية والوحدات الخاصة استخدمت الرصاص المطاطي والغاز المدمع لقمع محتجين داخل حرم جامعة شريف بالعاصمة طهران مساء الأحد. 

وأكد ناشطون اعتقال طلاب بعد ملاحقتهم داخل الجامعة، إثر الاحتجاجات التي رُفعت فيها شعارات مناوئة للنظام. 

وأظهرت صور متداولة هروب طلاب جامعة شريف من قوات الأمن داخل موقف سيارات الجامعة، بينما ذكرت وكالة تسنيم أن اشتباكات حدثت داخل الجامعة، وأن الأوضاع باتت هادئة في المنطقة. 

كما ذكرت الوكالة أن وزير العلوم والأبحاث والتكنولوجيا محمد علي زُلفيغول، حضر إلى جامعة شريف للاطلاع على الأحداث فيها. 

وأفادت وكالة أنباء "فارس" بأن جامعة طهران شهدت تجمعا احتجاجيا ردد فيه الطلاب شعارات سياسية واجتماعية حادة، من دون إلحاق الضرر بالممتلكات العامة في الجامعة. 

وأضافت الوكالة أن مجموعة أخرى من الطلاب نظموا في المقابل احتجاجا للتنديد بما سموه أعمال الشغب خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أسبوعين، وأكدت أن جامعات أخرى في طهران -مثل علامة وشريف والزهراء- شهدت تجمعات مماثلة. 

وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل مظاهرات في مدن عدة، مثل طهران ويزد وكرمانشاه وسنندج وشيراز ومشهد. 

وهتف متظاهرون للمطالبة بما أسموه الاستقلال والحرية، كما رفع البعض شعارات "الموت لخامنئي". 

وأفادت منظمة "إيران هيومن رايتس" -ومقرها في أوسلو- بأن 92 شخصا على الأقل قتلوا جراء قمع المظاهرات في إيران.
 

مظاهرات في الخارج

وبالتزامن مع المظاهرات في مدن إيرانية عدة، يحتشد متظاهرون إيرانيون وكرد في مدن أخرى حول العالم ضد الحكومة الإيرانية منذ أيام، حيث شهدت باريس مظاهرة جديدة الأحد سار فيها الآلاف من ساحة الجمهورية حتى ساحة الأمة. 

ومن الشعارات التي أطلقوها "انضموا إلى أول ثورة نسائية"، و"الموت للجمهورية الإسلامية"، و"امرأة، حياة، حرية". 

وتجددت المظاهرات الأحد في كل من لوس أنجلوس ونيويورك وواشنطن وتورونتو وإسطنبول وأنقرة وبيروت، ورفع المشاركون خلالها شعارات حقوقية وسياسية. 


مؤامرة جديدة

من جهة أخرى، قال الرئيس الإيراني إن العدو يسعى إلى تضليل الرأي العام في إيران بشأن وفاة مهسا أميني، رغم أن الجهات الرسمية تحقق في وفاتها. 

  

وأضاف رئيسي أن "العدو خطط لمؤامرة جديدة" لمنع بلاده من التقدم في المجالات الاقتصادية والحضور الإقليمي والدولي. 

  

وأكد الرئيس الإيراني أنه لا يمكن الوثوق بمواقف الأطراف الغربية التي تدّعي أنها تدافع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان؛ لأنها تصمت عند قتل عشرات الأفغانيات على أيدي الجماعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة، بحسب قوله. 

بدوره، قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن من وصفهم بأعداء إيران يشنون حربا نفسية على البلاد، ويحاولون خداع الشباب الإيرانيين لجرهم إلى الشوارع، بحسب تعبيره. 

وحذّر سلامي من أن إيران ستردّ على أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. 

وقال أمجد أميني، والد مهسا أميني التي توفيت أثناء احتجاز الشرطة لها، إنه لم يحصل حتى الآن على السجلات الرسمية الخاصة بالقضية، مضيفا -في تصريحات صحفية- "وكذلك الطب الشرعي لا يسمحون لي برؤية الملفات". 

وتوفيت مهسا أميني في المستشفى يوم 16 سبتمبر/أيلول بعدما تعرضت لغيبوبة، وذلك عقب اعتقالها على يد شرطة الأخلاق بسبب انتهاكها قواعد ملابس المرأة في إيران. 
 

نواب البرلمان

وأكد 233 نائبا بالبرلمان الإيراني -في بيان مشترك- على ضرورة التفريق بين المحتجين وبين من يقومون بأعمال الشغب، وقالوا إن "أعداء إيران يسعون لاستغلال هذه الأحداث لإثارة الفوضى في البلاد واستهداف أمنها". 

وطالب البيان المؤسسات المعنية بضرورة إجراء التحقيقات اللازمة، ومعرفة أسباب الأحداث، وتقديم رؤى إستراتيجية لمنع تكرارها. 

من جانبه، قال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إن أطرافا خارجية تحرض على أعمال الشغب وإثارة القلاقل في إيران، مشيرا إلى ضرورة متابعة حيثيات وفاة مهسا أميني، ومحاسبة المسؤولين عن أي خطأ محتمل في وفاتها بشكل صارم. 

كما دعا قاليباف إلى إصلاح آلية عمل شرطة الأخلاق، كي لا تشهد البلاد أحداثا مشابهة في المستقبل، مؤكدا أنه سيتابع الموضوع في إطار صلاحياته. 

  

(الجزيرة) 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر