الأخبار

الغارديان: لماذا تعتبر المدرجات اليمنية القديمة من أرقى إبداعات الإنسان؟

ترجمات| 25 يناير, 2025 - 3:08 م

يمن شباب نت- ترجمة خاصة

image

مدرجات جبل صبر بالقرب من مدينة تعز ف(جيتي)

تحدثت صحيفة الغارديان البريطانية عن روعة المدرجات اليمنية القديمة، واصفة إياها بأنها من أرقى إبداعات الإنسان. حيث تحول التربة التي اعتبرت كنزاً ثميناً لقرون من الزمان، المنحدرات الشديدة الانحدار في اليمن إلى أرض خصبة ومنتجة.

واستهل الكاتب الصحفي كيفن راشبي تقريرا أعده للصحيفة قائلاً "إنك تعلم دائمًا أنك على وشك رؤية شيء مثير للاهتمام عندما يخلع سائق سيارتك حذائه ويمسك بدواسات القدم بقوة بأصابع قدميه المتصلبة. كنت جديدًا في اليمن ولم يكن لدي أي فكرة عما أتوقعه. كل ما رأيته هو أننا كنا على هضبة جبلية صخرية نندفع نحو حافة منحدر على متن سيارة تويوتا لم يتذكر أحد صيانتها وفحصها".

انحرفت آثار الإطارات المتوازية على قمة الجبل المتربة إلى اليسار بشكل حاد، واختفى الأفق في فراغ ضبابي مزرق اللون. لقد بدأ هبوطنا: سلسلة من الاهتزازات والاصطدامات المروعة.

توقفنا لندور حول منعطف حاد، وقفزت من السيارة لأستمتع بالمنظر. ثم ألقيت نظرة أولى على أحد أعظم الإبداعات البشرية في العالم: المدرجات اليمنية. فهي تمتد من القمة إلى قاع الوادي، وتتعرج حول محيطها، وهي إنجاز مذهل من الجهد الجماعي الذي تم تكراره في سلسلة الجبال التي تمتد من الحدود السعودية إلى النقطة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية عند عدن.

إن كل جدار من جدران المدرجات لهو شهادة على فن البناء بالحجارة، حيث يبلغ ارتفاع بعضها ارتفاع المنزل للحفاظ على بضعة أمتار من التربة. وهذه التربة، التي تم جمعها بعناية والاعتناء بها على مدى قرون، تحول هذه المنحدرات الشديدة إلى أرض خصبة منتجة.

 كان البن المزروع هنا يقدم في أول مقهى في لندن في عام 1652، على الرغم من أن الأصل الحقيقي في ذلك الوقت كان غامضًا لدرجة أنه كان يُعرف باسم ميناء البحر الأحمر حيث كان التجار يشترونه: موكا.

في كل مكان ترى فيه الصنعة المعقدة والعناية التي تبذل للسيطرة على التربة والمياه والاحتفاظ بها. بعض الصهاريج الحجرية أكبر قليلاً من حوض الاستحمام، والبعض الآخر بحجم حمام السباحة الأولمبي مع أنظمة معقدة للوصول عبر السلالم والحواف.

في الربيع، على أحد الجبال، جبل صبر بالقرب من مدينة تعز الجنوبية، كنت أسير عبر بساتين مظللة من أشجار البن واللوز والقات، مستمعاً إلى المزارعين وهم يتحدثون مع أصدقائهم الذين قد يكونون على بعد 100 متر فقط على شرفة عبر الوادي، لكنهم يقطعون مسافات طويلة سيراً على الأقدام.

وتستخدم الجدران المشرفة كمقبرة أيضاً. فعندما يموت الناس، تتحول القرية بأكملها إلى حملهم عند الفجر ووضع الجثث المغطاة خلف حجر. وآخر ما يفعله الجميع هو دفع الأقحوان وحبوب البن.

كانت العديد من المدرجات قديمة بالفعل عندما وصفها العالم العربي أبو الحسن الهمداني في القرن العاشر بأنها من عجائب الدنيا. والحقيقة أن المدرجات الزراعية هي نتاج أجيال من التفاني البشري، حتى يومنا هذا.

 صحيح أن بعضها تردى في حالة سيئة، لكن بعضها الآخر لا يزال قائماً، وبفضل إدارتها للتربة والمياه، تظل رمزاً قوياً للاستدامة والعناية البيئية والحس السليم.

| كلمات مفتاحية: تعز|المدرجات|التربة

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024