"غروندبرغ" يغادر صنعاء ويحث الحوثيين على خفض التصعيد وإطلاق المعتقلين فورا

غادر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم الخميس، صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، بعد زيارة لثلاث أيام تعد الأولى له منذ نحو عامين.

وخلال مكوثه في صنعاء لم يلتق "غروندبرغ" القيادات العليا للمليشيا بصنعاء، واقتصر لقاءاته مع رئيس حكومة المليشيا ووزير خارجيتها ورئيس لجنة الأسرى، -بحسب الإعلام الحوثي في حين اكتفى بيان مكتب المبعوث بالإشارة إلى أنه أجرى مناقشات مع من سماهم "كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين".

وقال البيان، إن النقاشات تركزت على "تجديد المشاركة في العملية السياسية، مع التركيز على معالجة التحديات واستكشاف إمكانيات تعزيز السلام في سياق المنطقة المعقد".

وأضاف، أن غروندبرغ، أكد خلال اجتماعاتهِ على أهمية خفض التصعيد الوطني والإقليمي لتعزيز بيئة مواتية للحوار، وحث على ضرورة الاتفاق على إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق إلى الأمام لعملية سياسية لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين في جميع أنحاء اليمن.

وأشار إلى أن المناقشات سلطت الضوء على أهمية اتخاذ تدابير لمعالجة التحديات الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية، وفي الوقت نفسه تعزيز الاستعدادات لوقف إطلاق النار - وهي مكونات أساسية لخارطة الطريق والتوصل إلى حل سياسي يلبي تطلعات اليمنيين.

وقال غروندبرغ: "أنا مصمِّم على حماية التقدم المحرز حتى الآن على خريطة الطريق والتركيز على آفاق السلام في اليمن".

وفي ملف الأسرى والمختطفين، أكد المبعوث خلال مناقشاته على أن الملف حيوي لبناء الثقة بين الأطراف والمضي قدماً في تنفيذ الالتزامات السابقة.

كما شدد على أهمية إعطاء الأولوية لهذه القضية الإنسانية كخطوة نحو تعزيز الثقة التي يمكن أن تساعد في تمكين اتفاقات أوسع نطاقًا وتظهر الالتزام بجهود السلام، حسب البيان.

ولفت البيان إلى أن غروندبرغ، زار في مستهل زيارته عائلة أحد الموظفين الأمميين المختطفين لدى الحوثيين منذ يونيو 2024م، وأعرب عن خالص تعاطفه ومواساته لما تكبدوه في هذه الفترة العصيبة، عارضا دعمه لهم.

كما أطلعهم (العائلة) على جهود الأمم المتحدة لإطلاق سراح جميع الموظفين المعتقلين تعسفيًا، كما أعرب عن تضامنه مع عائلات المعتقلين الآخرين، مدركاً لمعاناتهم المشتركة والحاجة الملحة للإفراج عن أحبائهم.

وقال البيان، إن المبعوث الأممي حث في جميع مناقشاته، الحوثيين بشدة على إطلاق سراح الأفراد المعتقلين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية فورًا ودون قيد أو شرط.

 وأكد غروندبرغ، أن الاعتقالات التعسفية غير مقبولة وتشكل انتهاكا للقانون الدولي، مضيفا: "يتعين علينا حماية دور المجتمع المدني والعاملين في المجال الإنساني. فهم يقدمون مساهمات حيوية لتحقيق السلام وإعادة بناء اليمن".

وكان المبعوث الأممي قد وصل الاثنين صنعاء عقب اجتماعاته في العاصمة العمانية مسقط مع مسؤولين عمانيين، إلى جانب الناطق الرسمي باسم الحوثيين ورئيس وفدها المفاوض محمد عبدالسلام.

وقال مكتب المبعوث أن زيارة غروندبرغ تأتي في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام، وتهدف أيضًا إلى دعم إطلاق سراح المحتجزين تعسفيًا لدى الجماعة من موظفي الأمم المتحدة، والعاملين في المنظمات غير الحكومية، وأفراد المجتمع المدني، إلى جانب أعضاء البعثات الدبلوماسية.