- السعودية ترحب باتفاق غزة وتحث على الالتزام بإنهاء “العدوان” الإسرائيلي على القطاع قيادي في حماس: المقاومة أفشلت مخطط التهجير والأمور ستعود إلى ما قبل السابع من أكتوبر تعرف على تاريخ اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة والاحتلال إحالة اثنين من موظفي رئاسة مصلحة الأحوال المدنية إلى المجلس التأديبي "زيارات سرية".. كيف يجري تطبيع العلاقة بين سوريا والعراق؟ عدونا لن يرى منا لحظة ضعف.. حماس: وقف إطلاق النار ثمرة الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني والمقاومة هذا ما سيفعله الغزّيون مع إعلان وقف إطلاق النار
هذا ما سيفعله الغزّيون مع إعلان وقف إطلاق النار
غزة| 15 يناير, 2025 - 8:02 م
يمن شباب- متابعات
بين العودة إلى منازلهم المدمرة وتفقد حالها، وشد الرحال من الجنوب إلى مدينة غزة للقاء الأهل والأحبة بعد خمسة عشر شهراً من البعد والتهجير، تتنوع آراء الغزيين عن أول شيء سيفعلونه بعد إعلان وقف إطلاق النار.
لن يكون احتفال أهالي غزة بوقف الحرب، بطعم الفرح والسرور، بقدر ما سيركزون على نفض غبار آلة الإبادة عن كاهلهم وحياتهم وانتهاء الكابوس وتوقف النزيف وشلال الدم وسياسة التشريد والتجويع والتهجير القسري.
هي مساحة لالتقاط الأنفاس، ولملمة الشتات، وتضميد الجراح، وتسكين الألم ونقل جثامين الشهداء من الشوارع والحدائق والأراضي إلى حيث يجب أن تكون، والوقوف على أنقاض البيوت المدمرة أو العودة للعيش بين ركامها.
وسيمكّن القرار ذوي أكثر من 46 ألف شهيد من تنظيم المآتم وتلقي واجب العزاء المتأخر. وستعود عجلة الحياة إلى الدوران ولكن بظروف مختلفة، تغيرت فيها معالم الأحياء والمدن وطاول الدمار أجزاء واسعة منها. ربما نجا كثيرون من حرب الإبادة لكن قلة من لم يسلموا من مرارة الفقد.
بالنسبة لعبد الكريم بركة وهو تاجر من سكان المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، فإنه يرى المستقبل أمامه "غامضاً"، ورغم حيرته يقول لـ "العربي الجديد": "أمنيتنا كانت وقف الحرب وعودة الحياة إلى طبيعتها، بعد ذلك نفكر ماذا سنفعل، لأن الأسعار أرهقتنا. ماذا نأكل وماذا نشرب؟ سؤال يومي احتل يومياتنا بسبب التجويع والحصار ومنع دخول السلع".
تعرض منزل بركة للتدمير، وفقد أيضا محاله التجارية ومخازنه. يقول إنه عاد إلى الحياة "من نقطة الصفر"، وسيبدأ بخيمة ينصبها إلى جانب ركام منزله إلى أن يتحقق الإعمار "الذي سيستغرق مدة طويلة".
"أول شيء سأفعله هو العودة إلى بيتي، وتصليح النوافذ وإغلاق فتحات الجدران". هذا ما تفكر به أمّ محمد التي كانت تشتري بعض الملابس من السوق، بعد عدة أشهر قضتها بعيداً عن منزلها الواقع في بلدة عبسان الكبيرة شرق المدينة. تقول أم محمد لـ "العربي الجديد" إن وقف إطلاق النار يمثل لها "حياة وأماناً" وانتهاء شعور الخوف والقلق، إذ حرمت من العيش في ما تبقى من منزلها بسبب الاقتحامات المتكررة من جيش الاحتلال للبلدة، وفي الوقت نفسه لا تخفي شعورها بالحزن والتضامن مع كل من فقد عائلته.
تظهر ابتسامة على وجه الشاب وليد نبهان، الذي يقول لـ"العربي الجديد": "سأذهب مشياً من جنوب القطاع إلى منزلي الواقع بمنطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، وإذا كان مهدماً سننصب خيمة. سنعيش الفرح لأن كل شيء صعب ومؤلم انتهى. إعلان وقف إطلاق النار هو أجمل ما حدث معنا منذ خمسة عشر شهراً ونهاية رحلة العذاب والتشرد والنزوح والعيش في الخيام والغرق بمياه الأمطار".
يسجد أبو خالد ناصر شاكرا الله، فقد نزح من بلدة بيت حانون إلى مدينة غزة قبل أسبوعين في رحلة عاش فيها خطر الموت بكل تفاصيله، وسبقتها أيام تشرد بين بيوت مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا. كذلك عاش التجويع في أشده. يعتبر ذلك "انتصاراً للمقاومة التي لم يستطع الاحتلال اجتثاثها"، ويقول: "سأذهب إلى بيت حانون بعد وقف إطلاق النار، لأبحث عن أصدقائي لأعرف من بقي حياً من بينهم ومن استشهد".
أما صابرين ماضي التي سافرت إلى الإمارات لعلاج طفلتها المصابة لمى وفقدت في مجزرة دموية 25 فرداً من عائلة زوجها في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2023، فتقول لـ "العربي الجديد": "لست سعيدة بمعنى الفرح المعروف، لكن هي نهاية لكابوس، وتوقف لعداد الشهداء. أول شيء أفكر فيه هو العودة إلى غزة. بعد رحلة العلاج وإغلاق معبر رفح، شعرت بأنني احتجزت في الخارج. سأرى زوجي وأبنائي بعد غياب استمر شهوراً طويلة، في الوقت نفسه فإن ألم الفقد لا يفارقنا".
على أحرّ من الجمر تفكر أنسام السرساوي بلقاء زوجها بعد خمسة عشر شهراً من نزوحها إلى جنوب القطاع، وبقاء زوجها في مدينة غزة. تعرضت السرساوي للإصابة بيدها، فيما يواصل طفلاها جوري (8 سنوات) وإلياس (7 سنوات) أسئلتهما المتكررة عن موعد اللقاء بوالدهما. لا تخفي السرساوي مشاعر الفرح التي تشعر بها لـ "العربي الجديد": "اللقاء بزوجي كان حلما، وكنت أخشى أن تطول الحرب أكثر، ورغم كل ما عانيته في البعد عنه، زادت الأعباء عليّ بغياب السند. لكن بمجرد رؤيته سأنسى كل الفترة السابقة وستذهب المعاناة والألم، ونلم شملنا من جديد وأحمد الله أننا نجونا من الحرب". على مدار عام، عاشت السرساوي في خوف وقلق مع كل خبر يأتيها من غزة عن وقوع استهداف وسقوط شهداء، وهذا القلق سيزول مع لقائها بزوجها وانتهاء الحرب.
أما عبير نصار التي فقدت زوجها وطفليها أمير (5 سنوات) وحوار (سنتان) في 15 فبراير/ شباط 2024، فتقول لـ "العربي الجديد": "يشبه شعوري شعور أهل المريض الذي يرقد على أجهزة التنفس الاصطناعي، ينتظرون ابنهم إن كان سينجو أم يموت. أنا المريض في هذه الحالة. ربما أزورهم في المقبرة، لكن تصعب عليّ زيارة البيت الذي أصبح مهجوراً بعد رحيل زوجي وكل أفراد العائلة التي مسحت من السجل المدني. كنت أنتظر العودة إلى البيت معهم".
تضيف بألم يظهر واضحاً على ملامحها: "كأني أسمع في أذني: عظم الله أجركم. رحمهم الله. سأسمعها بوضوح لأول مرة بكل معناها. سأفهم ماذا يعني أن يصبح الأطفال عصافير في الجنة وما أبعد الطريق إليهم. سأشعر بمعنى كلمة الناجي الوحيد الذي يجب أن يكمل المشوار وحده ويستمد قوته من نفسه وليس ممن يحيطون به". وتتابع: "كنت أكثر شخص يتابع أخبار الحرب وأنتظر خبر وقف إطلاق النار. الخبر الذي طالما انتظرته بات اليوم كابوساً أخشاه".
ستبدأ فاطمة دبابش التي فقدت زوجها عبدالله شنيورة (35 عاما) وأهله في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 معركة جديدة بعد وقف الحرب. هذه المرة ستخوضها لوحدها من دون رفيق أو سند. ستبحث عن مكان يؤويها بعد تدمير منزلها الواقع في حي الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة. بحرقة قلب تقول لـ "العربي الجديد": "أفقدتني الحرب أغلى ما أملك، زوجي وأهله وبيوتنا وكل ما نملك وأعز صديقاتي والكثير من أقاربي. لم نعش حزننا بعد. هناك بكاء وغصة وحزن وقهر عميق يسكننا. سنعيش حزننا ونبكيهم. وسنلتقي الناجين من أهلنا النازحين في الجنوب بعد فراق طويل". وتضيف: "سأزور قبور من فقدتهم لأحدثهم عن شوقنا ولوعتنا على فراقهم ومرارة ما نعيشه ببعدهم عنا. سأبدأ بالبحث عن حياة كريمة لأولادي الذين تذوقوا مرارة الفقد التي أنهكت قلوبهم الصغيرة".
وفي وقت يتوق الكثير من النازحين جنوب القطاع إلى لقاء أحبتهم وأقاربهم وأزواجهم شمال القطاع، فإن فاطمة البلعاوي ستلقي نظرة وداع على قائمة طويلة من شهداء عائلتها، على رأسهم زوجها الصحافي محمد بعلوشة الذي استشهد في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وكذلك إخوتها والكثير من أقاربها من بينهم أولاد عمها وزوجاتهم وأبناؤهم، وخالتها وعمتها وأولاد وبنات خالتها وأولاد خالها وعم زوجها.
ينغرس الوجع في قلبها كسكين، وهي تحكي لـ "العربي الجديد": "كنت آمل أن ألتقي بزوجي الذي ظل في مدينة غزة من أجل نقل معاناة الناس ومواصلة عمله الصحافي هناك. كنت آمل أن يجتمع مع أطفالنا الذين اشتاقوا لرؤيته، ونفرح معاً بنجاتنا من هذه الحرب. كنا نرسم ونخطط معاً كيف سيكون شكل هذا اللقاء. ولكن كما عهدنا نحن الشعب الفلسطيني، ألا تكتمل لنا فرحة، فتحطمت كل آمالنا وأحلامنا".
العربي الجديد
أخبار ذات صلة
غزة | 15 يناير, 2025
السعودية ترحب باتفاق غزة وتحث على الالتزام بإنهاء “العدوان” الإسرائيلي على القطاع
غزة | 15 يناير, 2025
قيادي في حماس: المقاومة أفشلت مخطط التهجير والأمور ستعود إلى ما قبل السابع من أكتوبر
غزة | 15 يناير, 2025
تعرف على تاريخ اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة والاحتلال
غزة | 15 يناير, 2025
عدونا لن يرى منا لحظة ضعف.. حماس: وقف إطلاق النار ثمرة الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني والمقاومة
غزة | 15 يناير, 2025
تسليم الأسرى بعد 3 أيام.. "رويترز" تنشر أجزاءً من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة