الوضع بات أكثر خطورة.. غضب عارم بعد قطع إسرائيل المساعدات عن غزة

تواجه إسرائيل انتقادات حادة بسبب وقفها دخول جميع المواد الغذائية والإمدادات الأخرى إلى غزة، وسط غضب عارم بعد قطع إسرائيل المساعدات عن غزة للضغط على حماس لقبول اقتراح وقف إطلاق النار الجديد، وفق صحيفة واشنطن بوست.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن وقف إطلاق النار أنقذ أرواحا لا حصر لها، مضيفة أن "أي تفكك للزخم الذي تم إنشاؤه خلال الأسابيع الستة الماضية يهدد بإعادة الناس إلى اليأس".

ووصف توم فليتشر، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، قرار إسرائيل بأنه "مثير للقلق"، مشيرا إلى أن القانون الإنساني الدولي يوضح أنه يجب السماح بوصول المساعدات. واتهمت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية إسرائيل باستخدام المساعدات كورقة مساومة، ووصفت ذلك بأنه "غير مقبول" و"مثير للغضب".

كما طلبت خمس منظمات غير حكومية من المحكمة العليا الإسرائيلية إصدار أمر مؤقت يمنع الاحتلال من منع دخول المساعدات إلى غزة، مدعية أن هذه الخطوة تنتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي

ووفقا لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، فقد فرضت إسرائيل حصاراً على غزة في الأيام الأولى للحرب ولم تخففه إلا تحت الضغط الأميركي. واتهمت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إسرائيل بعدم تسهيل وصول المساعدات الكافية خلال 15 شهراً من الحرب.

وقالت المحكمة الجنائية الدولية إن هناك سببًا للاعتقاد بأن إسرائيل استخدمت "التجويع كأسلوب حرب" عندما أصدرت مذكرة اعتقال بحق نتنياهو العام الماضي. ويشكل هذا الادعاء أيضًا محورًا لقضية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية التي تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية.

وضع غزة أكثر خطورة

من جانبها، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن حجب إسرائيل للمساعدات يثير مخاوف صحية بين سكان غزة الذين يعانون من سوء التغذية ،في وقت تقول الوكالات إن الوضع الصحي "كارثي" وأن المساعدات التي تم تسليمها مؤخرا كانت جزءا ضئيلا من المطلوب.

وأضافت الصحيفة في تحليل لها، أن الوضع في غزة بات الآن أكثر خطورة. فقد دمر أو تضرر ما يقرب من 70% من المباني في مختلف أنحاء القطاع الساحلي.

وفي ظل هذه الظروف، وصفت منظمة أوكسفام المساعدات التي وصلت إلى غزة خلال وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع بأنها "قطرة في محيط".

وبحسب الصحيفة، فحتى خلال الأسابيع الستة التي استغرقها وقف إطلاق النار، ظلت إسرائيل تفرض رقابة مشددة على ما يسمح بدخوله من شحنات إنسانية. وقد اشتكت وكالات الإغاثة من أن العديد من المعدات الطبية مُنعت من الدخول بدعوى أنها "ذات استخدام مزدوج".

كما مُنعت خزانات المياه أيضاً، الأمر الذي جعل الناس يعتمدون على الآبار، التي أصبحت في أعقاب الصراع غير كافية لتلبية احتياجات السكان.

وهناك حوالي 1500 نقطة وصول للمياه تعمل في مختلف أنحاء غزة، وتقول الأمم المتحدة إن إنتاج المياه وإمداداتها الآن عند ربع مستويات ما قبل الحرب.

ووفقا للغارديان، تظل القضايا الصحية تشكل مصدر قلق رئيسي، حيث تشير التقديرات إلى تدمير ما يقرب من 80% من البنية التحتية الصحية في غزة بسبب الحرب ومقتل 1000 عامل طبي.

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن هناك ما يصل إلى 14 ألف فلسطيني في غزة في حاجة إلى الإجلاء الطبي، بما في ذلك 4500 طفل.

المصدر: واشنطن بوست+ الغارديان