الأخبار
Image Description

صهيب المياحي

11 فبراير.. نشيدُ الخالدين!

‫كتابنا‬| 9 فبراير, 2025 - 7:16 م

 كل مساء، سنخبركم عن فبراير ليس كذكرى عابرة أو يومٍ مرَّ في الذاكرة، بل كدويٍّ ما زال يهزّ عروش الطغاة وقلوب الأحرار. سنخبركم عن فبراير كونه أكثر من مجرد تاريخ؛ إنه فعلٌ مستمر، زلزالٌ لا يتوقف، وهُوِيّةٌ تُنسج من خيوط الدم، والأمل، والنضال. في لحظةٍ كُنا فيها مجرد شعوبٍ محطمة، لكننا أصبحنا اليوم علامةً فارقة في تاريخ لا يعرفُ المساومة.

في طيات كل لحظة بين العشيّ والإبكار، عندما يطفئ الليل أضواءه، وتلوح الفجرات بأحلامٍ جديدة، سنهمس في أُذنِ هذا العالم الجائر: فبرايرُ ليس مجرد حدثٍ عابر، بل هو انفجارٌ وجوديّ، صرخةٌ تُحطم جدران الظلم، وفكرةٌ لا يمكنُ أن تسكتها حبال الطغيان.

إنها الثورة التي لم تكن مجرد ردّة فعل، بل هي ميلادٌ جديد لفكرٍ طالما اختنق تحت وطأة الاستبداد. إنّ فبراير هو لحظةُ استفاقةٍ للإنسانية نفسها، استيقاظٌ من غيبوبةٍ دامت طويلاً، وصحوةٌ على واقعٍ مغايرٍ تمامًا عن ذلك الذي صنعه الطغاة في خيالنا العقيم. لا هوى فيه ولا مكان للضعفاء؛ إنه زمنٌ للصلابة، للثبات على الحق، للثورة على كلّ أشكال العبث واغتصاب الحريات.

وفي محراب الحُرية، حيث لا مكان للجبناء ولا للخائفين، فبراير هو السجدة التي نصليها كل يومٍ بدمائنا وأرواحنا؛ هو رداء العزّة التي نرتديها على جراحنا، وصوتنا الذي لا يزال يتردد في آذان الحُكام الفاسدين. مارسنا طقوس التوبة الجماعية عن عهودٍ من الخوف، واجترحنا معجزاتٍ في سماءٍ كانت تحت سيطرة الخوف.

فبراير هو لحظةُ تصالحنا مع المجد، وقتلنا للزمن الذي كان يقيدنا بالأغلال. هي لحظةٌ تُولد فيها الشعوب مجددًا، تُصارع الموت، وتقف في وجهِ القمعِ الذي كان يطاردنا على مدار السنين.

احرس حلمك جيدًا، أبقه نابضًا كما وُلد، في قلبك، في روحك، في ذاكرة الوطن. لا تسمح لأولئك الذين ينقضّون على هذا الحلم أن يشوهوا صورته أو يغتالوا نقاءه.

لقد حاولوا طيلة السنين أن يطفئوا نارك، أن يسرقوا منك الإيمان، لكنّهم فشلوا؛ لأننا نعلم يقينًا أن فبراير ليس حدثًا عابرًا، بل هو سرٌّ في وجودنا، وهو أفقٌ لن نغادره أبدًا.

تذكّر جيدًا: لقد كنتَ، في لحظةٍ ما، رمزًا للثورة، حاملًا لأملٍ انكسر في أفق الظلم، وتبعثرت رماده في سماء الخوف. لكنك وقفت، نفضتَ الغبار، وصرختَ بقوةٍ أكبر من كلّ الأقوى: "لن أسكت".

فبرايرُ ليس مجرد ذكرى، بل هو فكرٌ يحترق في دمائنا؛ هو فلسفةٌ تمثلُ جوهر الحرية، وجوهر الإنسان الذي لا يقبل أن يُسحق تحت عجلة الاستبداد، هو القوة الوحيدة القادرة على خلق واقعٍ جديد، لأنه ببساطة: لم يكن، ولن يكون، مجرد تاريخ.

مقالات ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024