الأخبار
Image Description

سلمان المقرمي

عن نبيل شمسان والعليمي

‫كتابنا‬| 3 مارس, 2025 - 8:43 م

 منذ أسبوعين تقريبا يقيم نبيل شمسان في الرياض على أمل لقاء رئيسه الضعيف والمستسلم رشاد العليمي، لتقديم تقرير إنجازات بعدة أوراق لا يعلمها سوى نبيل ذاته، يزعم أنه حققها في تعز بتوجيه من العليمي قبل ستة أشهر، ولكن لم يلتق به حتى الآن.

يجسد نبيل شمسان أحد أبرز السمات العامة للقائمين على السلطة الحالية: يفهم جيدا أن رشاد العليمي عاجز وخائر القوى وبلا همة ولا طموح، ويكفيه من رئاسته لمجلس القيادة بضع سفريات على حساب الحكومة، يستغلها تماما، ولا يعود من سفرة إلا لأخرى، وفي بعض الأحيان لا تنتهي تلك السفريات إلا بطرد كما يقال عن زيارته الأخيرة لألمانيا، باسم منتدى أمني هناك، ولكن الحقيقة كما يقول من يعرفه إنها زيارة تفقدية لاستثماراته هناك البالغة مئات ملايين الدولارات.

 بالنسبة لشمسان محافظ تعز العتيد الذي يرفض الإقالة والاستقالة من منصبه، كما يرفض بنفس الشدة أي عمل فيها، سوى جمع الإيرادات وصرفها وإقامة مشاريع استثمارية في الخارج أسوة برئيسه العليمي، فهذه هي الدولة بتقاليدها الراسخة ونموذجها الحي العليمي.

يتطابق موقف نبيل شمسان من الشعب مع موقف العليمي، لا علاقة للشعب بشرعية حكمهم وإدارتهم، ولا إرادة شعبية أيضا يمكن أن تقف في وجوههم، ولا مكان حتى للرد عن تساؤلات عما يفعل وكم ينهب، لأن الشعب بنظرهم قاصر وغبي ومخدوع، ولا احترام لمن لا يطالب بحقه، ولم يجبرهم على فعل شيء، ولذا زعم قبل أيام في وقت متأخر من الليل ربما تحت تأثير السهر والقات أنه قدم تقريره للعليمي.

ويعتقد في هذا أن الشعب والحراك الجماهيري ضده والعليمي قد انتهى، خاصة مع دخول رمضان، وانتهاء العملية التعليمية التي صدعت رؤوسهم خلال الأشهر الماضية.  

وبينما لم يكد أحد يعرف متى عاد العليمي من ألمانيا إلى الرياض حتى طار مجددا إلى القاهرة. ليس هناك أسعد من هذه السفريات من نبيل شمسان، فهو لن يلتقي بالعليمي وإن التقى به سيسخر منه ويوهمه أنه حقق له كل شيء في تعز بما فيها توجيهاته المشددة للأمن بقمع المعلمين والمحتجين في تعز المطالبين برحيل الرجلين من منصبيهما.

بين رشاد العليمي المكتفي بالسيطرة على بعض المؤسسات الإيرادية كجوازات تعز عبر أحد أقاربه، وبين نبيل شمسان الشريك لهما بنهب الإيرادات تلك بدون وجه حق، يتجرع السكان في تعز مرارة الحصار الحوثي والحرب الحوثية عليهم، والحرب التي يشنها الرجلان أيضا تجاه السكان عبر قطع الخدمات وتخصيصها لصالح تجار يدفعون لهم مقابل صمتهم كالكهرباء والماء والوقود وغيرها، ويدشن الاثنان سلسلة من الجبايات وصلت حد أن يبتكر شمسان جبايات على كسارات المنصورة المجاورة لقريته، لتعطيل عمل لا ينتهي في طريق هيجة العبد.

الصورة التي يرسمها نبيل شمسان ورئيسه رشاد العليمي عن الدولة اليمنية هي أسوأ نماذج الدول على الإطلاق عبر التاريخ: تعطيل كل شيء وتقييد تحركات الشارع بشراء مواقف قيادات فاعلة ومؤثرة لتنظيمات اجتماعية وسياسية ونقابية واقتصادية.

أمام هذه الوضع شديد البؤس للسكان في تعز، فلا خيار سوى الثورة عليهم وعلى كل المنظومة، القائمة، ومن السهل على الجميع الإطاحة بهذه العصابة التي يقودانها على الأقل في تعز، وستكون مقدمة لتحرك جماهيري يشمل اليمن كاملا.

مقالات ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024